بعد ان دفع دم قلبه لقريبه المغترب في الخليج تمكن هذا الاخيرمن شراء عقد عمل له فجاءته الفيزا فطار(يسبقه الشوق قبل العين ) الي مكان استخراج جواز السفر بعاصمته الاقليمية فقيل له (حليلك انت كنت وين ,, الزمن دا الجواز بقى الكتروني) طيب مابطال نطلعوا امال ايه انا اشتريت الفيزا بكم مليون يعني الالكتروني دا حايكون بكم ؟ قيل له انه في العاصمة فقط فاجاب برضو مابطال نمشي الخرطوم مكان الرئيس بنوم والطائرة بتقوم وعلى الاقل نتذكر ايام الجامعة ما اصلو نحن حانسافر من هناك . اخبروه ان استخراج الجواز الالكتروني يتطلب استخراج رقم وطني فرد برضو كويس الرقم الوطني المالي اجهزة الاعلام والكلام عنه على كل لسان دا حايكون اسهل من شراب الموية مش كدا وبس كمان اهو فرصة يكون عندي رقم طالما اننا لم نجد الارقام في العربات خلي نلقاها في روحنا والله منتهى الحداثة وانا لمن امشي البلد ديك حا اقشر بالرقم الوطني لناس الجاليات الاخرى جاء اخونا لاستخراج الرقم الوطني فاحضر الجنسية وجنسية الشاهد ومكان الاقامة وفصيلة الدم وصورها وكلها مصروفات (طيب ما قلتو مجان ؟) ثم وقف فوجد الصف الطويل بعد ان ملا الاورنيك الطويل العريض الذي لم يترك حتى القبيلة (قال وطني قال) وقطع التذكرة وانتظر في الصف بعد عدة ساعات سمع اسمه فذهب وعمل البصمات واخذت له الصورة ثم تحرك الي صف اخر حيث التحري (لحدي هنا العملية تمت بانتظام شديد ومافيها تجاوز لان العملية الكترونية بحتة ) لكن بعد ان اكمل اجراءاته هذة هناك خطوة هامة تسمى الارشفة وتعني ارسال المعلومات عن طريق الشبكة الي الرئاسة ليصدر الرقم ليعود لطالبه في ذات المكان اها هنا دخلت السوداناوية من اوسع ابوابها وذهب النظام في ستين داهية كل واحد من الجماعة اياهم يحمل اوراق احد معارفه ليقدمها للارشفة متخطيا الاخرين وظل صاحبنا منتظرا الي الساعة الثالثة ظهرا حيث تمت ارشفته وبعد ذلك اغلق المكتب لان الزمن انتهى جاء في اليوم التالي فقيل له عليه الانتظار لان الشبكة طاشة فانتظر الي نهاية اليوم ثم استلم رقمة الوطني في ورقة عادية فقيل له اذا اردت بطاقة يمكنك ان تذهب الي العلاقات البينية وتغلفه هناك مقابل مبلغ معين فقال لهم (اغلفوا ؟ والله كويس . اقسم لكم بعدما اطلع الجواز الا اشرطوا واجدعوا في اقرب كوشة مش البلد دي خليناها ليكم ) لقد كان في حالة ابعد ما تكون عن الوطنية الرقم الوطني فكرة حديثة ولكن نحن هل لدينا لها امكانيات؟ . هل الدول التي سبقتنا اليها تمارس هذا التعذيب لمواطنها ؟ اين سنة التدرج هنا ؟ هل يعقل ان لايستخرج اي جواز سفر او رخصة قيادة او تسجيل في الجامعة الا بعد استخراج الرقم الوطني ؟ علما بانه لايوجد الا في الخرطوم . الافكار الجيدة والمتطورة التي يقتنع بها الصفوة اذا كانت الامكانيات قاصرة عنها تتحول الي مسخ مشوه . هل في الدول المتحضرة شبكة طاشة او شبكة محملة ؟ هل فيها قريبي وقريبك وجكسي وجكسك وحاجات تانية حامياني ؟ ياسيادة وزير الداخلية ارفع العذاب عن الشعب الفضل بترك المعاملات الوثائقية تمضي بطريقتها العادية ولاتربطها بالرقم الوطني وليمضي استخراج الرقم الوطني بعذاباته الي ان يكتمل ان شاء الله في الحكومة البعد البعد البعد البعد بعد الحكومة القادمة abdalltef albony [[email protected]]