تصاعد الاشتباكات في طرابلس.. فرار سجناء وفوضى أمنية    هزة أرضية قوية في مصر يشعر بها سكان القاهرة وعدد من المدن المصرية    "مشاكل لا تحصى" في طريق أنشيلوتي مع منتخب البرازيل    قنعنا من القيادات الحالية    قنصل السودان بأسوان: المسيرات لم تؤثر على تزايد العودة من مصر    في الدوري العام المؤهل للممتاز.. إثارة ومفاجآت في خمس مواجهات    مكتب "كيكل": (تصريحات قائد قوات درع السودان في لقائه مع مجموعة من الصحفيين عبارة عن كذب و تلفيق ولم تصدر على لسانه)    اجتماع بين النمير وأبو ريدة يقرب المريخ السوداني من الدوري المصري    اجتماع بين النمير وأبو ريدة يقرب المريخ السوداني من الدوري المصري    496095975_1252675680196805_3181708183446998180_n    شاهد بالفيديو.. بأزياء ضيقة ومثيرة.. الفنانة توتة عذاب تواصل إثارة الجدل وتظهر في جلسة خاصة وهي تدندن بإحدى أغنياتها وساخرون: (بقيتي توتة عربي عديل)    شاهد.. الفنانة إنصاف مدني تثير ضحكات الجمهور بعد مطالبتها البرهان ب(ختان) النساء المتخصصات في الإساءة على السوشيال ميديا وتهاجم المليشيا: (انعل أبو الدعم السريع وأبو حميدتي وأبو الحرب)    شاهد بالصورة.. فنان سوداني شاب يفاجئ الجميع ويعلن إعتزاله الغناء ويوجه طلب لمحبيه والمقربين منه: (ربنا يثبتني ويهديني ويقوي عزيمتي ورجاءاً لا تفعلوا معي هذا الأمر)    ((مع السباك فلوران كل المخاوف أمان؟؟))    موهبة برشلونة لامين جمال شخصية واثقة في ثوب مراهق    اتحاد الكرة المصري: لا صحة لمشاركة المريخ السودانى بالدورى الموسم المقبل    شرطة شرق النيل ومراقبة الأجانب تنفذان حملة كبرى لضبط الوجود الأجنبي بالمحلية    مناوي.. نحن على ثقة بأن الحق سينتصر وقلوبنا مليئة بالأمل انتظروا البشريات    التعادل مكسب للهلال امام نوذبيو….    ترامب: زيارتي إلى السعودية والإمارات وقطر "تاريخية"    وفاة مسؤول سابق بجهاز الأمن السوداني    رسميا.. كارلو أنشيلوتي مديرا فنيا لمنتخب البرازيل    ((مبروك النجاح يانور))    صاحب أول حكم بإعدام رئيس مصري سابق.. وفاة قاضي محاكمات مبارك ومرسي    تجهيزات الدفاع المدني في السودان تحتاج إلي مراجعة شاملة    الطاقة تبلِّغ جوبا بإغلاق وشيك لخط أنابيب النفط لهجمات الدعم السريع    على خلفية التصريحات المثيرة لإبنته الفنانة نانسي.. أسرة الراحل بدر الدين عجاج تصدر بيان عاجل وقوي: (مابيهمنا ميولك السياسي والوالد ضفره بيك وبالعقالات المعاك ونطالب بحق والدنا من كل من تطاول عليه)    أصلا نانسي ما فنانة بقدر ماهي مجرد موديل ضل طريقه لمسارح الغناء    خدعة واتساب الجديدة لسرقة أموال المستخدمين    عبر تطبيق البلاغ الالكتروني مباحث شرطة ولاية الخرطوم تسترد سيارتين مدون بشانهما بلاغات وتوقيف 5 متهمين    شاهد بالفيديو.. بعد غياب دام أكثر من عامين.. الميناء البري بالخرطوم يستقبل عدد من الرحلات السفرية و"البصات" تتوالى    بيان توضيحي من مجلس إدارة بنك الخرطوم    الهند تقصف باكستان بالصواريخ وإسلام آباد تتعهد بالرد    وزير الطاقة: استهداف مستودعات بورتسودان عمل إرهابي    ما هي محظورات الحج للنساء؟    