abdalltef albony [[email protected]] المعلوم ان خريف هذا العام جاء (اريقط) اي ان الامطار لم تكن شاملة لكل مناطقها المعروفة لابل هذا العام اقرب للمحل في الوسط ولكن الحمد لله مناطق الزراعة الالية في القضارف وغرب السودان كانت معقولة في امطارها . المعلوم ان اول المصابين بانخفاض معدل الامطار هم اصحاب (السعية) اي الذين يمتهنون انتاج الثروة الحيوانية بالمناسبة التعريف الرسمي لمربي الانعام هو الراعي ولكن في كثير من مناطق السودان لفظ الراعي يطلق على الاجير الذي يرعي البهائم لمصلحة مالكها ولكننا في (الحتة دي) دعونا نطلق لفظ الراعي على مالك وبالتالي مربي السعية فهؤلاء الرعاة عدوهم الاول هو المحل فعندما يتاخر هطول الامطار او يكون موسم الامطار ليس ناجحا ترتفع اسعار (العليقة) فيضطرون لبيع بعضها لكي يتحصلوا بثنمها على العليقة لبقية القطيع فهذا يعني في مواسم الخريف المضروبة يكثر (الجلب) اي العرض ويصبح اكثر من الطلب وبالتالي ينخفض السعر كما تقول نظرية العرض والطلب لصاحبها ادم اسميث والتي يقوم عليها اقتصاد السوق لكن في هذا العام تاخر هطول المطر فحتى عند هطوله لم يكن عاما ومناطق الثروة الحيوانية القابلة للتسويق تكاد تكون في حالة محل ولكن رغم ذلك تصاعدت الاسعار فاين انت يادم سميث؟ المعلومات لتي لدينا تقول ان مضاربين ممولين من بنوك الجن وليس لهم سجل تصدير هبروا في تصدير الحيوانات وبالتالي ارتفعت الاسعار وهذا يشئ بان حرية السوق في بلادنا اصبحت تعني حرية اللعب في ارزاق واقوات الناس. خذ عندك تجارة السكر لماذا تعلو اسعاره واحيانا تهبط علما بان السكر تجارته محتكرة للحكومة فهي التي تسعره والمفارقة الكبرى بين سعر المصنع والسعر الذي يشتري به المستهلك سببها ما تفرضه الدولة من جبايات ورسوم . فاذن حتى الاقتصاد المركزي كما في حالة السكر لم يخفض الاسعار او على الاقل لم يثبت السعر خذ عندك الاراضي فالسودان بمساحته المليون ميل الا ربع مليون وعاصمته المعروفة بانها اقذر عاصمة في الدنيا (كانت معها صنعاء ولكنها خرجت من دوري القزارة) اسعار الاراضي فيها اعلى من لندن وواشنطون ونيويورك وباريس فلماذا ؟ لان الارض اصبحت مستودع قيمة والدولة من جانبها لم تقصر اذ دخلت سوق الاراضي ورفعته للسماء بما اسمته المزادات العلنية والمخططات السكنية والذي منه اذن ياجماعة الخير ان اقتصادنا تداوى بكل فلم يشف مابه . لم ينفع معنا الاقتصاد الحر ولا الاقتصاد الموجه . لااقتصاد السوق ولااقتصاد الدولة لانه اقتصاد ندرة .اقتصاد هزيل (كفى بجسمه نحول انه رجل ) لولا انه كان سببا في معاناتنا لما رايناه من اصلو . فياجماعة الخير اتركونا من حكاية سياسة التحرير او سياسة القبض واتركوا كل الاكليشهات الفارغة ومقدودة واتجهوا لمحاربة اقتصاد الندرة وابدوا بمحاربة القطط السمان التي لاتشبع من حرام او تلك تاكل اموال الناس بالباطل او تبرره باسم الدين فما في دين بلا عجين