Mohammed Suliman Ibrahim [[email protected]] بعد كل الذى حدث فى دارفور من صور مؤلمة جرائم لا تحدها حدود قتل للابرياء تشريد للامنيين إغتصاب للحرائر ولم يتركوا حتى الاطفال الصغار خطفوا ابتساماتهم وحولها الى بكاء مستديم بل قتلوا الفرحة والابتسامة , وحولوا العمران الى خراب , وتظل معسكرات النازحين شاهدة على حجم المأساء مهما حاولوا ازالة تلك الصور فذاكرة الشعب وثقتها , ثم ان الحرب لم تتوقف فى دارفور لوحدها بل امتدت الى جنوب كردفان والنيل الارزق وادت الى قتل المئات وتشريد الالاف من السكان الامنيين فى مدنهم وقراهم ومازالت الحرب مستمرة والبندقية تحصد الارواح بصورة همجية فهل نحن بحاجة الى وقود للحرب من جديد!. نائب رئيس الجمهورية الثانية على عثمان عند زيارته الى ولاية شمال دارفور طالب اهل دارفور بمدهم بالرجال للقتال اى قتال اهل الهامش ضربهم ببعضهم البعض , لكن لم ينظر الى ما فعله نظامه بشعب دارفور والى الان ينتهج نفس السياسية التى مزقت الاقليم وضربت النسيج الاجتماعى وقلبت كل الاحوال راساً على عقب . كنت اعتقد انه ومن خلال هذه الزيارة يحاول نائب الرئيس فتح صفحة على الاقل تزيل بعض المعاناة التى يتعرض لها اهل دارفور لكن هيهات بل واهم من يظن تغيير السياسات بل تظل لغة الحرب والحشد للقتال حاضرة فى كل خطاباته . شعب السودان سئم الحرب لان الحرب ادت الى تدمير امنه واستقراره واقتصاده وكل مناحى حياته ولم يعد يحتمل حروبات جديدة للقتال فبدلاً من ان تحشد الرجال للقتال احشدهم من اجل السلام والاستقرار فى بقية اجزاء السودان بعد ان فصلتهم جنوبه نتيجة لسياساتكم التى لا تراعى الاخر اما ان يذهب معكم ويؤيد كل عملاً تقومون به , واما ان يصبح فى نظركم خائن وعميل ولا يحق له ان يعيش لكن فى حقيقية الامر ان الاخر موجود وسيظل موجوداً الى ان يرث الله الارض ومن عليها . ان الاستخفاف بالاخرين والنظرة الضيقة والعنصرية التى تفشت فى المجتمع بصورة قبيحة فى ظل نظام تدعون بانه نظام اسلامي رسالي لهو مخجل ولا تظنون انكم تحكمون بارادة الشعب بل تحكمون بالبندقية والتفرقة العنصرية والموازنات القبلية فهل هذا من الاسلام فى شيئ . السودان بلد غني بمواردة وشعبة وبدلاً من استثمار موارده فى خدمة الانسان السوداني حولتم الموارد الى عتاد حربي واهملتم التعليم والصحة والزراعة , واصبح الكثيرين لا يستطيعون تعليم ابنائهم بسبب الظروف الاقتصادية المزرية وفرض الرسوم الدراسية التى فاقت التصورات واصبح التعليم للمقتدرين فقط , ومن لا يملك المال سينضم ابنائه الى جيوش الفاقد التربوى ثم يتحولون الى وقود للحرب من جديد , ثم الجانب الاخر الصحة التى اصبحت هى الاخرى من المشاكل والهواجس التى تنتاب المواطنيين وكذلك من ليس له مال لا يستطيع ان يتعالج بل يظل فى صراع مع المرض الى ان يفارق الحياة والحسرة لدى اسرته لانهم لا يستطيعون إنقاذ حياته بفعل ضيق سعه اليد ! اما الوزراء وذوى الحظوة يتعالجون على حساب الدولة اى من مال الشعب الذى يموت من المرض . جانب اخر لقد دمرتم الخدمة المدنية واحلتم الكثيرين الى الصالح العام فقط لانهم لا ينتمون اليكم ويرفضون سياساتكم فهل هذا من الاسلام فى شيئ يا ادعياء الاسلام . ببساطة الاسلام دين رحمه وعدل دين مساوة فاين انتم من ذلك . فاخيراً وليس اخراً فبدلاً من ان تحشد الرجال للحرب اعمل مع الاخرين من كل شعب السودان ومن حاملى السلاح من اجل تحقيق السلام والاستقرار فى الوطن الذى تمزق انظر من حولك هل السودان هو السودان ارض المليون ميل .!