علق الأمين العام للمؤتمر الشعبي الدكتور حسن الترابي على ما جاء في الكتاب الأخير للكاتب المصري الشهير محمد حسنين هيكل بأن الرئيس المخلوع حسني مبارك هو من خطط لمقتل الإمام الهادي المهدي، وقال الترابي: «هذه كذبة سخيفة، وتزوير للتاريخ». وذكر د.الترابي ل (الأهرام اليوم): نحن في السودان نعرف من قتل الإمام الهادي المهدي، وهو سوداني، ونعرف أسرته ومنطقته. موضحا أن أخا القاتل يعمل في القيادات النقابية والمهنية بحزب المؤتمر الشعبي، مضيفا أن الإمام الهادي خرج ومعه اثنان متجها إلى الحدود مع إثيوبيا عبر الكرمك بهدف مغادرة البلاد، وقام أحد العساكر بضربه في رجله وهو لم يكن يعرفه، وذلك لأن الإمام حاول إخراج مسدسه فسبقه العسكري بطلقة في رجله فسالت الدماء منه، وكان الإمام يعاني من مرض السكري، وأضاف: «لو أخذ إلى المستشفى لتم إنقاذه»، وتابع: «ولكن يبدو أنه حدث اتصال مع القيادة وأمروا بتركه حتى يموت»، وتعجب الترابي من حديث هيكل بأن مبارك هو صاحب سلة المانجو الملغومة التي قتلت الإمام الهادي، وقال: «مبارك بتاع طيران ما علاقته بالمانجو؟»، مبينا أن السادات نفسه كان موجودا بالسودان وأنه لاقى مبارك أول مرة به، وزاد: «صحيح أن الجيش المصري ضرب في الجزيرة أبا، ولكن مبارك لم تكن له أية علاقة بمقتل الإمام الهادي». يذكر أن الكاتب المصري محمد حسنين هيكل كان قد ذكر في كتابه (مبارك من المنصة إلى الميدان) ضلوع مبارك في اغتيال الإمام الهادي المهدي الذي كان من المعارضين لانقلاب مايو 1969م الذي جاء بالرئيس الراحل جعفر نميري، وأورد هيكل أنه رفض في نقاش مع السادات تعيين مبارك في منصب نائب الرئيس مبرراً ذلك بقوله في كتابه إن مبارك دارت حوله شائعات في قضية اغتيال الإمام الهادي المهدي بالسودان، من خلال القنبلة التي تم وضعها في سلة المانجو، وكانت عبارة عن هدية ملغومة، مؤكداً توثيق سامي شرف مدير مكتب عبد الناصر لمعلومات الاغتيال. وجاء تعليق الترابي حول القضية ليس دفاعا عن الرئيس المصري المخلوع، كما تحدث عن رؤيته كقانوني ضليع في مجريات محاكمة الرئيس المخلوع معتبرا أن جميع أدلة الإدانة لمبارك ما عادت متوفرة، وأنه قانونا ليست هناك قضية حتى الآن، ولكنه أضاف قائلا: «يبقى مبارك رأى من قتل دون أن يأمره بالكف عن القتل، وهذا معناه أنه راض عن (قتل المتظاهرين)، وهنا يستوجب الحكم عليه»، وإن تأبيد الحكم على (مبارك) سوف يريح الناس، مشيرا إلى أن مبارك في جلسته الأخيرة حاول تلطيف الأجواء وكسب عطف الناس ببيت الشعر الذي قاله ( بلادي وإن جارت علي عزيزة وأهلي وإن ضنوا علي كرام)، وقال إن مبارك ومحاميه أخطأوا فكان عليهم استعطاف الناس من أول جلسة حتى لا يصل إلى هذه المرحلة.