مرتزقة أجانب يرجح أنهم من دولة كولومبيا يقاتلون إلى جانب المليشيا المملوكة لأسرة دقلو الإرهابية    بعثة منتخبنا تشيد بالأشقاء الجزائرين    منتخبنا المدرسي في مواجهة نظيره اليوغندي من أجل البرونزية    إتحاد الكرة يحتفل بختام الموسم الرياضي بالقضارف    دقلو أبو بريص    هل محمد خير جدل التعين واحقاد الطامعين!!    كامل إدريس يلتقي الناظر ترك ويدعو القيادات الأهلية بشرق السودان للمساهمة في الاستشفاء الوطني    أكثر من 80 "مرتزقا" كولومبيا قاتلوا مع مليشيا الدعم السريع خلال هجومها على الفاشر    شاهد بالفيديو.. بلة جابر: (ضحيتي بنفسي في ود مدني وتعرضت للإنذار من أجل المحترف الضجة وارغو والرئيس جمال الوالي)    حملة في السودان على تجار العملة    اتحاد جدة يحسم قضية التعاقد مع فينيسيوس    إيه الدنيا غير لمّة ناس في خير .. أو ساعة حُزُن ..!    إعلان خارطة الموسم الرياضي في السودان    غنوا للصحافة… وانصتوا لندائها    ترتيبات في السودان بشأن خطوة تّجاه جوبا    توضيح من نادي المريخ    حرام شرعًا.. حملة ضد جبّادات الكهرباء في كسلا    تحديث جديد من أبل لهواتف iPhone يتضمن 29 إصلاحاً أمنياً    شاهد بالفيديو.. بأزياء مثيرة وعلى أنغام "ولا يا ولا".. الفنانة عشة الجبل تظهر حافية القدمين في "كليب" جديد من شاطئ البحر وساخرون: (جواهر برو ماكس)    امرأة على رأس قيادة بنك الخرطوم..!!    ميسي يستعد لحسم مستقبله مع إنتر ميامي    تقرير يكشف كواليس انهيار الرباعية وفشل اجتماع "إنقاذ" السودان؟    محمد عبدالقادر يكتب: بالتفصيل.. أسرار طريقة اختيار وزراء "حكومة الأمل"..    وحدة الانقاذ البري بالدفاع المدني تنجح في إنتشال طفل حديث الولادة من داخل مرحاض في بالإسكان الثورة 75 بولاية الخرطوم    "تشات جي بي تي" يتلاعب بالبشر .. اجتاز اختبار "أنا لست روبوتا" بنجاح !    "الحبيبة الافتراضية".. دراسة تكشف مخاطر اعتماد المراهقين على الذكاء الاصطناعي    الخرطوم تحت رحمة السلاح.. فوضى أمنية تهدد حياة المدنيين    المصرف المركزي في الإمارات يلغي ترخيص "النهدي للصرافة"    أول أزمة بين ريال مدريد ورابطة الدوري الإسباني    أنقذ المئات.. تفاصيل "الوفاة البطولية" لضحية حفل محمد رمضان    بزشكيان يحذِّر من أزمة مياه وشيكة في إيران    لجنة أمن ولاية الخرطوم تقرر حصر وتصنيف المضبوطات تمهيداً لإعادتها لأصحابها    انتظام النوم أهم من عدد ساعاته.. دراسة تكشف المخاطر    مصانع أدوية تبدأ العمل في الخرطوم    خبر صادم في أمدرمان    اقتسام السلطة واحتساب الشعب    شاهد بالصورة والفيديو.. ماذا قالت السلطانة هدى عربي عن "الدولة"؟    