يعقوب العبيدلي - كاتب قطري- جريدة الوطن القطرية أحب السودان وينتابني شوق جميل إليه فأنا درست فيه وتجولت فيه ولي أصدقاء وزملاء في «أم درمان» موطن جامعة القرآن والعلوم الاسلامية ومن علامات النضج والرشد ان تكون النفس الى مكان دراستها تواقة والى احبابها مشتاقة وأنا تواق ومشتاق.. ذكرني بالسودان «السيد حافظ» ذلك «الزول» السوداني الذي احسست بانشراح معه اثناء لقائي به مؤخرا وبالصدفة اشتممت فيه رائحة السودان وكرم اهله وانشراحهم.. ابتسامته الصافية الشافية تبعث السكينة والسلام.. صفاء «حافظ» وسكينته وطيبته اختزلتها واختزنتها في ذاكرتي لأتغنى بها على طريقة السودانيين على الورق لانها تعكس ملامح الانسان السوداني الابي.. «حافظ» مواطن عربي سوداني بسيط وطيب كطيبة العربي البسيط الذي يكدح بجد واجتهاد ويقوم بواجبه بأمانة وقوة وتفان واخلاص من اجل لقمة العيش الحلال «حافظ» بسحنته السودانية ولباسه المميز يرصد ويرشد الداخل والخارج الى مسارهم الصحيح في تلك الهيئة التعليمية التي تعج بالمراجعين والمترددين والموظفين.. الانسان السوداني في الغالب سريع الغضب وسريع الاهتياج ولكن «حافظ» رغم اشعة الشمس الحارقة تراه يتمتع بهدوء نفسي ينعكس على ابتسامته التي لا تفارقه وخطواته الواثقة وكأنه الفارس في الميدان.. ان مهمته تقتضي الهمة والحركة واليقظة وليست سهلة على الاطلاق والانسان العربي البسيط عادة، هو يدرك دوره ومسؤولياته بصدر رحب وأنه عليه الصبر وان نفد فعليه شراء المزيد من الصبر لمواجهة ضغوطات الحياة، وتحدياتها.. «حافظ» انسان جميل تتخلل جبهته عدة خطوط دليل لطفه ولطيف معشره الذي يحرك قلبك ويجبرك ان تحبه وتجله وتقدره وتثمن جهده ودوره وعمله. يقول بعض علماء الصحة النفسية «إذا حسن فعل الرجل حسن سائره أي كله..» و«حافظ» بابتسامته ونباهته وحضوره غلب الجميع في بساطته وسماحته في اسمه ورسمه ووقاره ولطفه.. اليوم «حافظ» يقفز الى ذاكرتي كأنه لحن موسيقى جميل يطرب الأذن والقلب.. كأنه فصل من قصة سودانية او رواية كتبها الاديب والروائي «الطيب صالح» رحمه الله او خاطرة ادبية كتبتها القديرة «عواطف عبداللطيف» او خبر صحفي حرره القدير «حسن ابوعرفات» او ندوة تألق فيها «محمد مكي» كعادته.. «حافظ» شامخ كشموخ السودان في وجه الاعاصير والتحديات التي تجتاحه ولطيف المعشر كأهله وجميل المبسم كجمال المرأة السودانية الاصيلة بملاءتها الزاهية وكجمال مدينة «أم درمان» التي يقال انها محرفة من «دار أمان» بأسواقها ومساجدها وأبرزها مسجد النيلين. فهل هناك عجب ان يشبه «حافظ» في طيب افعاله وسائر اوصافه جمال السودان العربي وروعة الانسان العربي الذي لا يرضى بالضيم والظلم والاستبداد. ان اخلاقيات الرجال في تعاملاتهم مع الآخرين تعكس مخبرهم وأصالتهم وثقافتهم وكرمهم وكثير من الناس يفتقدون هذه الملكات المهمة في تعاملاتهم.. ورحم الله المفكر العربي مالك بن نبي حين قال «إن الثقافة نظرية في السلوك أكثر من كونها نظرية في المعرفة» حفظ الله السودان وأهله من كل سوء وشر. وعلى الخير والمحبة نلتقي.