أدلة إدانة مبارك لم تعد موجودة .. ويبقى أنه شاهد من قتل ولم يأمره بالكف الخرطوم- أفريقيا اليوم : صباح موسى [email protected] وصف الأمين العام للمؤتمر الشعبي السوداني الدكتور حسن الترابي ما ردده الكاتب المصري الكبير محمد حسنين هيكل في كتابه الأخير " مبارك من المنصة إلي الميدان " من أن الرئيس المخلوع حسني مبارك هو من خطط لمقتل الإمام الهادي المهدي بأنه كذبه سخيفه، وقال الترابي إن هذا الحديث تزوير للتاريخ. وأضاف الترابي ل " أفريقيا اليوم" www.africaalyom.com نحن في السودان نعرف من قتل الإمام الهادي المهدي، وهو سوداني ونعرف أسرته ومنطقته، وأخو القاتل معنا في القيادات النقابية والمهنية بالمؤتمر الشعبي، مضيفا أن الإمام الهادي خرج ومعه إثنين متجها إلى الحدود مع أثيوبيا إلى الكرمك للخروج خارج البلاد، وقام أحد العساكر بضربه في رجله وهو لم يكن يعرفه، وذلك لأن الإمام حاول إخراج مسدسه فسبقه العسكري بطلقة في رجله فسالت الدماء منه، وكان الإمام يعاني من مرض السكري، ويضيف الترابي : لو كان الإمام المهدي أخذ للمستشفى لكان تم انقاذه، وتابع ولكن يبدو أنه حدث اتصال مع القيادة وأمروا بتركه حتى يموت، وتعجب الترابي من حديث هيكل بأن مبارك هو صاحب سلة المانجو الملغومة التي قتلت الإمام الهادي، وقال : مبارك "بتاع طيران ماعلاقته بالمانجو"، مبينا أن السادات نفسه كان موجودا بالسودان وأنه لاقى مبارك أول مرة به، وزاد : صحيح أن الجيش المصري ضرب الجزيرة أبا، ولكن مبارك لم يكن له أي علاقة بمقتل الإمام الهادي. يذكر أن الشيخ حسن عبد الله الترابي هو زوج السيدة وصال المهدي شقيقة الصادق المهدي وبنت أخو الإمام الهادي المهدي. وكان الكاتب المصري محمد حسنين هيكل أكد في كتابه ( مبارك من المنصه إلى الميدان) ضلوع مبارك في اغتيال الإمام الهادي المهدي الذي كان من المعارضين لانقلاب مايو 1969م الذي جاء بنميري، وأورد هيكل أنه رفض في نقاش مع السادات تعيين مبارك في منصب نائب الرئيس مبرراً ذلك بقوله في كتابه أن مبارك دارت حوله شائعات في قضية اغتيال الإمام الهادي المهدي بالسودان، من خلال القنبلة التي تم وضعها في سلة المانجو، وكانت عبارة عن هدية ملغومة، مؤكداً توثيق سامي شرف مدير مكتب الرئيس الراحل جمال عبد الناصر لمعلومات الإغتيال. وفي معرض تعليقه عن توقعاته للحكم في قضية مبارك قال أن أدلة الإدانة لمبارك كلها لم تعد موجوده، وأنه قانونا ليس هناك قضية الآن، مضيفا ولكن يبقى أن مبارك رأى من قتل دون أن يأمره بالكف عن القتل، وهذا معناه أنه يرضى عنه، وهنا يستوجب الحكم عليه، منوها أن التأبيد في الحكم سوف يريح الناس، مشيرا إلى أن مبارك في جلسته الأخيره حاول تلطيف الأجواء وكسب عطف الناس ببيت الشعر الذي قاله ( بلادي وان جارت عليه عزيزة وأهلي وان ضنوا علي كرام)، وقال أن مبارك ومحاميه أخطأوا فكان عليه استعطاف الناس من أول جلسه حتى لا يصل لهذه المرحلة.