الممارسة الديموقراطية في الفترة الاخيرة اصبحت اقرب للترف منها الي الحق الواحب اتباعه واصبح من يدعو لممارسة اي نوع من الديموقراطية كانه عدو يحب ان تسلح في وجهه الجيوش وان تستنفر له الخلايا النائمة والقائمة بل والمتردية , ليس هذا في السودان فحسب ولكنه واقع عربي ممنهج ومتبع . مرت فترات علي كثير من احزابنا السودانية استدعت ممارسة ديموقراطية اجبارية ولكن للاسف كان صوت الزعيم او الراعي او الشيخ هو صاحب القرار الاخير , وما البقية الا كومبارس يجيدون فنون كل شئ من تصفيق ةهتاف الا فنون تحكيم العقل او الوقوف ولو للحظة مع النفس , لتضيع هذه الفرص بلا وعي او استفادة منها في زمن يصعب تكرار فرصه الضائعة . واخيرا لاحت فرصة اخري للممارسة ديموقراطية داخل الحزب الشيوعي السوداني بعد فقده لزعيمه محمد ابراهيم نقد (رحمه الله ) ورغم انها ممارسة صغيرة بعدد الاشخاص ولكن يحكمها نظام داخلي واساسي للحزب , تكهن الكثيرين واجزم مثلهم بان الحزب سيختار فلان او فلان تحديدا بالاسم و(العمر ) في صورة تشابه لما حدث قبلها لبقية الاحزاب . ولكن حدث ما لم يكن في حسبان احد حتي قواعد الحزب الشيوعي نفسه فقد تمخضت الديموقراطية الحقيقية عن رجل لا يقل قامة عمن سبقوه رجل لم يكن ظاهرا اعلاميا ولكن سيرته الذاتية تؤهله لقيادة حزبه , مما يعني ان الحزب مارس ديمقراطيته في اروع صورها . وبملاحظة بسيطة لهذا الاختيار اجد هناك نقاط لابد من الوقوف عندها في هذا الاختيار , واول هذه النقاط ان السؤال الدائم والمحرج عن اذا مات فلان من سيكون البديل ؟ هذا علي مستوي الاحزاب وايضا يمكن ان يكون علي مستوي الدولة ككل , اي ليس المهم الحديث عت البديل فاذا تمت ممارسة حقيقية وفق حرية كاملة فما اسهل الوصول للافضل بأيسر الطرق , كما ان عامل السن ليس ذا بال في حزب او دولة تبني علي مؤسسات , كما تأتي ملاحظة اخري ان ليس ما يتحدث عنه الاعلام هو دائما ما سيكون في الواقع , والاهم من ذلك قدرة الكثيرين في الاحزاب علي تقدم الصفوف متي ما أتيحت لهم الفرصة .. في الختام نهنئ الحزب الشيوعي بهذه الممارسة الحقيقية ونتمني ان تكون درسا لبقية الاحزاب في مقبل الايام alawad almusalami [[email protected]]
