[email protected] الجبهة الوطنية العريضة،هي خيار الوطنيين الشرفاء من ابناء الشعب السوداني، بخاصة الذين اعلن اغلبهم معارضته لنظام الانقاذ منذ يومه الاول، وظلوا هكذا أمنيين على هذا الخيار حتى اللحظة التي بزقت فيها المبادرة التاريخية والتي جاءت متضمنة ثمانية عشر بنداً وقد نشرت في مواقع سودانية عديدة من ابرزها سودانيزاولاين. المبادرة فيها مسعى صادق لوضع المداميك الاساسية لحل المشكلة السودانية، كما فيها تحديد لملامح طريق نضال شعبنا للخلاص من نظام الانقاذ، الذي غيب الديمقراطية، وشرد واعدم الوطنيين الشرفاء في داخل المؤسسة المدنية والعسكرية الذين تصدوا له لاستعادة خيار شعبنا، في عام 1990، هذا الخيار الذي لا حياد عنه مهما طال طريق النضال وتعقدت مفرداته. ان تجارب المساومات والمفاوضات التي دخلت فيها بعض القوى السياسية مع النظام اثبتت الايام انها اتفاقات جزئية لا تتعدى المصلحة الضيقة لمن وقعها،اذ لم يكن هدفها المصلحة الوطنية العليا التي تقتضي التخلص من النظام كمدخل موضوعي للحل السياسي الشامل الذي من شانه ان يضع الاساس اللازم للديمقراطية والحرية والمشاركة العادلة لمكونات الواقع السوداني من احزاب وحركات، وهنا لا فرق بين اتفاق نيفاشا او اتفاق القاهرة او ابوجا، كلها اتفاقات وقعت خارج السودان، لم يجني المواطن العادي منها سوى مزيدا من الاحباط، سواء في لقمة عيش عياله او تكاليف بيت ايجاره، لكل هذه الاسباب، يصل المرء الى الى قناعة بأن الاتفاقات التي وقعتها تلك الاطراف لم يكن هدفها المصلحة الوطنية العليا للبلاد، وإنما جاءت نتيجة طبيعية للقراءة الخاطئة لمشكلات الواقع السوداني والانتهازية التي طبعت سلوك البعض وان ادعى غير ذلك. لذلك من الطبيعي ان تجد مبادرة الجبهة الوطنية العريضة القبول والاستحسان من المثقفين والوطنيين الشرفاء الصداميين، بل من كل جماهير الشعب، وهذه بشريات خير بان شعبنا برغم الاحباطات التي اصابته بسبب مواقف القوى السياسية السودانية والغموض الذي يلف علاقتها بالنظام الذي عرف من اين يأكل كتفها . وفيما يلي بعض منطلقات الجبهة الاساسية: 1 – الهدف الوطني الاسمى والاول هو تخليص الوطن من طغمة الانقاذ الفاسدة، بهذا التحديد والوضوح فان الجبهة هي الضمانة الاساسية للوحدة، لانها حشدت كل الرافضين لسياسات وممارسات النظام في إطار واحد، مما يعجل باسقاطه، انطلاقا من الحكمة المستخلصة من تجارب الماضي التي تقول انه ليس بمقدور حركة او حزب بمفرده مهما ادعى اسقاط هذا النظام، ومن ثم ضمان وحدة البلد واستقرارها وتحقيق البناء الشامل فيها. 2 – ان الجبهة الوطنية العريضة ليست وسيلة صعود لحركة او لحزب او لفرد للسلطة، عبر المساومات او المفاوضات تحت ذرائع واهية مثل ذريعة التحول الديمقراطي التي انخدع بها البعض، بل هي اطار للحكم الوطني الفيدرالي الذي اساسه الديمقراطية وهدفه التنمية الشاملة بعد التخلص من النظام بالنضال والكفاح الثوري، دون استبعاد او اقصاء او تفرد بالحكم. اساسه بنود مبادرة الاستاذ علي محمود حسنين، وتشكيل حكومة خلاص وطني تضع حدا لحالة التشظي التي اصابت البلاد في مقتل بسبب سياسات النظام الرعناء، ومحاسبة كل المجرمين والمفسدين الذين افسدوا حياة المجتمع، واطلاق عجلة التنمية الشاملة مع مراعاة المناطق الاكثر تخلفاً لتسريع نهضة البلاد وتحقيق رفاه الشعب. 3 – اذن ان الجبهة بافقها السياسي الذي تطرحه هي مناخ جديد في سماء السياسة السودانية، وبداية صحيحة وان تأخرت نصف قرن لبناء علاقات سياسية بين الوطنيين، اساسها الاحترام والتعايش السلمي بين الاديان والاعراق والثقافات في دولة مدنية تكون المواطنة فيها اساس الحقوق والواجبات. إذن مؤتمر الجبهة المزمع قيامه في 22/24 من اكتوبر 2010 يمثل انتصاراً لاراوح الشهداء الذين سقطوا في محطات النضال الوطني ، لذلك تعقد جماهير شعبنا تطلعات كبيرة على مؤتمر الجبهة الوطنية العريضة. لذا لابد من بداية صحيحة تضع حدا لحالة عدم الاستقرار التي عرفتها البلاد طيلة نصف القرن. يجب ان لا ننسى ابدا ان الجبهة المنتظرة من جماهير شعبنا ليست خطوة مرحلية بل هي جبهة شاملة تضم كل الافراد والتيارات المستنيرة والحركات المناضلة ضد النظام، فوجود جبهة لتنظيمات تجمع كل الطيف السياسي السوداني برغم المخاطر والعقبات التي يتوقعها البعض، إلا أن ذلك يجب ان يكون محفزا لكل الاطراف لتوحيد الجهود والطاقات في جبهة واحدة، سواء على المستوى الميداني القتالي او المستوى السياسي، لان واجب القادة والمناضلين هو تجاوز العقبات وحل المشكلات. الطيب الزين