توجيه عاجل من وزير الطاقة السوداني بشأن الكهرباء    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (ألف ليلة و....)    حين يُجيد العازف التطبيل... ينكسر اللحن    أبوعركي البخيت الفَنان الذي يَحتفظ بشبابه في (حنجرته)    تتسلل إلى الكبد.. "الملاريا الحبشية" ترعب السودانيين    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    ارتفاع التضخم في السودان    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



دارفور ودول الجوار (2) ... بقلم: د.محمد الشريف سليمان/ برلين
نشر في سودانيل يوم 19 - 05 - 2009

جرى نقاش مطول في إحدى المنتديات العلمية حول مصطلحي ًالدولة والحكومةً والتداخل بينهما. رأى بعض مفكري العلوم السياسية ان الدولة ثابتة عكس الحكومة التي تتغير حسب النظام أو السلطة السياسية الحاكمة، بينما نقض اخرون إستكانة وضعية الدولة لأنها اصبحت ايضا قابلة للتغير كما حدث بتفكك الدولة السوفيتية العظمى الى دويلات بحدود معترف بها دوليا وتبعتها دولة يوغسلافيا الإشتراكية، وقبل هذا إنشطار دولة الباكستان الى دولتين والحال كذلك مع الدولة الإثيوبية، والصومال تجزأت الى كانتونات تحكمها قوة السلاح القبلي. اما فيما يتعلق بالحكومة(السلطة التنفيذية) فجرى الإتفاق على تعريفها بالإدارة المنفذة لسياسة الدولة تجاه الداخل والخارج(السياسة الداخلية والخارجية للدولة)، ويفترض ان تقوم بتحقيق الرفاهية الإجتماعية لسكان دولتها عبر سياسة تنموية متوازنة عادلة تصحبها الحرية والإستقرار، وان تسلك سياسة خارجية تحكمها الدبلوماسية الواعية الهادفة ذات الإسلوب المرن للفوز بالإحترام الدولي وتحقيق اهدافها. لابد من الإشارة للدور الهام الذي لعبته الدبلوماسية السودانية في عهدها الزاهر بمعالجتها للقضايا الافريقية-العربية،على سبيل المثال إستضافة رفاق المناضل لومومبا من الكنغو(كنشاسا)، والذين جلسوا ويجلسون على دست الحكم في تشاد وإحتضان ثوار اريتريا حتى تحقق الحلم بقيام دولتهم ولها دورها الفاعل في أزمات جيرانها في افريقيا الوسطى وإثيوبيا واوغندا، وجميع هذه الدول تعيش أزمات متشابهة ضمن علاقات الإخوة الإشقاء، ويسود بينهم في تلك اللحظات لغة الإشتباك السياسي وبأنياب حادة، مع تطلع كل حكومة لإفتراس النظام السياسي المجاور، علما بأن كلا الشعبين يتمني العكس، بأن تحل لغة حسن الجوار والتعايش الاخوي السلمي مكان المهاترات.
