كما توقعت أمس لم تكن مباراة منتخبنا الوطني أمام منتخب ليسوتو بالسهولة التي توقعها الكثيرون وبنوا علي علي أنها نزهة من واقع خسارة صاحب الأرض والجمهور الكبيرة أمام المنتخب الغاني بسبعة أهداف فقد ظهر منتخب ليسوتو بصورة مغايرة مقدما مبارا جادة طوال الشوطين بتوازن دفاعا وهجوما حسب الوصف الذي قدمته الإذاعة السودانية بل إنه هدد مرمانا بأكثر من كرة خطرة كادت أن تحول نقاط المباراة لصالحهم ليؤكدوا أن كرة القدم رغم جنونها في كثير من الأحيان تحترم أيضا من يحترمها .. وقد جاء إحترام ليسوتو للسودان واضحا من خلال البث الإذاعي بالتقفيل في الوسط والدفاع والإعتماد علي الهجمات المرتدة التي شكلت خطورة كبيرة علي مرمانا وفي المقابل وحسب الوصف الإذاعي أيضا قدم منتخبنا الوطني مباراة كبيرة مسيطرا علي معظم مجرياتها وأضاع رماته عدد من الفرص المضمونة وإن ضمت التشكيلة عدد من العناصر التي شاركت من البداية رغم غيابها عن المباراة الأولي أو المشاركة في جزء منها فقد أشرك مازدا كل من قائد المنتخب هيثم مصطفي ومعاوية فداسي ورمضان عجب من بداية المباراة وحتي نهايتها .. أيضا من الملاحظات في هذه المباراة إعتماد المدرب محمد عبدالله مازدا علي لاعب واحد في المقدمة (مدثر كاريكا) مع تقدم (بشة) في حال الإستحواذ علي الكرة وتراجعه للوسط عندما نفقدها وهذا يعني من جانب أن مازدا لم يغامر بتثبيت إثنين من المهاجمين وهو مايمكن تحليله إحترامه للخصم (ليسوتو) وعدم الوقوع في (فخ) خسارته الكبيرة أمام غانا . وإن كان بعض التحليلات تري أن مازدا إحترم المنتخب الليسوتي أكثر من اللازم وكان يمكنه وضع صاحب الأرض تحت الضغط المتواصل بوضع كاريكا وبكري المدينة في المقدمة الهجومية من البداية. أيضا شكل غياب المدافع الدولي سيف مساوي علامة إستفهام كبيرة أثارت جدلا في الوسط الرياضي حول طبيعة هذا الغياب فذهب البعض إلي أن للغياب أسباب خاصة بطرده من آخر مباراة للمنتخب في البطولة الأفريقية وأن مشاركته في مباراة زامبيا (خطأ ) مر من المسؤولين عن المنتخب كان يمكن أن يكلفنا النقاط التي كسبناها في حال تقدم المنتخب الزامبي بشكوي طاعانا في قانونية مشاركته .. مع العلم أن مساوي طرد في مباراة ومنافسة مختلفة خاصة بالإتحاد الأفريقي لكرة القدم بينما مشاركته في التصفيات الحالية المؤهلة لنهائيات كأس العالم وهي منافسة خاصة بالإتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) ومعروف غياب تداخل الكروت الملونة عن مثل هذه المنافسات . كما أن الإتحاد الأفريقي (كاف) يخطر الإتحادات الوطنية بخطابات رسمية بموقف لاعبيها من الإيقافات في كل المنافسات التي ينظمها سواء للأندية أو المنتخبات . وبالتالي فإن حسابات الإيقاف تبدو ضعيفة إلا إذا كان هناك شيء لانعلمه. والارجح أن يكون اللاعب مصابا أو تم إبعاده لرؤية خاصة بالمدرب. أعود للمباراة والنتيجة التي إنتهت عليها بالتعادل السلبي ويكفي أن نقول (البركة في الصدارة) لأنها حققت لنا صدارة هذه المجموعة القوية وإن عقدت أيضا حسابات المجموعة والفرق كبير بين أن تتربع علي الصدارة بستة نقاط وأن تتربع عليها بأربعة نقاط فقد أصبحت كل منتخبات المجموعة في دائرة المنافسة والفارق بين المتصدر السودان والمتذيل ليسوتو ثلاث نقاط وبين زامبيا وغانا (المركز الثاني) والسودان نقطة وبينهما وليسوتو نقطتين أيضا . عموما تبقي الفرصة كبيرة أمام المنتخب لإعداد أفضل من السابق خاصة وأن المساحة الزمنية تسمح بذلك ومعروف أن هذه التصفيات ستتوقف بعد المباريات الأخيرة ولن تنطلق إلا في العام 2013. hassan faroog [[email protected]]