شاهد بالصورة والفيديو.. الفنان والممثل أحمد الجقر "يعوس" القراصة ويجهز "الملوحة" ببورتسودان وساخرون: (موهبة جديدة تضاف لقائمة مواهبك الغير موجودة)    شاهد بالفيديو.. منها صور زواجه وأخرى مع رئيس أركان الجيش.. العثور على إلبوم صور تذكارية لقائد الدعم السريع "حميدتي" داخل منزله بالخرطوم    إلى بُرمة المهدية ودقلو التيجانية وابراهيم الختمية    رحيل "رجل الظلّ" في الدراما المصرية... لطفي لبيب يودّع مسرح الحياة    زيادة راس المال الاسمي لبنك امدرمان الوطني الي 50 مليار جنيه سوداني    وفاة 18 مهاجرًا وفقدان 50 بعد غرق قارب شرق ليبيا    احتجاجات لمرضى الكٌلى ببورتسودان    السيسي لترامب: ضع كل جهدك لإنهاء حرب غزة    تقرير يسلّط الضوء على تفاصيل جديدة بشأن حظر واتساب في السودان    استعانت بصورة حسناء مغربية وأدعت أنها قبطية أمدرمانية.. "منيرة مجدي" قصة فتاة سودانية خدعت نشطاء بارزين وعدد كبير من الشباب ووجدت دعم غير مسبوق ونالت شهرة واسعة    مقتل شاب ب 4 رصاصات على يد فرد من الجيش بالدويم    دقة ضوابط استخراج أو تجديد رخصة القيادة مفخرة لكل سوداني    أفريقيا ومحلها في خارطة الأمن السيبراني العالمي    الشمالية ونهر النيل أوضاع إنسانية مقلقة.. جرائم وقطوعات كهرباء وطرد نازحين    شرطة البحر الأحمر توضح ملابسات حادثة إطلاق نار أمام مستشفى عثمان دقنة ببورتسودان    السودان.. مجمّع الفقه الإسلامي ينعي"العلامة"    ترامب: "كوكاكولا" وافقت .. منذ اليوم سيصنعون مشروبهم حسب "وصفتي" !    بتوجيه من وزير الدفاع.. فريق طبي سعودي يجري عملية دقيقة لطفلة سودانية    نمط حياة يقلل من خطر الوفاة المبكرة بنسبة 40%    عَودة شريف    لماذا نستغفر 3 مرات بعد التسليم من الصلاة .. احرص عليه باستمرار    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



روى بوس ... بقلم: ثروت قاسم
نشر في سودانيل يوم 24 - 05 - 2009


[email protected]
مقدمة
بعد ان كون رئيس جمهورية جنوب افريقيا الجديد يعقوب الزومة حكومته الجديدة في العاشر من مايو , سأله الصحفيون عن أولوياته ؟ عن ماذا ينوي ان يفعل وينفذ من ضمن الوعود الكثيرة التي اطلقها أثناء حملته الانتخابية ؟
لم يتوقف الرئيس الزومة طويلأ للتفكير والرد . بل اسرع واختزل رده في كلمة واحدة بلغة البوير الافريكانا (المستوطنون البيض في جنوب افريقيا ) :
روي بوس!
وهذه الكلمة تعني شاي بالليمون والعسل . المشروب المفضل للبوير .
سوف يشرب الرئيس الزومة كوبا من الشاي الممزوج بالليمون والعسل , لكي يركز تفكيره وينظم افكاره ويرتب أولياته , في هدؤ وبعيدا عن ضجيج الحشود والمسيرات والنقارة والنحاس .
اليوم خمر وغدأ امر .
وأنت , يا رعاك الله , وقد عدت الي قواعدك في الطينة في شرق تشاد .
