28 مايو 2009م نتقدم نحن أبناء المعاليا بالمهجر بالعزاء لشعبنا عامة ولأهلنا من قبيلتي المسيرية الرزيقات في الفقد الكبير في أرواح الرجال الذين فقدناهم في الأحداث المؤسفة بين القبيلتين المسيرية الرزيقات والتي راح ضحيتها مئات المواطنين من القبيلتين والقوات النظامية. كم مؤسفة هذه الفاجعة ومؤلمة لأنها تمثل خسارة كبيرة في رأسمالنا الاجتماعي لهذه المنطقة التي نتقاسم فيها الحياة والتاريخ. نناشد نحن أبناء المعاليا جميع أبناء القبيلتين من المثقفين وقيادات الإدارة الأهلية بتحمل مسئولياتهم التاريخية والتدخل الايجابي لوقف هذه الحرب اللعينة التي لا تعود بالنفع على احد في المنطقة. علينا نحن جميعا أبناء هذه المنطقة إن نسمُ فوق الاعتبار القبلي والنعرة العنصرية، ونعمل من أجل الالتفاف حول أهداف سياسية وتنموية استنادا على تاريخنا وزخمنا الاجتماعي، يكون من شأنها تحقيق مصالحنا المشتركة وطموحاتنا في التنمية، تنعكس على حياة كريمة نستحق ان نعيشها في هذه المنطقة عبر خلق بيئة عمل ونشاط تجارى متعدد يحقق الأمن الدائم والاستقرار ويكون من شأنه الدعم المستدام لكل التدابير الوطنية والإقليمية والدولية الساعية إلى إيجاد حلول جذرية لحرب المليشيا والعنصر والطموح القبلي بكل المنطقة . ونتوقع من قيادات القبيلتين بهذه المناشدة التحرك الفوري للتفاهم حول صيغة وتدابير تضمن عدم استمرار ردود الأفعال إيمانا منا بان مصالح مواطني هذه المنطقة لا يمكن تحقيقها وضمانها وتطويرها إلا عبر الترويج وتوطين قيم ومفاهيم التعايش السلمي فيما بينهم وعبر الوعي العميق والمدرك بوحدة مصيرهم المشترك إزاء سياسات المركز الإقصائية. فوعينا بذلك بالضرورة سيحقق سعينا لتحقيق تنمية مستدامة في مناطقنا الزاخرة بالبترول والثروة الحيوانية والحبوب الزيتية والغابات مستعدين نحن أبناء المعاليا للتدخل كوسيط مقبول للطرفين لوقف العدائيات إلي حين إيجاد صيغة نهائية تضع حدا نهائيا لهكذا حروب.ثقتنا في رجاحة عقولكم وحكمتكم تطمئننا على أن لا مزيد من الدماء، لقد شبعنا موتا دون أن نؤسس لأبنائنا القادمين فضاء للتعايش السلمي. نناشد نحن ابناء المعاليا بالمهجر كل القوي الوطنية بكافة منظماتها المدنية على مستوى الوطن الواسع أن تبذل مزيداً من الجهد من أجل كشف وتوثيق ما جرى ويجري من جرائم بشعة يتم التخطيط لها بهذه المنطقة ومن أجل صياغة وتبني استراتيجيات سياسية تلتمس لهذا النوع من المشاكل حلولاً جذرية بعيدة المدى في إطار الأزمة الشاملة التي تعصف بالسودان ككل ومن أجل دعم التدابير المقترح اتخاذها الآن من طرف المجتمع الدولي ومنظماته الدولية والإقليمية لتحقيق وقف كل صور وعمليات القتل الوحشي. كما نهيب بأبناء المنطقة ومناطق الهامش على اختلاف أعراقهم وقبائلهم بأن يستشعروا واجب المرحلة وأن يتكتلوا من أجل إبطال مخططات النظام الرامية إلى ترتيب أوضاع السودان كله وفقاً لإستراتيجيات أيديولوجية لا تخدم مصالح أبناء مناطق الهامش أبدا. اللهم أجعل هذا البلد امنا