بسم الله الرحمن الرحيم جاءت حملات الإستعمار بالهدف الظاهر وهوالثروات الطبيعية والمواد الخام لتغذية إقتصاد الدول الغربية لكنها لم تترك وراءها الفكره الدينية ولم تنسها وهى نشر المسيحية والحد من إنتشار الاسلام . ولتحقيق هذا الهدف توسلو بوسائل شتى وكان من بين هذه الوسائل عندنا في السودان التركيز على انشاء المدارس الاكاديمية والتقليل من شأن التعليم الديني وذلك بجعله تعليماً أهلياً محصوراً في الخلاوى والمساجد والمعاهد يعتمد علي الجهد الخاص والأوقاف . وحتي في مدارسهم الأكاديمية جعلو حصص الدين هي الأقل وفي الوقت الذى يكون فيه الطالب ليس له إستعداد للإستيعاب ، كما لم يكن الدين مادة أساسية في الشهادات العليا . لم يكتفوا بذلك بل ركزوا علي خريجي المدارس في التوظيف والاستيعاب وعلي تمييزهم علي طلاب المدارس الدينية حتي يفروا طلبة الخلاوى والمعاهد بالإقبال علي المدارس وترك المعاهد والخلاوى كما جعلوا أساتذة اللغة العربية والعلوم الدينية أقل مرتبة من زملائهم الآخرين في الهيكل الوظيفي والراتب . وكان لهذا أثره الكبير علي الآباء والأطفال مما دفعهم أن ينفروا من التعليم الديني إلي الأكاديمى مما سبب عقدة دائمة ظلت مغروزة فى وجدان السودانيين وهي أن معلم اللغة العربية والإسلامية "فكي ساكت" وبهذا يكون الإستعمار توصل لهدفه الخفى . ومن بعده جاءت الحكومات الوطنية المتعاقبة ولم تلتفت إلى هذا الأمر لتأثرها بالفكرة تلك وظل الحال كذلك وحملة الدين لم يجدوا مايناسبهم من وضع أو من يعينهم علي أداء رسالتهم السامية. إننا لانرفض تعلم العلوم الأخرى لكن المرفوض أن تكون علي حساب الدين والفهم الصحيح أن تطوع العلوم الأخرى لمصلحة الدين لأن الهدف من خلق الإنسان أن يعبد الله بنفسه وبما يملك (قل إن صلاتي ونْسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين) فعل هؤلاء كل ذلك للقعود بالدين وإبعاد الناس عنه ولأن لهذا الدين رب يحميه والله سبحانه وتعالي تعهد بحفظه حتى يصل لكل حى علي البسيطة ويدخل بيت كل شعر وحجر. ورغم هذا الإستهداف والتآمر والإغراءات والترهيب والترغيب ظل الدين محفوظا لاتنقض عجائبه ولاتنتهى غرائبه وظلت الخلاوى والمساجد ومشايخها صامدين ومستمرين في أداء رسالتهم لايقفون علي باب سلطان ولايسألون إنسان خلاف لما يحدث الآن مستصحبين الحديث ((خيركم من تعلم القرآن وعلمه)). وبقدر ماصمد القائمون علي أمر الخلاوى والمدارس الدينية لم ينتهى المتربصون بهم وبدينهم ولم يلغوا السلاح بعد ولم يألو جهدا للتفكير في إيجاد حيلة أو وسيلة لإختراق هذا العمل وإضعافه لأنه هو الذى به حفظ هذا القرآن غضا طريا وهو هدفهم الأول والأخير وآخرما قاله مدير المستعمرات البريطانى رافقا المصحف (مادام هذا موجودا لدى المسلمين لاتستطيعوا تحقيق أهدافكم). هذا وقد ذكر لي احد المشايخ ان هذه المدارس أثرت علي تحصيل الطالب بالقرأن وبدأ الطالب يميل الي المدرسه اكثر من الخلوة وهذا ما يهدف اليه القوم. لكن الحكومه بسبب الإعانات والإغاثات والعون لم تفكر في هذا الأمر ولم تخضعه للدراسة من مفهوم ( البلاش كتّر منه ولو يضرك ) فكل ما يأتي من هؤلاء يحتمل الشك والريبة وان ننسى لاننسى حادثة أطفال ليبيا الأربعمائة الذين طعموا بفايروس الايدز بالإضافه الي الإغاثات التالفه منتهية المده وما خفية أعظم وهذا لا يمنعنا أن نشك في حملة تطعيم شلل الأطفال وهل لأطفالهم تطعيم كما لأطفالنا وبهذه الكثافة والتتابع وليتكشف لك الأمر أكثر إستمع لهذا الحديث وأنصت لعلك تعرف ما تجهل. حدثني مدير معهد البدوي للقراءات أن اليونيسيف تدعم المعاهد والمدارس القرأنية بمواد غذائية تحتوي علي الفول والعدس والبسله لكن أغرب ما قاله في حديثه هذا أن البسله لا تعطي إلا للبنات فقط فدهشت لهذا الحديث واستوقفني هذا الأمر ولأني مستصحب الشك في كل ما يقوله ويفعله هؤلاء بدأت أبحث عن الإجابة لماذا البسله إلا للبنات وأخيراً وجدت الإجابة فقد ورد في كتاب العلاج بالأعشاب تأليف نجوى حسين ومراجعه الدكتور أسماعيل عويس ورد هذا النص ( ومن أطرف ما قيل عن البسله أن بها ماده كيماوية تبطل مفعول الهرمونات عند المرأه فتصاب بالعقم والضعف الجنسي جاء ذكره في تذكرة داؤود الأنطاكي وهومختار محمد كامل خبير زراعي ) فهل عرفنا السبب في أن البسله لا تعطي إلا للبنات فالرسول (ص) يقول (تناسلو تكاثرو) وهم يقولون تناقصوا تقاتلوا وبناء علي ما ذكرنا نقول للحكومه عليها أن توفر الكتاب المدرسي والإجلاس والراتب الشهري في ميعاده للمعلمين في مدارسها وما زال هناك من يحتاج للتعليم في المجتمع ومن الاميين الكثر. عليها أن تفعل ذلك وتترك الخلاوي في حالها وهي تقوم بما يليها فاتحهً ابوابها للفائض التربوي ولكل مشرد ومطرود حال دون التحاقه بالمدارس العوز أو العمر أو العاهة أو له الرغبة في حفظ القرآن. اتركوا الخلاوي لحالها فهي تقوم بهذا العمل بأبسط الإمكانات لا تطلب من الطالب كراسه أو رسوم معتمده علي الحي القيوم فإن كان للحكومه ما تقدمه لأهل القرآن فأعينوهم علي اداء هذه الرسالة وعفوهم عن ذل السؤال وأعتبروا القرآن أحد العلوم التخصصية التي لا تقبل معها غيرها كما أن المهندس لا يمكنه أن يكون دكتوراً أما ما يحتاج اليه الطالب من علوم ضرورية للتعامل مع الأخرين يمكن أن يكون هذا بعد الحفظ لمعلومات محددا لا تكون علي حساب القرآن. طوروا علوم القرآن ووسعوها وأهلوا أهله فإنهم أهل الله وخاصته أهلوهم ليكون دعاة عالميين وبكل اللغات لأن الجوله جولة الإسلام والدعوه إليه ونحن بحاجة لمتخصصين في هذا المجال وإذا فعلنا ذلك سوف لا يكون حملة القرآن بدون عمل وسوف لا نكون بحاجة لمدارس تدعمها اليونيسييف بالبسله. الخليفة أحمد التجاني أحمد البدوي