جاء في الأخبار أن ثلاثة من القيادات الإتحادية في محلية أم بدة قد إنسلخوا من حزبهم ويمموا شطر المؤتمر الوطني ، لغاية هنا ليس في الأمر عجب ، فهذا حق مشروع لكل إنسان ، لكن أن يكون برفقتهم ستة آلاف كادر سياسي ناشط من اللجان المركزية بأم بدة ، هنا يصبح في الأمر عجب .. لا لا لا .. دي واسعة شوية ومعليش ... أصحي يابريش . فإن كان الإتحادي الأصل يمتلك في أم بدة لوحدها ستة آلاف كادر قيادي ، لدان له حكم أفريقيا كلها من جوهانسبرج وحتي الإسكندرية . فالأمر ليس فيه إغاظة للسيد الميرغني مطلقاً كما يرمي البعض بكل بلاهة في نشره للخبر جوا وبرا وربما بحرا كمان ، لأن هموم الزعيم أكبر نحو المخاطر التي تهدد إستقرار الوطن ، وعلي رأسها مظالم الجنائية . فقط نرجو أن تنجزوا إتفاقية التجمع كماهي وسوف ترون النتيجة الباهرة التي تؤكد علي إلتفاف الجماهير حول السلطة إن ردت لمئات آلاف من المفصولين وعائلاتهم الضخمة مظالمهم. الغريب في المشهد ليس هو إنسلاخ الثلاثة ، بل هو إنسلاخ المهنية من بعض الصحف التي نشرت الحكاية بالبنط العريض كترويسة ، برغم غرابتها وطرافتها وسذاجة الحدث نسفه ، وكأنها بها تجامل ناس المؤتمر ، أو تتريق عليهم ، الله أعلم . طيب هناك قضايا اكبر ، أين دورالصحف فيها ، كمشروع الجزيرة والسد ، وتحالف الأحزاب بالجنوب وقضايا أبيي ، والتحرك الجديد والمريب لقضاة الجنائية في افريقيا وإرتفاع المواد الغذائية بإستمرار ، والآن فقط زادت اسعار المرطبات الباردة في العلب بنسبة 20% حتة واحدة ، فما الذي زاد ياتري ، أهي رسوم الإنتاج أم مياه النيل . قال إيه ؟ قال ستة آلاف قائد إتحادي إنسلخوا في محلية أم بدة لوحدها ؟ فتذكرنا هنا صحف الحائط في زمان البيئة الجامعية المتحمسة في تلك السن الباكرة من عمر الطالب السياسي قبل حلول مرحلة النضوج الفكري الهاديء. ويبقي السؤال : هل للمنسلخين إضافة نوعية للكفاءات العلمية والناشطة والشبابية التي يزخر بها المؤتمر الوطني داخل جوفه ؟ هذا هو السؤال ..ثم ماهي العائدات السياسية أو الإقتصادية في إنضمام ثلاثة إتحاديين للمؤتمر الوطني وقد قيل أنهم عناصر راكدة منذ عدة سنوات ولا نشاط لها البتة ، فإن كان الأمر هو دعم معنوي لمواصلة الحكم ، فهذه الجزئية لم تصبح كهاجس للشعب السوداني الذي هجر السياسة وتركها للمؤتمر والمؤتمرين منذ عشرين عاماً ونيف . طيب منتظرين إيه ؟ ماتاخدوا الكيس كله من الإتحاديين ، وتدوهم خياياراية واحدة بس !!! أما عن فصيل إبنة الزعيم بالحزب الإتحادي الموحد والتي نحترمها جداً وهي أهل لذلك وأكثر ، فإن ماحدث من سكرتيرها ردا علي مبادرة الإتحادي الأصل في لم الشمل الإتحادي العريض ، سوف نتناوله في الحلقة التالية .. إنشاء الله ،،،، اضواء كاشفة صلاح الباشا يظل الإتحادي الأصل .. صادق الوعد ( 2 ) في فصيل حزب إبنة الزعيم ، إن في الأمر عجب ، فقد مد لها الحزب الأصل أياديه بيضاء ومن غير سوء ، وبكتاب واضح البيان ، وتم إرساله من لجنة لم الشمل كلها وليس من رئيس لجنة لم الشمل الإتحادي لوحده والذي مهر إسمه فقط كرئيس لها وكإجراء طبيعي لا غبار عليه . كانت الكارثة أن سخر سكرتير إبنة الزعيم من هذه الدعوة البيضاء المكتوبة التي بعثتها له لجنة لم الشمل الإتحادي بكامل الصدق ، والتي هي من غير سوء ، فقام سيادة السكرتير بالرد ، ليس علي الخطاب الجميل الراقي ، ولكن بإرسال التريقة إلي الصحيفة التي لم تجهد نفسها لمتابعة أخذ الرأي الآخر من الإتحادي الأصل لتكتمل مهنيتها ورسالتها وهي صحيفة نبحها جدا ولها قراؤها المحترمون الذين صنعتهم بجهد محرروها المتحمسين ، فلم تصدق الصحيفة ما وصل إليها ، فقامت بالواجب وزيادة نيابة عن فصيل إبنة الزعيم ... ودقي يامزيكة الصحف. وهنا سنحكي حكاية أخري تكشف كم هو الحزب الإتحادي مستهدف برغم لجان التنسيق بينه والمؤتمر الوطني ، للدرجة التي قال الكثيرون عن اللجان أنها محض ذر للرماد في عيون الإتحاديين وتخدير بالمكشوف لهم .. فالإتحاديين بالمناسبة (تفتيحة جدا ) . فالحكاية هي : قالت الصحيفة علي صدر صفحتها الأولي حينذاك ، أن أحمد علي أبوبكر قد تقدم بإستقالته للسيد الميرغني رئيس حزبه. وأن الزعيم قد إستلم إستقالته مكتوبة . وهنا نقول .. طيب إيه رأيكم ان الزعيم نفسه قد قرأ خبر إستقالة أحمد علي من الصحيفة وإتصل بأحمد علي لقراءة الخبر ثم الرد علي الصحيفة!!! لكن أحمد علي بدا في إجراءات تحريك دعوي قانونية ضد الصحيفة بواسطة محامين من خارج النطاق السياسي ، لكنه لم يواصل في شكواه بسبب تدخل الأجاويد من داخل حزب المؤتمر ( نحتفظ بالأسماء ) ونقدرها جداً ، بسبب موازنات وطنية هامة جداً ، وهو يقدر هؤلاء جداً ، فتم إغلاق هذا الملف قبل شهر . واخيراً ... لا يزال حزب الحركة الوطنية يطمع في أن تتحلي جميع القوي بالصبر والرؤية المتجردة الثاقبة ، والنظر إلي مايهدد الوطن كله من مخاطر لا تخطئها العين لكن يتجاهلها الذين لا حس ولا أدني شفافية لهم ، فقط يعيشون أوهام ان هناك صراع سياسي لم ينته بعد مع الآخرين ، في الوقت الذي ينظر فيه الآخرون لصراع الوطن كله ضد الخطط الأجنبية . لقد ثبت الآن أن حزب المؤتمر الوطني يحتاج لأعلام جاذب مقنع طالما هو الحكم والخصم والسلطة والثروة والقوة ، ولو كان لدي أي حزب 10% من إمكانيات ما للمؤتمر الوطني لصنعوا من الفسيخ شربات . لكن ايضا نقول أن شأن الحزب الإتحادي الأصل هو شأن ما كتب عنه شاعرنا أبوقطاطي وأنشد به وردي: (شايل هموم الناس ... وهمو العندو غالبو يشليو .. شن بتقولوا ؟؟ )