الا تستحق كوبا من الروى بوس ؟
الرائد
حاول البعض شيطنة الرئيس يعقوب الزومة . وأدعو , زورا بهتانا , بانه سوف يقود بلده جنوب افريقيا الي حضيض الهاوية من قمة التقدم الاقتصادي الذي تتربع عليه حاليا . وزعموا , وان بعض الزعم اثم , بان الرئيس الزومة سوف يحاكي الرئيس موغابي في توجهاته العدوانية نحو الغرب , وبالاخص نحو المواطنين البيض في جنوب افريقيا . وهذه ادعاءات مردود عليها بالبينات والدفوعات القطعية ومنها:
أولا : الرئيس الزومة سوف يكون مطية في يد الحزب الوطني الحاكم وليس العكس . الحزب الوطني له مؤسساته الراسخة التي لايمكن لرئيس الحزب ( ورئيس الجمهورية ) تجاوزها . وهذه المؤسسات الحزبية تواجه وتصادم رئيس الحزب ( ورئيس الجمهورية ) اذ تعارضت أفعال رئيس الحزب مع سياسة الحزب . مثلا : الرمز مانديلا رشح سيريل راما لخلافته رئيسا للحزب في عام 1999 , ولكن الحزب اختار مبيكي رغم انف الرمز مانديلا . وفي عام 2008 طرد الحزب مبيكي من رئاسة الحزب وأنتخب في مكانه الزومة رئيسا للحزب , رغم ان مبيكي كان وقتها رئيسا للجمهورية ورئيسأ للحكومة , واجهزة الدولة كلها طوع بنانه . علاقة الحزب الوطني الحاكم في جنوب افريقيا مع رئيسه ( ورئيس الجمهورية) من جانب , مختلفة اختلاف الليل والنهار بالمقارنة , من الجانب الاخر , مع علاقة حزب البعث مع رئيسه صدام حسين , او الحزب الوطني المصري مع رئيسه الرئيس حسني مبارك , او المؤتمرات الشعبية مع ملك الملوك او حزب البعث مع الرئيس الاسد و او حزب المؤتمر الوطني مع الرئيس البشير .
في كل تلك الامثلة شخص الرئيس هو الكل في الكل , والحزب يعمل مايقول به الرئيس . والكل في الحزب يسبح بحمد رئيسه .
اما في جنوب افريقيا فان مؤسسات الحزب الوطني هي الغالبة , وهي الحاكمة , وهي التي توجه وتصوب مسار رئيس الحزب ( رئيس الجمهورية ) .
ثانيا : أعلن الرئيس الزومة بأن دولة جنوب افريقيا ( القوس قزح ) هي دولة لكل مواطنيها . المواطنة هي أساس الحقوق الواجبات . المواطنون السود والبيض والملونين والهنود كلهم سواسية امام الدستور والقانون . وأقر الرئيس الزومة بأنتفاء التفرقة الدينية اوالجندرية او الاجتماعية في جنوب أفريقيا . وضرب مثلا بشخصه الاسود أبن الخادمة الذي لم يدخل أي مدرسة في حياته , حتى مدرسة الاساس , والمدقع في الفقر (اذ كان راعيا للبقر ثم مراسلة في مكتب) . والذي وصل بجده واجتهاده وذكائه الي ارفع موقع , وقمة الهرم في جنوب افريقيا , بعد خمسين عاما من الكفاح المستدام .
ثالثا : عدل الرئيس الزومة في سياسة بلاده الخارجية في الاسبوع الاول لتوليه السلطة . فقد رحب بقدوم الدالاي لاما لجنوب افريقيا بعد ان رفضت الحكومة السابقة اعطائه فيزا دخول . كما شن الرئيس الزومة هجوما عنيفا على الرئيس موقابي . وكذلك على الرئيس البشير , وتوعد الرئيس البشير بملاحقته والقبض عليه وتسليمه لمحكمة الجنائيات الدولية طال الزمن ام قصر . قال ذلك رغم ان وزيرة خارجيته قد صرحت , قبل تصريحه وعلى استحياء , بدعمها للرئيس البشير في حربه ضد محكمة الجنائيات الدولية
رابعأ : أكد الرئيس الزومة انه سوف يبقى لفترة رئاسية واحدة غير قابلة للتكرار , تحت أي مسوغ . وقال ان السبعين وقد بلغتها تمنعني من الكنكشة في السلطة . فأن حواء الجنوب افريقية بعكس ( حواء السودانية ) والدة . ويجب ان نفسح الساحة للدماء الجديدة حتي لانصير الى ديناصورات متحجرة ( كما في بلاد السودان ) . واستطرد قائلا انا رائد هذه الامة القوس قزحية .
