وزارات (مفلسة) وأخري (مشلعة) !! [email protected] وقف وزير السياحة والحياة البرية اللواء جوزيف ملوال أمام البرلمان في العام الماضي وقال إن وزارته (مشلعة) ومبانيها قديمة وبالية وسلالمها من المواد الخشبية آيلة للسقوط واختتم بيانه أمام المجلس الوطني قائلا:(إن وزارة السياحة غير سياحية )!! وها هو وزير التجارة الخارجية جيمس كوك يسير علي خطي رفيقه جوزيف ملوال الذي شكا من حال وزارته أول أمس خلال خطابه الذي قدمته للبرلمان وفجر مفاجأة من العيار الثقيل حينما قال :(ان وزارة التجارة الخارجية أصبحت مقرا للسماسرة ولا توجد بها قوانين واضحة تحكمها !!) والغريب ان جيمس كوك كرر الشكوي من قبل عندما كان وزيرا للتعليم العالي خلال استعراض تقرير وزارته في المجلس الوطني مصرحا ان وزارته (مفلسة وفقيرة ولا توجد بها قروش وموارد كافية) وحتي وزير التجارة السابق جورج بول رينق شكا قائلا :(وزارتي فاضية وما فيها حاجة !!ونحنا قاعدين سااااااااي) ولم يبعد وزير النقل والطرق والجسور فيليب طون ليك عن زملائه من الوزراء الجنوبيين بعد المرافعة التي قدمها في( ورشة السياسات والاستراتيجيات للنقل ) والتي اختتمت أعمالها امس ان(النقل يعاني غياب الاستراتيجية منذ عهد الاستقلال) !! فلماذا يلجأ وزراء الحركة الشعبية لاسلوب الشكوي ؟ هل الامر نتيجة للضعف أم لحداثة التجربة أم ان القضية هي عدم وعي بمهام الوزارة واختصاصات الوزير وبالتالي ما دوره في إصلاح حال وزارته ؟ أم أن المسألة تحمل أبعاد أخري غير مرئية يقصدها الوزير بشكواه المبطنة بالاهمال؟ يروي لي البروفسير الطيب زين العابدين انه عقب قيام ثورة أكتوبر قام وفد من تجار الخرطوم بزيارة لأحد السياسيين النافذين وطلبوا منه ان يعين علي وزارة التجارة الخارجية وزيرا جنوبيا حتي يكون هناك (لقف ولهف للاموال والرخص والتصاديق) ويواصل الدكتور الطيب زين العابدين حديثه ان وزراء الحركة الشعبية كانوا يتوقعون ان تكون الوزارات فرصة للثراء حتي ( يخمشوا خمشتهم لكنهم لقوا المسألة صعبة شوية لان هناك مراجعة داخلية ونظم محاسبية ومراجع عام كما انهم اكتشفوا ان سلطات الوزير الاتحادي ليست مطلقة مثلما يتصورون رغم انه انه يمثل قمة الهرم كأعلي شخصية في الوزارة إلا أن وكيل الوزارة لديه السلطات المالية والادارية وفقا لشروط الخدمة المدنية وهذا لم يستوعبه وزراء الحركة الشعبية نسبة لان توقعاتهم للوزارة انها ( حاجة ضخمة ) ونسوا ان كل السلطات تنزلت للولايات طبقا لنظام الحكم الفيدرالي اللامركزي حيث أصبحت الوزارات الاتحادية مهمتها الاشراف والتخطيط والمتابعة) .ويري بروف الطيب زين العابدين ان الشكوي تعبر عن حالة ضعف وعدم نضج وسط قيادات الحركة الشعبية .