السلام عليكم ورحمة الله ! أحييك من بريتوريا جنوب أفريقيا ، وقد قرأت مقالك الجميل في صحيفة سودانيز أو لاين ، اليوم بعنوان (إلى متى ذاك الأذى وإلى متى تلك الغفلة) أخي يجب أن تعرف تماما أنكم كشعب صومالي محسودون من كثير من شعوب العالم ، محسودون لا لشئ إلا ، لتدينكم ، ورجولتكم وصبركم وجهادكم وطريقتكم في معاركة هذه الحياة . ومحسودون أخي لأنكم شعب صعب الشكائم والعزائم في زمن قلت فيه الرجولة والحق والإباء والتُقى ، ولأن الزمان هو زمان الهوان والإستهوان ليس من قبل الكافرين ،أعداءنا ولكن أيضا من قبل ذوي القربى ، وظلم ذوي القربى أشد مضاضة . أنتم شعب تستحقون أن تُرسموا وتعلقوا في لوحة تاريخية خاصة ، مجيدة ، مضيئة بأنواركم الباهية التي نورتم بها العالم الجديد ، ورفضتم بها خنوع الدول ، وطأطأة الرقاب ، وأنتم تستحقون أيضا ، ما تستحقون من أجر الله ، ومثوبتة ، فقد هديتم العُمي عن ضلالتهم بإذن الله في زمان كثر فيه الدخن والدخان والرمد والعمى والضلال ، والإنبطاح يا أخي ! فلا تهنوا ، ولا تلتفتوا لمثل ما يأتيكم من هؤلاء الجهلاء من أذي ورشق ، وإستهوان ، فإنهم أشد كفرا ونفاقا وإن طالت عماراتهم وتلونت سياراتهم ، ولا من هولاء المتفرعنون أمثال الهنيدي ، وعادل إمام ومن لف لفهم إن قولهم لغثاء ، ليس بعده غثاء . أنا يا أخي نسيبك( your Cede ) متزوج من إمرأة صومالية من أرض الصومال ، أنا لأ أؤمن بتقسيم الصومال وهي أيضا تكره هذا التقسيم وتحلم يوميا بالصومال الوطن الواحد ، الذي تناوشته يد الأقدار من ملس زيناوي ، وموسفيني ، ومن كيبابكي ، ومن الصهاينة الأمريكان والإسرائلييين ، ومن لف لفهم وخف للقاءهم ومودتهم كمثل من تذكر في مقالك من تافهي الفكر ومنحطي اللغة والبيان ، المنبطحون علي بطونهم فراشا للأعداء تعبر منه لملاحقتنا في أي مكان . أخي تعلم وأيم الله إنا نحبكم في السودان وقلوبنا تنبض عشقا وإخاءا لكم ، وقد كتبنا عنكم الكثير كشعب يُدرِس العالم الآن ما معنى أن نعيش ، وما معنى أن نموت ، وما معنى أن نهاجر في بساط هذه الدنيا ، نمشي في مناكبها ونأكل من رزقه وإليه النشور . أخي أرفق لك مقالين الأول بعنوان : الدروس الظاهرة والمخفيّة فى المسألة الصومالية كتبه الأخ : عوض محمد الحسن (ستجد بريده الألكتروني في مقاله المرفق ) والمقال الأخر كتبته أنا ردا على كتابه ، ومن المفترض أن أكتبه قبل أن ينشر الأخ عوض مقاله ، وأنا أفكر الآن في كتابة (كتيب ) إسمه المطلقات في الصومال The widows of Somalia سوف أحاول فيه إبراز المآسي البشرية التي يسببها البشر بعضهم لبعض ، مما جار علينا به الأمريكان والصهاينة ، وابرز فيه التجارب التي تمر بها الأسر الصومالية في شتاتهم هذا ، هذا الشتات الذي أعتبره أنا نغمة ونعمة ، نغمة لآن الكثير من حرائرنا في الصومال يترملن ، ويتطلقن بأسباب هي من صميم مآسي هذا الشتات ، ولكنه نعمة ( لأنكم إتخذتم هذا الشتات أخي تنشرون وتنثرون الحق والدين ، وكلمة الله ، بين بني البشر ، المرأة في حجابها وتقواها والرجل في رجولته ومعناه وزيه ودعوته للحق ، كأنكم بذور زهر ينتشر في أرجاء هذا الكون ، تبذرون الحق أينما ولًت بكم أدراج الرياح . أمضوا يا أخي فإن سهمكم في الحق سوف لن يطيش ، ورميكم للباطل سوف لن يخيب ، ولك العتبى يا أخي مما يحيق بنا من جهلاءنا ... ولكن يجب أن تفرح لهذا ، إنما تُشاكون في سبيل الله . أخوك الرفيع بشير الشفيع بريتوريا – جنوب أفريقيا Elrafei Elshafei [[email protected]]