أحس محتار بالهلع حينما علم بأن ضحايا انفلونزا الخنازير من البشر قد بلغوا آلاف مؤلفة ، تخيل أن أي عطسة من أنف خنزير هي أخطر بكثير من وابل من القذائف الفسفورية، علّق بسخرية : لقد نجحت انفلونزا الخنازير في خطف الأضواء من انفلونزا الأزمة المالية التي اجتاحت أنف الاقتصاد العالمي مؤخراً! لاحظ محتار أن اللغة الانجليزية تتحامل على الخنزير البري الذي يُطلق عليهhog بخلاف الخنزير الأهلي المدعو pig ، فحينما يقال بالإنجليزية a road hog hogs the road فالمقصود هو السائق الذي يتخنزر على السائقين الآخرين ويسد الطريق بسيارته عبر السير في مسارين ومنع التخطي من على يمينه أو يساره أما اللغة العربية فلا تخلو من عبارات متحاملة على الخنزير الأهلي كأن يُوصف المكان القذر بحظيرة الخنازير! تواردت في ذهنه الاجراءات الاحترازية التي اتخذتها بعض الدول ضد البشر المشتبه بإصابتهم بانفلونزا الخنازير ، وكيف قامت إحدى الدول بالقبض على مسافر جوي مصاب بالداء الخنزيري ثم قبضت علي سائر ركاب الطائرة وملاحيها وكافة البشر الذين قابلهم المصاب أو صافحهم في الطريق العام أو ابتسم في وجوههم في أحد الأسواق بعد هبوطه إلى الأرض! طافت في ذهنه صورة الخنزير الأهلي القصير المدبب الدميم الخلقة والذي يتسم بالجبن ويحرم بعض البشر أكله ويأكله بعض البشر مع سبق الإصرار والترصد بينما يتسلل دهنه إلى معظم مستحضرات التجميل والأدوية والأطعمة الجاهزة والخضروات المجمدة مخترقاً بذلك خطوط التحريم ثم قفزت إلى ذهنه صورة الخنزير البري الغريب الشكل والذي يمتلك قروناً على رأسه وخديه ويتسم بشجاعة خارقة تجعله ينازل الأسود! بينما كان محتار يقود سيارته في أحد الطرق ، تذكر معركة خليج الخنازير القديمة في كوبا ومعركة الحلاليف الحديثة في مصر رغم انعدام وجه الشبه بينهما ثم أخذ يصغي لبعض أخبار الحرب بين كارهي ومحبي الخنازير ، فهؤلاء يطالبون بإبادة الخنازير إبادة جماعية حفاظاً على سلامة البشر أما أؤلئك فيطالبون بإبادة فيروس اتش 1 ان 1 والإبقاء على الخنزير بحجة الحفاظ على توازن المخلوقات وعلى أساس أن الخنزير نفسه مجرد ضحية فهو يُصاب بانفلونزا البشر وانفلونزا الطيور إضافة إلى انفلونزا الخنازير المسجلة بإسمه كماركة إرهابية، فجأة شعر محتار بحرقة في حلقه وحكة في أرنبة أنفه فانتابته هواجس خنزيرية مروعة ثم سرعان ما نسى موضوع انفلونزا الخنازير حينما انتبه إلى أن هناك سائق ما قد بدأ يمارس أمامه هواية الخنزرة في الطريق العام! فيصل علي سليمان الدابي/المحامي/الدوحة/قطر