صدر بصحيفة ألوان تصريح للسيد والى الخرطوم ، ذكر فيه بأنه لا مجال ، لتخفيض أسعار الأراضي بالولاية ، وذكر بلغة سوقية شديدة اللهجة ، بأنه من لم يستطع مواكبة العيش بولاية الخرطوم ، فعليه أن يذهب إلى أقرب غابة ، حيث تسهل الحياة هناك ، حيث الأراضي بالمجان ، وما عليه سوى ، اختيار أكبر شجرة ، ليجلس تحت أرضها ، وليضع فراشه على ظل هذه الشجرة الوريفة ، وإذا كان حجم عائلته أكبر ، فلا مانع من منح كل واحد من أفراد العائلة ، شجرة ، وعليهم بمباعدة الأسفار والأمر لا يحتاج كثير عناء ، فقد حصل على تصريح من السيد والي ولاية الخرطوم ،،،، هذا من ناحية ، ومن ناحية أخرى فمن عنده حساسية ضد الأشجار ، والغابات ، فيوجد خيار آخر ، فعليه التوجه بعيد عن مجرى النيل ولينصب له خيمة على الصحراء في أي مكان شاء ، وهنا وهناك المنزل بالمجان .... ولا توجد رسوم محليات ولا عدادات دفع مقدم ولا مؤخر ..... هذا هو حل والي الخرطوم ، للذين يحلمون من حكومتنا الرشيدة بتخفيض نفقات العيش ، وللذين يحلمون بشراء قطعة في أصقاع الولاية ، لتكوين عش الزوجية الذي يحلمون به ...... ولقد ذكرت كثير من الدراسات غلاء الأراضي بولاية الخرطوم مقارنة بكثير من المدن الأوربية والأمريكية وغيرها من المدن الأفريقية والعربية المحيطة بنا ، فبدلاً من سماعنا ، لمهدئات إنقاذية ، لا نصدقها ،،، يفاجئنا هذا الرجل بهذه العبارات السوقية التي لا تليق بنا ، ولكنها ربما تليق به ،،،، وعلينا ترك الخرطوم فوراً ، ودفن أحلامنا الصغيرة والكبيرة ، فوراً لنترك للسيد الوالي مدينة الخرطوم بل كل ولاية الخرطوم ، لينعم بها كيف يشاء ، هو ومن في شاكلته ، وعلينا الرحيل قبل أن يصفنا السيد الوالي بالحشرات الضارة التي يجب إبادتها ... انتهى كلام السيد الوالي الموجع والمحزن ، والذي كنا نظن أن من مهامه تقديم الخدمات ، لمواطنيه ، وليس لديه مهام أخرى ، تقدم على المواطنين ، ولكننا تعودنا من قادة الإنقاذ في الفترة الأخيرة ، التصريحات غير المسؤولة ، والتي تثير الإشمئزاز ، وتصيب بالدوران ، والغثيان ، وربما الإغماء ،،،، ودعونا نتحرك قليلا من موكب السيد الوالي إلى موكب الصحافة ( السلطة الرابعة ) التي يفترض فيها الحياد وترجيح العقل ، ولكن يبدو أن بعض صحفيينا ، لا يكتب غير اسمه وتوقيعه أسفل المقال ،،، فنسمع كلام غريب مثل هذا من هذا الوالي لنجد في اليوم التالي ، تأييد مطلق ، وعبارات جوفاء ، لتؤيد ما ذهب إليه هذا الوزير .... في صحيفة الرأي العام الحكومية جاءنا القلم الشاذ ( والشذوذ قد يأتي بسبب فرط الغباء ، أو فرط الذكاء معاً ) للصحفي غريب الأطوار راشد عبد الرحيم ، ليقول لنا ، بألفاظ ملؤها العنصرية والعنجهية ، ليقول أن من حق سكان ولاية الخرطوم أن يتمتعوا بخيرات ولايتهم ، وحرّم هذا الصحفي ( أو أفتى بعدم جواز) بقاء مدينة الخرطوم كمدينة لإعاشة كل من يفد إليها من ولايات السودان المختلفة .... وحتى ولو كان هذا الوافد أتى إليها بسبب العلاج ،،،، أو حتى السفر ،،،، وذهب إلى أبعد من ذلك ، فبدلا من كلمات الوالي السوقية ، استخدم الرجل غير الراشد عبارة فذكر من حقها أن تنظم أرضها من جور الوافدين ،،،، لا مانع ايها الرجل في أن تستخدم صلاحيات الدولة ، لعدم وصول هؤلاء الحوش إلى أرض الخرطوم الجميلة ، حتى لا تتسخ العاصمة الوارفة ، ولا تُزكم أنوفك وأنوف من يساندك في هذا المشروع ، فقم باستخراج بطاقة ، لسكان ولاية الخرطوم ، وأعطي البطاقة لسكان كافوري والمنشية ، والرياض والعمارات ....وكفى ،،،، وقم بنصب نقاط التفتيش ، لإخراج كل من يلوث العاصمة ، ويغير رائحتها وطعمها ، ولونها ..... ودعنا أيها الرجل لنسألك ، ما هي موارد ولاية الخرطوم التي تتبجح بها ؟ ولماذا لا تتناول الموضوع لتحل المشكلة من جذورها ، وتدرس أسباب الهجرة إلى المركز ؟ ولماذا تكدست الخدمات في العاصمة الخرطوم ، ليسافر معظم سكان السودان إلى خارجه عبر بوابة الخرطوم ، ورغما عن ذلك ، ترفض مرور السوداني الذي يأتي من كوستي أو الدمازين ومدن أخرى كثيرة ليسافر عبر بوابة الخرطوم ،،،، فبدلا من مطالبتك ، بتطوير الأقاليم ، وإعطائها جزء من الخدمات ، لكي لا تصل إليكم في المركز ، تطالب هذا السوداني المسكين ، بعدم مروره بالخرطوم وبقائه بها فترة خروجه منها ،،، ولا تطالب حكومتك الرشيدة بتوفير هذه الخدمات ، له في مكانه لتيسر له عناء السفر ومكابدته ..... إن دعوتك هذه أيها الرجل لو طبقناها على كل ولايات السودان ، وأعطينا كل ولاية الحق في التصرف في ممتلكاتها بالكامل ، ونسينا أن هذا المشروع قومي أمثال مشاريع الجزيرة والرهد وكنانة وغيرها من المشاريع القومية التي تصب في العاصمة الخرطوم ، ولا تأخذ الولاية نصيب منها غير على الورق ، لمددت يديك أيها الرجل غير الراشد ، وقم بتطبيق دعوتك ، ولينال كل إقليم أو ولاية استقلالها بالكامل ،،،، لنرَ من سيذهب لمن .... إن ولاية الخرطوم جزء من السودان ، وبحكم القانون يحق لكل سوداني أن يعيش فيها ، كيف شاء ، ومتى شاء كما لكل سكان ولاية الخرطوم حق التجول والتملك والعيش في كل ولايات السودان ،،، ولا يحق لهذا الوالي أو الصحفي غير الراشد ، أن يقول لأي سوداني أخرج من الولاية فانك قد لوثتها ، وان ولاية الخرطوم ليست للإعاشة ، فهي حق لسكان الولاية فقط .. وأن تصريحات الوالي السوقية ، قد فاقها غير الراشد وأضاف إليها عنصرية بغيضة ، وعنجهية زائدة ،،، وعلى الأثنين الإعتذار للشعب السوداني ....... مكةالمكرمة 2011/9/25 فتح الرحمن عبد الباقي [[email protected]]