ملحمة هجليج ,, و ضرورة ترشيد الخطاب السياسى الحكومى : لا يستطيع الضمير الوطنى السودانى أن يستقبل عودة هجليج الى حضن الوطن بعد تلك المعارك الشرسة , دون أن يستِشعر الفرح العميق ,,, و قبلها الصدمة و الاستنكار للذى جرى ,, حيث أن الدفاع عن السودان ارضا و عرضا أمر مقطوع به لا مجال فيه للمساومة و أنصاف المواقف مهما كانت مواقف البعض قربا أو بعدا من المعتدى ,, يجب أن لا يمر الحدث دون أعتبار كاف , يقوم على التدبر و المراجعة ,, أملا فى ألتقاء جهود المخلصين من أبناء هذه الأمة لتجنيبها آثار تلك الدوامة الجهنمية من العنف و العنف المضاد .... أن الدفاع عن السودان و أمنه فرض عين استوجبته ظروف أحتلال هجليج ,, بل أيضا يتجاوزه للدفاع عن الوطن و وحدته فى مثل التوقيت العصيب مرتين : مره حين يمارس العنف و العدوان و الأحتلال تحت ألوية تحمل شعارات تحرير السودان ,, السودان الجديد ,, العدل و المساواة ,,,, و مرة أخرى حين تصر بعض التنظيمات السياسية و الجبهات الموتورة على أهتبال الفرصة و يضعون أيديهم مع دولة جنوب السودان المعتدية فى تصفية لحسابات سياسية مع حكومة السودان , أو تعزيز لمواقع على خرائط القبلية السياسية ,, كل ذلك فى أستباحة لحرمة الوطن و أستهانة حقيقية بأمنه و سلامته .... أن موالاة الأعداء و مساعدتهم فى أحتلال أرض الوطن أمر مفجع لن تقره نواميس الأرض و لا السماء ,, بل تعنى خلخلة لأهم عناصر الأنتماء لهذه الأمة ,, أنها أنتكاسة أخلاقية و حضارية و تكديس للتخلف .. بل ما حدث جريمة من وجهة التظر الشرعية أبتداءا ,, و أيضا من وجهة النظر السياسية أنتهاءا ,, أنه السقوط فى جميع أوجهه كل ذلك نصوغه لتتحمل الحكومة و المعارضة السياسية الوطنية مسئولياتها الأخلاقية و التاريخية تجاه الوطن ,, لكى لا تنسينا نشوة الأنتصار بأسترجاع هجليج أستثمار ذاك الأنتصار الأستثمار الأيجابى لصالح الوطن و أستقراره و هى ضرورة تقتضيها التلقائية و درجة التلاحم و التلاقى لجموع شعبنا بكل مكوناته و هى تشارك فى أسترجاع هجليج لحضن الوطن ,, و حينها كان السودان هو الحزب و الوطن ,, أنها دعوة تستوجب أن يرتفع أبناء الأمة السودانية كافة بأختلاف مواقعهم السياسية الى مستوى الحدث و تداعياته و الذى يفرض الألتزام بالمصلحة الوطنية الخالصة ,, الأمر الذى يترتب عليه أستعلاءا ضروريا فوق مرارات الماضى و التجرد من الهوى و الغرض ... و فى هذا السياق نشير الى الحكومة بأخذ زمام المبادأة و المبادرة فى تقديم خطاب سياسى متوازن لصالح الوطن دون وكس أو شطط ,, خطاب يجد فيه حتى الذين حملوا السلاح غايتهم فيرتمون فى حضن الوطن ألا من أبى ,, خطاب يعزز الحوار فى واقعنا السياسى رفضا لحوار زخات الرصاص و القبول بالتعايش مع الآخر المختلف دينا و عرقا لذلك يجب أن تضطلع الحكومة بالآتى 1—يجب أن يكون الحوار منهجا و التسامح الدينى و السياسى عنوانا و قيمة ,, و التعايش بين المختلفين غاية 2—توفير المنابر المشروعة داخليا و خارجيا لمختلف التيارات الفكرية و السياسية وصولا لقواعد مشتركة مع كل من يؤمن بقواعد الممارسة الديمقراطية 3—أحترام التعدد الأثنى و الدينى بالسودان و أبطال دعاوى التفاضل و التمايز دفعا لعوامل الحوار 4—مساهمة الجميع فى وضع دستور السودان الدائم دون أقصاء أو تهميش كون أنه الميزان الذى ينبغى الركون أليه اذا ما تصادمت الأرادات .. 5—أنهاء الحروب الأهلية المستعرة فى جبال النوبة , جنوب النيل الأزرق و دارفور بالحوار الذى يفضى لتكريس قيم التعايش و المشاركة تغليبا للمصلحة العليا للوطن 6--توجيه الخطاب السياسى و الأعلامى بما يحفظ كينونة الوطن و الأستمساك بوحدته و عدم تكريس التقاطع و التنافر من خلال التثقيف السالب الذى يضخ من خلال أجهزة الأعلام المختلفة و الذى ينزق بنا الى مهاوى الفرقة و الشتات. 7—الأعتراف بدور الشعب و من أمامه القوات المسلحة و الأجهزة الأمنية و الشرطية فى المحافظة على تراب الوطن و ضرورة المحافظة على تلاحم القوى الوطنية الفاعلة ,, و البعد عن الأستقطاب الأثنى و السياسى الحاد ,, و هذا أمر يستوجب رفع الضايقة المعيشية التى ينوء بحملها هذا الشعب ,, وفاءا و عرفانا 8—الأهتمام بتسليح قوات الشعب المسلحة و الأجهزة الأمنية الأخرى كما و نوعا و الأعتراف بفضلها فى حماية تراب الوطن و المحافظة على وحدته. 9—وضع أستراتيجية قومية فى التعامل مع دولة جنوب السودان,, فى أعتراف ضمنى بفشل السياسات التى أتبعت فى الماضى فى خلق دولتين قابلتين للتعايش وفق المصالح المشتركة و الجوار المشترك بحثا عن المخزون و المكنون المشترك و أستدعائه و أستثماره لصالح الشعبين ... أعلم أن الذى أكتبه قد لا يعجب البعض ,, و قد يعجب البعض ,, فأخسر من هنا ,, أو أخسرهم جميعا و أكسب نفسى ,, و لحظتها أعلم أنى أملك رأيا و رؤية.. مع خالص ودى موسى عثمان عمر على --- أستراليا 25 أبريل 2012 e.mail :[email protected]