وان الرائد لايكذب اهله .
كأس العالم
اتمنى علي القارئ الكريم متابعة الاحداث في جنوب افريقيا لكي نأخذ عنهم الدروس والعبر , ونرى عاقبة ما يفعلون .
ووضع جنوب افريقيا في قارة افريقيا يحاكي وضع الولايات المتحدة الأمريكية في العالم .
فتجد تعداد السكان في الولايات المتحدة يعادل حوالي 5% من سكان العالم , والناتج القومي الأجمالي السنوي حوالي 20% من الناتج العالمي . في حين ان تعداد جنوب افريقيا ( حوالي50 مليون ) يبلغ حوالي 5% من تعداد سكان افريقيا , والناتج الاجمالي القومي في جنوب افريقيا ( 300 مليار دولار ) يبلغ حوالي 20% من الناتج الاجمالي لكل دول افريقيا .
جنوب افريقيا تختزل افريقيا . فهي غنية في تنوعها الديني والاثني والثقافي والسياسي والجهوي . وتختلف عن باقي دول افريقيا في انها الديمقراطية الحقة الوحيدة , حيث التداول السلمي للسلطة , الانتخابات الحرة التعددية , صندوق الاقتراع مفتاح الحل الوحيد لازمات الحكم , الفصل التام بين السلطات التشريعية والقضائية والتنفيذية , دولة المؤسسات والقانون , وحيث المواطنة هي اساس الحقوق والواجبات .
دولة قوس قزح .
وسوف يسمع محمد أحمد السوداني كثيرا عن جنوب أفريقيا خلال العام 2010 , حيث يتم , ولاول مرة في تاريخ القارة الافريقية , عقد مباريات كاس العالم لكرة القدم فيها . وجنوب أفريقيا هي العضو الافريقي الوحيد في مجموعة الدول العشرين الاغنى في العالم , ومرشحة كعضو دائم في مجلس الأمن , ورئيسها السابق مبيكي يقود مجموعة حكماء افارقة لحلحلة مشكلة دارفور.
الانسان
نشر كاتب هذه الحروف في الماضي بعض المقالات عن يعقوب الزومة الانسان , ويعيد نشر اجزاء منها ادناه , بمناسبة انتخابه , في السادس من مايو الحالي رئيسأ لجنوب افريقيا.
يعقوب الزومة وما أدراك ما يعقوب الزومة ؟ دنيا بحالها ! يفور بالحياة وتفور الحياة به ومعه ! يعيش كل ثانية في حياته بالطول والعرض والارتفاع والعمق وكل الابعاد المعروفة وغير المعروفة .
يعمل لآخرته وكأنه يعيش ابدا ويعمل لدنياه وكأنه يموت غدا . يعانقك ضاغطا على صدرك فتنحبس انفاسك ويشد على يدك مسلما فتحسبها قد انخلعت . نعم هو الحياة تمشي على قدمين . يحب الناس وبالاخص الناعم منهم وكثيرا , يحب الاكل الطيب ويستمتع بالنبيذ المعتق , يعبد الهواء فيأخذ منه جرعات طويلة بكامل رئتيه في لذة ما بعدها لذة ....
هل قابلت من يستمتع بهواء الله ورسوله ؟
انه ود الزومة.
يغني ويرقص ويطلق النكات ذات اليمين وذات الشمال وكأنه مهرج في سيرك .
نعم .... حياته اقرب الى السيرك من حياة الناس العادية .
لا يحمل حقدا لاحد ولكنه كإبن عمه عنترة بن شداد العبسي " سمحٌ اذا لم يظلم " . وهو في سلام دائم مع نفسه ومع الناس . وجدت , يا رعاك الله , وجه يعقوب من الوجوه الناعمة , لسعيها راضية في جنة عالية.
