اذا ما كنت تطالب بالمسائلة والمحاسبة في هجليج فكيف سيحاسبكم الشعب السوداني على ضياع الديمقراطية ؟ استمعنا الى خطابك بدار حزب الأمة للأحباب والأنصار حول طبيعة حزب الأمة وبأنه صمام أمان السودان ومسمار النص الذي يربط السودان وقد عددت المناطق والقبائل ونفوذ الحزب فيها من آخر نقطة حدودية بدار فور وصولآ الى آخر نقطة بالنيل الأزرق , وبأنه يشكل حلقة الوصل بين شمال السودان وجنوبه , وشرقه وغربه. فها هو السودان قد أنفصل جنوبآ ونيران الحرب ما زالت مستمرة في دار فور - كردفان – والنيل الأزرق اضافة لحرب بين الدولتيين كما تراه الآن , وقد يعلم كل سوداني أن الوقود الأساسي لهذه الحروب هم الفقراء من الرعاه والمزارعيين (عضم الظهر الأساسي لجماهيريتك ) في تلك المناطق التي أدعيت بأنها مناطق نفوذ حزبك سواء أن كانوا في الجيش أو الدفاع الشعبي , أما الطرف الآخر فهم نفسهم أبناء الفقراء من الرعاه والمزارعين في دار فور وكردفان والنيل الازرق فهل سيتبرأ منهم آبائهم وأمهاتهم لأنهم تمردوا؟ وهل تلاحظ أنك تهنئ نفس القوات المسلحة التي تشردهم وتقتل أبنائهم المحاربين والطلبة الجامعيين فأي شعب يهني طغيان عسكري يدمر حياته ويمزق بلاده ويقتل ويشرد شعبه فهل يقبل الشعب ممارسات الجيش في دار فور وجبال النوبة والنيل الازرق ليخرج بين ليلة وضحاها في المسيرات مرحآ لذابحه فباي عين تنتظرون ؟ أما في حالة الجنوب فهي أيضآ لا تنفصل فهل تطالب السودانيين في لحظة التعامل مع الجنوبيين كأجانب ومحتليين والشعب السوداني يدرك أن المزبوحيين هم فقراءه سواء في شماله أو جنوبه فالشعوب لن تفرق بينها خط جغرافي وهمي فرضته ظروف سياسية لحكومات لم تأتي بارادة تلك الشعوب ولم يكن الشعب مشاركآ فيها وأنت أكثر الناس فخرآ بأنك زعيم أكبر طائفة دينية وحزب سياسي في السودان أما كان بامكانك وبطريقة الجهاد المدني الذي تدعوا اليه أن تقف بمسجد الأمام عبد الرحمن وتطالب أبناء هذه المناطق بعدم الأنسياق لمخططات النظام وتوجه وكلاء الأمام بالدعوة علنآ والأعتصام بالمحليات ضد التجييش والحشد للدفاع الشعبي , بلقاوة – المجلد – بابنوسة – كادقلي – الدلنج – الخ وتوجه وفود مركزية كرئيس الحزب وبعض القيادات من أبناء تلك المناطق بالذهاب لمناطقهم وقيادة الحركة الاحتجاجية على الجانب السياسي ,نعم قد تكون هناك ضريبة قاسية أقلها الأعتقال ولكن أوليس هذا هو الجهاد المدني؟ فاذا ما كان حدث ذلك فلربما كانت نتائجه كالأتي :- 1/ هزيمة نكراء للحكومة وعدم مقدرتها على التعبئة السياسية والتنظيمية 2/ التصدي للقبضة السياسية والأمنية في الخرطوم 3/ هزيمة سياسية لدعا الحرب وقيام حركة أجتماعية ذات طابع سياسي للتصدي لأي دعاوى حروب قادمة 4/ دفع الجهاد المدني من أجل أسقاط النظام ودفع جماهير السودان للعصيان المدني . أما مطالبتكم بالمحاسبة والمسائلة في أحتلال هجليج كما ذكرتم بدعوى أن محاولة أحتلالها كانت معلومة قبل أربعة أشهر ومع أستغرابي للحس الاستخباراتي لديكم الاأنكم أولى بالمحاسبة والمسائلة لأنكم قد فرضتم وتسببتم في ضياء الديمقراطية عندما أتيتم بالجبهة الأسلامية في انقلاب أشبه بالمسرحية وقد كان الحديث عنه تصدر جلسات القهاوي, فقبل أن نتطرق الى سقوط هجليج عليك أن تقف بميدان الخليفة والحساب ولد. وشكرا osama kumbal [[email protected]]