تطرقت في مقالي السابق حول دول الجوار عن العلاقات السودانية-التشادية والتي تحكمها اليوم الأزمة القائمة بين حكومات الدولتين والناجمة من الوضع الملتهب في دارفور (الكل يعرف اسباب الصراع بين السودان وتشاد وكذلك اقصر الطرق لقبرها). لقد اخفقت كل الجهود التي بذلت لإنهاء المسألة السودانية-التشادية ووصلت الى اخطر مراحل النزاع الإقليمى بتصريحات الرئيس التشادي والتي ابدى فيها نيته بتجاوزه دول الجوار والإتحاد الافريقي وإعلانه طرق باب الامم المتحدة لحسم المشكلة مع السودان(أقصى مراحل التدويل). هذا الوضع الخانق المتأزم يكمن حله فقط بإتفاق التراضي وحسن النية بين صانعي القرار في الدولتين الجارتين وطي صفحات الخلاف بدون وساطة إقليمية او دولية ( معاهدة عدم العدائيات وحسن الجوار)، ودون ذلك يصعب الوصول لسلام دارفور وبالتالي لإستقرار وتنمية العلاقات السودانية-التشادية. ويتحمل ويلات هذا الصراع الدائر بين الخرطوم وانجمينا،فقط القابعين في معسكرات النازحين في الإقليم الغربي وسكان مخيمات لاجئي دارفور في دول الجوار، بل سكان الإقليم باكمله. واكد هذه الصورة القاتمة المزرية لاوضاع النازحين واللاجئين مساعد الامين العام للامم المتحدة هولمز بعد زيارته الاخيرة لدارفور، وكذلك وزير صحة ولاية جنوب دارفور ، بان الاوضاع الإنسانية في هذه المعسكرات تنذر بالخطر لانعدام المتطلبات الاولية للبيئة الصحية ونقص حاد في عدد المشرفين بسبب اخراج المنظمات الإنسانية الدولية،بل يزداد الحال سوءا بدخول فصل الخريف الماطر المصحوب بالامراض الفتاكة.
إن الوضع الراهن على طول شريط الحدود السودانية-التشادية،الغير قابلة للرقابة والسيطرة والذي يحمل في طياتة إنذار الخطر بإنفجار لا يحمد عقباه في الدولتين المتجاورتين، يتطلب العلاج الفوري من اجل الحفاظ على مصطلح الدولة بمعناها المتعارف علية اي الدولة الثابتة بحدودها الجغرافية الآنية. ويحبذ وبكل السبل والوسائل الدبلوماسية المتاحة تجنب مسلمة ًالفشل المقدس الدائمً في العلاقلت السودانية-التشادية. ويؤكد خطورة هذا الوضع طرح النائب الاول لرئيس الجمهورية الفريق سلفاكير خلال لقائه لوفد حكماء افريقيا بان لدول الجوار دورا اساسيا في حل المشاكل القائمة في السودان وعلى رأسها أزمة دارفور بقوله : ان أزمة دارفور لن تحل ما لم تلعب دول الجوار دورا اساسيا وبصفة خاصة تشاد ومصر وليبيا واريتريا، ويعني هذا مدى اهمية عمق العلاقات السودانية-التشادية، واي توتر يؤدي الى تعقيد وتدهور العلاقات بين الدولتين. واضف لهؤلاء الاشقاء دولة اخرى هي الجارة الجنوبية الغربية التي تتاخم حدودها السودان اي جمهورية افريقيا الوسطى ولها علاقاتها الاثنية مع دارفور وبحر الغزال والإستوائية، بل إنها تؤي العديد من معسكرات الاجئين من الإقليم المطرب والذين ينتظرون رحمة الخالق بالعودة لحواكيرهم بالعافية والسلامة.هذه الدولة يجب اخذها بعين الإعتبار لتأثيرها الفاعل في حياة الإستقرار والسلم في الجزء الغربي للبلاد،وهي بمثابة الرئة الثانية بعد تشاد.
لقد اورد د.نافع مساعد رئيس الجمهورية ونائب رئيس المؤتمر الوطني ومسؤول ملف دارفور، جملة تستدعي الانتباه :ان بالإمكان ان تشهد البلاد إستقرارا سياسيا إذا إتفق السودانيين على كيفية إدارة البلاد.هذا الطرح تنتظره البلاد منذ فترة ليست بالوجيزة وخاصة من صانعي القرار في الحزب الحاكم والحكومة. والكل يترقب التنفيذ على ارض الواقع وعلى نار احر من الجمر. ان سياسة الوفاق الوطني(سوداني-سوداني) وإحترام الرأي الآخر هو الذي يحفظ سلامة ارض السودان.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.