يمتطي صهوة ال 747 من جوهانسبرج الى باريس لمدة نصف يوم وبلا توقف ويكون نائما نوما عميقا بدون انقطاع طيلة الرحلة , وهكذا في كل رحلاته ينام من بداية الرحلة حتى نهايتها , ويصل الى محطته النهائية مستعدا لاستقبال ومصارعة الحياة بكل عنفوانها وضجيجها وصخبها .
اذا اوقعك حظك العاثر في معرفته , فوقعتك فعلا "سودة" , لانه قطعا بمستعبدك . وتكون العلاقة بينه وبينك كما العلاقة بين الخليفة عبد الله عليه رحمة الله والانصاري ذا الجبة المرقعة الذي يمسك برسن دابته ! ولكن بكامل رضاك ورغبتك , بل تركض ركضا لتلبية رغباته , فقد اصبح الشيخ وانت , يا طويل العمر , الحوار. هل رأيت انصاره يغنون ويرقصون مع ضربات الطبول والنقارة والنحاس ويرددون اغاني واهازيج معارك السود ضد البيض ايام حروب الابارتيد :
" اعطني كلاشي .... اعطني كلاشي ..... اعطني كلاشي ....."
هل تتذكر يا طويل العمر بيكو ؟
هل تتذكر يا طويل العمر شاربفيل ؟
هؤلاء واولئك زملاء كفاح ...... وابن الزومة يذكرهم بالشهيد بيكو وبأيام الكفاح والعرق والدموع والدم.
نعم ..... يعقوب عالم بذاته ....
تسال زوجتة الخامسة , في حفلة فوزه , وهي تمص كوباً من الشمبانيا الساقطة :
ماهي اهم صفات المسيح (جيسس) في رايك ؟
( انه انساني , ودائما ما يترك مخرجاً لخصومه حتي يخرجوا منه) .
ذلك يوضح درجة عالية من الانسانية لدي الزومة . انسانية لا تسمح بالاهانة والاذلال حتي للخصوم . انسانية حتي في غابة السياسة.
رجل العائلة
عنده 18 من البنين والبنات من 11 زوجة وخليلة . فالعرف في قبيلته , الزولو , يسمح بتعدد الزوجات . ويحتفظ حاليا بثلاثة زوجات واحدة لكل يومين من ايام الاسبوع , اما يوم الاحد فيوم مفتوح للخليلات والصديقات .
وزيرة الخارجية السابقة , السيدة الفضلى دلامني , كانت احدى زوجاته السابقات وكان الرئيس السابق مبيكي قد رشحها لخلافته كرئيسة للجمهورية في عام 2009 . ولكن تاتي الرياح بما لا تشتهي السفن . فهلك مبيكي وهلكت هي معه , واصبح زوجها السابق يعقوب رئيسأ للجمهورية في محلها . ولكن قد ادخلها يعقوب كوزيرة في مجلس وزرائيه الجديد . اما زوجته كيت التي كانت تعمل مضيفة في طيران موزامبيق فقد انتحرت في عام 2002 , ربما بسبب سوء معاملة يعقوب لها , كما ادعت في رسالة تركتها بعد موتها . وقد تزوج يعقوب (67 سنة) السنة الفائتة من شابة صغيرة من نواحي ديربان , انجبت له طفلين قبل الزواج.
تسأله يا طويل العمر كم حبة من الفياجرا يتعاطى في اليوم . اذ تحسبه يتعاطى العشرات ...... فيرد بأنه في حاجة ليتعاطى ما مفعوله عكس مفعول الفياجرا ان وجد ..... فتأمل؟
الا يذكرك , يا رعاك الله , بفحل الحردلو في رائعته " الخبر الاكيد ..... قالوا البطانة اترشت ...... "
نعم ان فحل الحردلو هو صديقك يعقوب بذاته وصفاته ....
عليك بالطلاق المثلث والمغلظ هو ارجل راجل في عموم ديار افريقيا ..... اذا كانت الرجولة تقاس بهكذا مسطرة ....
