بسم الله الرحمن الرحيم تمر اليوم ذكرى اعتماد الأممالمتحدة للإعلان العالمي لحقوق الانسان والعالم العربي يمر بأحداث عصيبة تؤثر بصورة مباشرة على اوضاع حقوق الإنسان في الكثير من البلدان بسبب ثورة الحريات التي انتظمت المنطقة بعد عقود من الدكتاتورية ومصادرة كافة الحقوق والحريات خاصة حق المشاركة في السلطة وما يستلزمه من حريات مدنية وسياسية، ورغم القمع تظل ارادة الشعوب تنتصر لان الغلبة دائماً للشعوب مهما بلغ الاستبداد، وتلك سنة التاريخ. اننا في منظمة العون المدني وبمناسبة هذا اليوم نرحب اشد ترحيب بربيع الثورات العربية التي اعادت تعريف مضمون الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في كفالة الكرامة الإنسانية، فصار من اهم واجبات الشعوب في هذه المرحلة مقاومة اعداء الحقوق والحريات وانتزاعها بعد أن طال الانتظار دون ان تعي هذه الانظمة المستبدة لواجباتها. وفي هذه المناسبة نعيد تذكير الحكومات التي لا تزال تمارس القتل والتعذيب والبطش بالمدنيين العزل، أن هناك واقعاً جديداً لابد من التعامل معه، وهو أن صمت الشعوب لن يعود مها اشتد الاستبداد وأن الجرائم التي ترتكب في حق المدنيين لن يغفلها التاريخ وستبقى وصمة عار تطارد مرتكبيها مهما طال الزمن، فالواجب اليوم هو الرضوخ لسلطة الشعوب لأنها الغالبة فقد ولى عهد التسلط وتوهج نور الحريات. وفي هذه المناسبة ايضاً نكرر أن ما تسمى بالحرب على الارهاب لا تزال سبباً لانتهاكات جسيمة ومستمرة ترتكبها الدول الكبرى، فما يزال الابرياء معتقلون في غوانتنامو لما يقارب العشر سنوات وما تزال الملاحقات والاعتقالات تتم بمجرد الاشتباه، ولا يزال الكيان الصهيوني يواصل الاحتلال ويبطش بالعزل من ابناء فلسطين بصورة متكررة، والتمييز الديني في بعض دول اروبا، وكل ذلك يناقض المبادئ والمعايير التي تبناها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان مما يؤكد أن انتهاكات حقوق الإنسان ليست ترتبط بجزء من العالم دون الآخر، والواجب اليوم ان تتصدى الآليات الدولية والاقليمية ونشطاء حقوق الإنسان لهذه الانتهاكات اينما وجدت طالما كانت حقوق الإنسان تعتبر قيم عالمية ومترابطة بلا تمييز. الخرطوم 10 ديسمبر 2011م civic aid intrantional org [[email protected]]