واضح أن الضغوط العربية / الغربية التي تمارس على النظام السوري ليس ( لسواد عيون الشعب السوري ) أو حريته أو مستقبله، على الرغم من أن ما ( ينقله الاعلام ) يعتبر جريمة في حق هذا الشعب، وأقول: (الإعلام ) لأننا حتى الآن لا نرى الحقيقة كاملة، فالاعلام لم ينقل لنا الأحداث كما نقل تظاهرات ميدان التحرير، فيما تحاول بعض الفضائيات المهنية توضيح وتكملة القصة الخبرية عبر بعض المشاهد من المواقع الاسفيرية وضيوف من الطرفين فمن نصدق يا ترى؟ الحكومة السورية أم المعارضة؟. والحكومة السورية تقول إنها تقاتل الجماعات المسلحة فيما تقول المعارضة ان الحكومة تقتل شعبها بشكل عشوائي، وفي كلا الحالتين يعتبر تصرف غير مسؤول، ولا يمت لمصلحة الدولة السورية بالأساس بصلة. الموضوع: أن المتابع لاندفاع العرب وخاصة دول التعاون الخليجي لمعاقبة النظام السوري وإزاحته يشُم رائحة إنتقام وثأر ليس إلا! أمران لا ثالث لهما، وراء تدافع دول التعاون والغرب، وكلٌ حسب هواه وأعتقد، أن العرب يريدون أن يثأروا لكرامتهم التي داس عليها الرئيس بشار الأسد في 15/8/2006 تحديداً في خطابه الشهير عقب الإنتصار الذي حققته المقاومة اللبنانية على الترسانة العسكرية الإسرائيلية في حربها المسعورة على لبنان، والذي دعا فيه ( اي بشار ) الزعماء العرب ( عرب الخليج مضافة اليهم مصر ) الى أن يتحسسوا شواربهم، ونعتهم بأنصاف الرجال، مما جعل النظام السوري الى يومنا هذا لم يتلاقى في كلمة سواء مع عرب الخليج الا في بعض المناسبات الإجتماعية مثل (القمم العجيبة). قد يرى البعض، أن هذا المنحى، بعيد كل البعد، عن الواقع، وأن العرب قلوبهم على الشعب السوري، لكن الحقيقة كما أراها وتبدو لي أن ذبيح الشعوب لا ينحصر في سوريا فقط، ولم نشهد له موسماً محدداً، إنما هو مستمر بلا إنقطاع في كل أنحاء الوطن العربي بحدوده الجغرافية المعلومة، كما وأن الديمقراطية تغيب في معظم الأقطار، وتغيب ( لحد الطشاش ) في دول التعاون بشكل خاص، اذاً لماذا يا ترى يحاول العرب جلب الديمقراطية لسوريا بشكل خاص؟ بينما لم نسمع للعرب صوتاً إبان الابادة الامريكية لشعب العراق والمجازر المستمرة لشعوب فلسطين وأفغانستان ولبنان فلماذا هذا التدافع نحو تدويل القضية السورية؟. أما دول الغرب فواضح أن أمريكيا واصدقائها تقودهم مصالحهم ومصالح إسرائيل التي تبدو واضحة للكل وذلك من خلال سعيها لعزل ايران عن العالم العربي وكل الدول المحيطة بها وضمان مستقبل آمن لاسرائيل بعد محاصرة ايران ومن ثم القضاء عليها وعلى برنامجها النووي والأهم من ذلك هو تطبيق مخطط ( الشرق الأوسط الجديد ) الذي روجت له ( الأخت !) كوندي الوزيرة السابقة للخارجية الأمريكية. غاية الأسف أن نشهد هذا المشروع يتحقق وتتحقق الفوضى العامة في العالم العربي وهو مريض بداء الانقسام العرقي والديني المزمن، وهذه المرة بأيدي ( عريب الجزيرة الببيعوا الزيوت ). بدأ لنا التغيير في بعض الدول ( المرنة! ) مع السياسات الاسرائيلية في المنطقة نصراً لارادة الشعوب، وصفقنا للجزيرة لدورها في ذلك، ولكن عندما تواصل الأمر وبرضاء امريكي واضح، بعد أن تكشفت العلاقات المشبوهة بين مديرها والعلاقات الطيبة والراقية بين مموليها والأمريكان، أصبحنا نتذوق المرارة ونشُم رائحة الخيانة، التي ترسخ للتبعية للأبد. هذه كما اعتقد، الدوافع وراء الضغوط وتأجيج الصراع في سوريا ( إنتقاماً من رئيسها ) عبر دعم المليشيات المسلحة وتشجيع الشعب الذي يتطلع للحرية والديمقراطية منذ إعلان دولته الوطنية. فمن سيكون التالي يا ترى؟ wasila mustafa [[email protected]]