المهرج :-
في سجن جزيرة روبن على مرمى الف حجر من دار الرجاء الصالح , امضى يعقوب عشر سنوات مع الرمز نلسون مانديلا وصحبه الميامين الابرار , دخل السجن وعمره حوالي 20 سنة وخرج منه في سنة 1973م . دخل السجن وهو امي لا يعرف الكتابة ولا القراءة , فلم يدخل يعقوب مدرسة في حياته وحتى يومنا هذا , ولكنه خرج من السجن وهو يعرف الكتابة و القراءة واللغة الانجليزية ولغة البوير . فقد محى اميته في السجن الشيوعي جوفان مبيكي , والد رئيس جمهورية جنوب افريقيا السابق ثابو مبيكي , الذي كان سجينا معه .
يحكي الرمز مانديلا في مذكراته ان يعقوب كان يعيش في السجن وكأنه في شهر عسل . انه كان في اهله مسرورا . كان يرسل النكات على نفسه وعلى الغير , كان يغني ويرقص وينطط كالمهرج في السيرك مما ازال وحشة السجن من نفوس كل من حوله , وادخل في قلوبهم بعض البهجة والمرح , وجعلهم يتحملون في صبر نبيل قسوة السجن.
البدايات:-
رأى يعقوب النور في 1942 في قرية بائسة في قلب بلاد الزولو , فهو ينتمي الى قبيلة الزولو , القبيلة الاكبر في جنوب افريقيا . بينما ينتمي الرمز مانديلا والرئيس السابق مبيكي الى قبيلة الكزولا , ثاني اكبر قبيلة في جنوب افريقيا .
كانت امه تعمل خادمة في بيت رجل ابيض . وتوفي والده , وكان شرطيا , ويعقوب لم يبلغ الثالثة من العمر . وعمل يعقوب في رعي الابقار حتى بلغ السابعة عشر , فهاجر الى ديربان على المحيط الهندي حيث عمل ساعيا اميا في احد المكاتب . وانضم يعقوب الى حزب المؤتمر الوطني الافريقي , قبل ان يحظر النظام العنصري نشاطه السلمي , في عام 1960 . وبعدها انضم الشاب يعقوب للجناح العسكري السري للحزب , الذي كونه الرمز مانديلا ضد نظام عنصري لم يحترم ويتقبل النشاط السلمي العلني للحزب . وللاسف قبض عليه نظام الابارتيد وحكم عليه بالسجن عشرة سنوات قضاها في سجن جزيرة روبن مع الرمز مانديلا وعدد اخر من رموز المؤتمر الوطني الافريقي.
الكفاح السلمي:-
بعد اطلاق سراحه في عام 1973 , وجد نفسه في الشارع , بدون مأوى ولا يملك قوت يومه , يأكل من حاويات القمامة وينام تحت الكباري ...... كانت تلك ايام عصيبة ......
ايحسب الانسان ان يترك سدى ؟
ولكنه بجده وجهده اصبح عنصرا فاعلا في اعادة تنظيم المؤتمر الوطني الافريقي والعمل السري . ثم هرب خلسة من جنوب افريقيا الى سويسرة ثم موزمبيق ثم زامبيا , حيث استلم ادارة استخبارات المؤتمر الوطني . ورجع الى جنوب افريقيا بعد انهيار نظام الابارتايد في عام 1994 ليصبح وزيرا ثم نائبا لرئيس المؤتمر الوطني الافريقي في 1997 ونائبا لرئيس الجمهورية في 1999.
