أن قيام الجبهة الثورية السودانية بلاشك، هو دفعة قوية لحركة الشارع السوداني الذي عبر في أكثر من تظاهرة شملت أغلب مدن السودان، وعلى رأسها العاصمة الخرطوم، توقاً ليوم الخلاص، من هذا النظام الفاسد، من رأسه حتى أخمص قدميه. نظام قضى على الديمقراطية التي أرتضاها الشعب السوداني كخيار وحيد، لتداول السلطة وتوزيع الثروة، تحرسه صحافة حرة. وبرغم بقاء هذا النظام في السلطة، بلا شرعية من الشعب، لمدة تجاوزت العشرين عاماً، إلا أن الاحداث، أثبتت، أن مجيئه وبالكيفية التي يعرفها الجميع كان خطوة نحو الوراء، إذ قضى على الحرية التي هي شرط أساسي للتطور والتقدم وتفتح العقل والملكات، فقد واجه رفض الشعب له بالمزيد من االقمع والبطش، والإعدامات التي طالت قادة النقابات الذين دعوا في بدايات مجيء هذا النظام الى إستخدام سلاح الإضراب السياسي، والعصيان المدني، وهكذا واجه إنتفاضة القوات الملسحة بإعدام ثوار 28/رمضان الاشاوس. وواصل مسلسل القهر والإذلال للشعب، بإشعاله للمزيد من الحروب الأهلية، التي أدت بدورها الى مضاعفة الأزمة الاقتصادية على كاهل الشعب. ونحن في الجبهة الوطنية العريضة بقيادة الأستاذ علي محمود حسنين، تمسكاً بخيار إسقاط النظام كهدف أستراتيجي، وسبيل وحيد لقطع الطريق على مخططات النظام الساعية لتكريس سياسة فرق تسد، وعقد الصفقات الجزئية التي لم تعد على الشعب والوطن إلا بالمزيد من الخسائر. نؤكد، ونحن نرحب بالجبهة الثورية، على المبادئي التالية: اولاً المحافظة على الوحدة الوطنية كمكسب لا تفريط فيه، ثانياً النضال بلا هوادة من اجل استعادة الديمقراطية كواجب وحق لا تنازل عنه، وثالثاً لا حوار ولا تفاوض مع نظام لابد من إزالته. لذلك نعاهدكم ونحييكم ونحي جبهتكم الثورية، ونرحب، وبضمير حي، وأفق مفتوح، ورغبة صادقة، بدعوتكم للتنسيق مع القوى السياسية التي تقود النضال عبر التظاهرات والإحتجاجات لمواجهة حالة الغلاء الطاحنة التي يعانيها الشعب، كمظهر من مظاهر الازمة الوطنية الشاملة، والتي لا مخرج له منها، سوى الثورة على هذا النظام في عهد الربيع العربي، الذي أدى الى إزاحة نظم دول مجاورة في كل من تونس ومصر واخيراً ليبيا. الدول المذكورة إذا ما قيست الأوضاع فيها، بالأوضاع في بلادنا، فهي حتماً أفضل منها وبكثير، مئات المرات، ومع ذلك تخلصت من أنظمتها الفاسدة. لذا تهيب الجبهة الوطنية العريضة بكل مناضليها في داخل السودان وخارجه، وجميع القوى الوطنية السودانية التي تنضال في الداخل والخارج، وكل قطاعات الشعب بالخروج عبر التظاهر والإحتجاج، كسلاح سلمي في يدها، لوضع حد لظروف وشروط الحياة، التي لم تعد مقبولة، في ظل هذا النظام الفاسد. مجدداً لكم التحية يا ثوار الجبهة الثورية.. ومعاً حتى فجر الخلاص الطيب الزين الأمين العام للجبهة الوطنية العريضة 14-11-2011