السقوط:-
في يونيو 2005 حكمت المحكمة على مستشار يعقوب المالي السيد شابير الشيخ بالسجن لمدة 15 عاما , لتورط المستشار في صفقة سلاح مع شركة تال الفرنسية . وعليه فقد وجدها الرئيس السابق مبيكي فرصة لاقالة نائبه يعقوب , من موقعه كنائب للرئيس , لتورطه المزعوم في هذه الصفقة مع مستشاره المالي . وان كان السبب الحقيقي لهذه الاقالة خوف مبيكي من نفوذ يعقوب المتنامي . ولكن تحريات البوليس اللاحقة في هذه القضية تعثرت في المحكمة لاسباب اجرائية وتم حفظ القضية في سبتمبر 2006 . ورغم ذلك فقد اجمع المراقبون على نهاية يعقوب السياسية وانه اصبح خارج الرادار السياسي في جنوب افريقيا.
وفي نوفمبر 2005 اتهمته فتاة مصابة بالايدز باغتصابها وجرت محاكمته وسط استياء ناشطين لحقوق المرأة , خصوصا ويعقوب رئيس اللجنة القومية لمكافحة الايدز في جنوب افريقيا . وتمت تبرأته من جريمة الاغتصاب . وقد اثارت تعليقاته اثناء المحاكمة كثيرا من اللغط والاستهزاء . فقد ادعى بان الفتاة طلبت معاشرته , وانه وحسب ثقافة وعرف قبيلته , لم يكن في وسعه رفض طلبها رغم معرفته بانها مريضة بالايدز . ونسبة لانه لم يكن بحوزته " واقي " وقتها فقد اخذ " دوشا " بعد معاشرته الفتاة لحماية نفسه من الايدز.
واصبح يعقوب اضحوكة جنوب افريقيا لسذاجته المفرطة . واصبحت الصحف تطلق عليه " يعقوب الدوش " سخرية واستهزاءًٍٍ . وتأكد للكل بعد كل هذا الخزي والعار الذي حاق بيعقوب بأنه قد مات موتا اكلينيكيا في عالم السياسة لا حياة بعده . ونسيه الناس وبدأ في عبور الصحراء وحيدا بعد ان هجره حتى اصحابه .
كان ذلك في ديسمبر 2005.
ان بعد العسر يسرا
زادت لقاءتك شيئا بيعقوب , اثناء فترة عبوره الصحراء , وهو بعد يتمرغ وحيدا في وحل حفرته العميقة , لا امل له في الخروج من وحله وظلامه .
كنت تستغرب لروحه العالية , وقفشاته وضحكاته المجللة وكأنه قد ملك الدنيا وما عليها وهو بعد غير آمن في سربه , لا يملك قوت يومه , وان كان صحيح البدن . كان يركض وراء الحسناوات وغيرهن في فنادق وملاهي مدينة النور , فهو كضكر الحردلو لا يفرق بين النساء , فكلهن عنده يفين بالغرض النهائي . فالموت واحد وان تعددت الاسباب .........
نعم ...... وقع ود الزومة الوقعة التي حسب الجميع انها القاضية التي ليس لردتها كاذبة في ديسمبر 2005 , ولكن صدق حدسه وخرج معافى من وحل حفرته العميقة , بل خرج ليكافح ويناضل ضد الرئيس السابق مبيكي على رئاسة حزب المؤتمر الوطني الافريقي .
لا تحسبن انه سوف يترك سدى ؟
وفي 18 ديسمبر 2007 , تقريبا بعد سنتين فقط من سقطته المجلجلة , نهض ود الزومة من كبوته ليهزم الرئيس مبيكي شر هزيمة . فقد حاز على 60% من اصوات الناخبين البالغ عددهم اربعة الف ناخب ( 2329 صوت له مقابل 1505 صوت لمبيكي ) واصبح رئيسا للمؤتمر الوطني الافريقي وجلس على كرسي الرئاسة بدلا من مبيكي في نفس يوم انتخابه.
وفاز معه في الانتخابات اربعة من معاونيه في مراكز قيادة الحزب السياسية الاربعة فاصبحت القيادة العليا للحزب تحت سيطرته الكاملة بدون منازع . ومما يجدر ذكره ان هذه اول مرة في تاريخ الحزب العريق يتم فيها انتخاب علني للرئيس . فقد كان في الماضي يتم اختياره بالتراضي بين اعضاء القيادة العليا ويبصم الحزب على هذا الاختيار دون انتخابات , حفاظا على وحدة الصف.
في الظروف العادية فان رئيس الحزب يصبح اتوماتيكيا رئيس الجمهورية كما كان الحال مع الرمز مانديلا وكذلك الرئيس السابق مبيكي . ذلك ان انتخاب رئيس الجمهورية يتم في البرلمان الذي يسيطر عليه الحزب الحاكم ( 65 % في هذه الدورة ) وليس بالاقتراع على نطاق القطر .
المحكمة
كما هو مذكور اعلاه , فان المحكمة قد حفظت الدعوي في قضية الفساد ضد يعقوب في يوم الخميس الموافق العاشر من سبتمبر 2006 لاسباب فنية واجرائية . لم ينظر القاضي ويبت في براءة او ادانة يعقوب . وانما شطب البلاغ دون النظر في القضية . واصبح يعقوب حرأ . واحتفل مريدوه في كل جنوب افريقيا بهذا النصر المبين .
كان ذلك في سبتمبر 2006 .
ايحسب الانسان ان يترك سدي
ولكن في مطلع ديسمبر 2008 اعلن المدعي العام في جنوب افريقيا بان مكتبه قد اكمل تحرياته بخصوص قضية الفساد المذكورة اعلاه , وتأكد لهم بما لا يدع مجالا للشك وجود بينة قوية ضد يعقوب , وانهم بصدد اتخاذ الاجراءات القانونية اللازمة . واذا ثبتت جريمته امام المحكمة فسوف يذهب للسجن , كما ذهب قبله مستشاره المالي لمدة 15 عامأ . ولكن يعقوب ما فتئ يؤكد بانه واثق من بياض صحفه . فقد استلم هكذا صحف بيمينه وميزانها جد ثقيل فهو من الذين ثقلت موازينهم . واستمر يؤكد لكل من القي السمع , وهو شهيد بان كل ما كان يطبخ في هذا الخصوص مؤامرة من الرئيس السابق مبيكي للانتقام منه , خصوصا بعد الهزيمة المنكرة التي الحقها بمبيكي في انتخابات رئاسة الحزب.
لم يكن الطريق وقتها مفروشا بالورود امام ود الزومة :
فربما رجع مرة اخرى الى وحل حفرته بل الى اسفل من ذلك ..... الى غياهب السجون .
في يوم الخميس الموافق 20 ديسمبر 2008 , اعاد المدعي العام فتح بلاغه ضد يعقوب في نفس القضية المذكورة اعلاه , وللمرة الثانية . واصبت يارعاك الله وانت في الطينة في غرب دارفور باحباط وحزن دفين . وتذكرت باسي بالغ سيزيف الاغريقي , ودعوته سبحانه وتعالي ان لا يرهق يعقوب صعودأ .
وللمرة الثانية , عاد المدعي العام وسحب بلاغه في 6 ابريل 2009 . لانه اكتشف , ومؤخرأ , تدخلات سياسية من جانب ادارة الرئيس السابق مبيكي , في مجري التحريات الشرطية , لتوريط يعقوب , دون وجه حق في الجريمة .
التدخل في مسيرة القضاء المستقل بواسطة ادارة مبيكي , ادي الي شطب البلاغ ضد يعقوب , وللمرة الثانية .
واحتفل الملأ من قوم يعقوب بشطب البلاغ ضده , ولا اقول ببرائته
وكنت يارعاك الله من ضمن المحتفلين . وغنيت معهم اغنية وشعار حملة يعقوب الانتخابية :
اعطني كلاشي... .....اعطني كلاشي ......,, اعطني كلاشي.........
ايحسب الانسان ان يترك سدي ؟
وفي يوم السبت الاغر الموافق التاسع من مايو تم تنصيب يعقوب رئيسأ لجنوب افريقيا.
أيحسب الانسان ان يترك سدي ؟


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.