بسم الله الرحمن الرحيم أفق آخر islam al sudanee [[email protected]] مضى الشعب السوداني مع الانقاذ زمناً مقدراً من ابتلاء الى ابتلاء .... منذ زمن الندرة والصفوف الطويلة التي تبحث عن اي شيء من البنزين الى الخبز مروراً بسنوات " الرفاه " المحدودة والتمتع " القليل " بزمن البترول الى ان خرج ثلت السودان وصارت خريطته " مشوهه " الا ان الشعب وقف مع الانقاذ وقفه صادقة ... كان يريد للحرب ان توقف ولو فُصل الجنوب بارادة أهله ودفع " لوبيات " صهيونية امبريالية لهذا الموضوع حتى اكمل نصابه .... لتبدأ دورة جديدة او فصلاً آخراً من مسرحية الانقضاض على السودان وتقسيمه . الشعب احتمل كل تلك التقلبات من حصار الى عدوان بصواريخ كروز الى مشاريع تقسيم بتأجيج حروب في مناطق عُدة من السودان بتدبير دولي واضح المعالم لا يخفى على احد !!! الشعب احتمل كل هذا بصبر جميل اضافه لاخطاء الانقاذ في شتى المناحي كدأبها والمشاريع الكبرى التي لها انتصارات ساطعة و اخفاقات داوية لكن هذه المره الشعب يحتاج الى خطاب " خاص " و تدابير " حاسمه وعاجلة " في آن الوقت ... حيث الموضوع يمس شرائح عديدة من المجتمع ... وقديماً قال علي بن ابي طالب رضي الله عنه : لو كان الفقر رجلاً لقتلته . الحياة في الخرطوم صارت لا تطاق بحكم جشع بعض التجار والمضاربة في سوق الدولار الذي تصاعد الى درجة مخيفة فما كان للانقاذ الا ان تهب في هذا الوقت الحساس الذي تحاول فيه حكومة الجنوب " المشنوقة " بوضعها الاقتصادي المتردي للغاية ان تضع حكومة الخرطوم في وضع لا تحسد عليه ... فلقد قدمت حكومة السودان لحكومة الجنوب دولة ببترولها وكان من حسن الظن ان يستفيد الجنوب من ميناء الشمال والبنية التحتية النفطية من مصاف وخط انابيب من ماطق الانتاج الى سواحل التصدير ... الا ان حكومة الجنوب اعتصمت تماما عن تلك الميزة للاستفادة ... آثرت لشعبها ان يجوع ويعري حتى تمسك بخناق الخرطوم ... اضافة الى اثارة قضايا ور تستهلك " موارد " كثيرة في ظل شح الامكانات في الموازنة الحالية . في النيل الازرق وجنوب كردفان ودارفور تستهلك " موارد " كثيرة في ظل قلة الإمكانات في الموازنة الحالية . حكومة الجنوب تحتضن القوات المتمردة التي تعمل على اسقاط حكومة الخرطوم تقدم لها الملاذ والدعم اللازم من مأوى و مُعينات لوجستيه . دعم الشعب الانقاذ في مواقف عديدة لم يكل اويملً بل استحق وسام الصبر ونجمة الاحتمال الذهبية والآن قد بلغ الامر مبلغاً يحتاج من البشير تحديدأ ان يخاطب الشعب بالنبرة الصادقة التي يعرفها عنه ... حتى يضع كل الحقائق على المنضدة لتبدو الحقيقة عارية من غير مساحيق ليعلن قرارات التقشف الحكومية من تخفيض لاعداد الدستوريين ونقص واسع لمخصصاتهم اضافة لاجراءات دعم الشرائح الضعيفة المتأثرة بالقرارات الاقتصادية الاخيرة . هذا الشعب يستحق التواضع في حضرته وانا على يقين من التفاف الشعب حول قيادته حين تلمس الصدق والخلوص لترابه الغالي ... لا مخرج سوى الصدق والاحتماء بالشعب الذي يفوق الجبال حملاً ... فقد فعلها بالامس حين تآمر " الخارج " عليه باحتلال هجليج ... فأرجعت خلال ايام معدودة بفضل هذا الشعب الابي . المعارضة ستستغل الظروف الحالية لتنجز مشروعها لاسقاط النظام ... ولكن عليها الالتزام بقواعد اللعب النظيف . لا ضرب تحت الاحزمة الحمراء !!! والي الخرطوم ناشد الشرطة ان تبدي مرونة في التعامل مع المتظاهرين لكنه بالتأكيد ضد التجاوزات التي تصيب الطمأنينية والممتلكات العامة . تحتاج حزمة الاجراءات الاقتصادية الى سياسات واعية تستهدف الاعلام المحلي والخارجي اضافة الى سياسة رقابية حازمة تساعد المواطن البسيط على تماسكه من غلو وجشع بعض تجار السوق ... تلك الاجراءات اذ لم تتم بشفافية عالية ستصيب السياسة الاقتصادية في مقتل ... تحدي كبير للاسلاميين في التخلص من تركة مثقلة من الترضيات السياسية لصالح مشروع السلام ولذا فيتزامن مع تلك الاجراءات محاربة الفساد بشكل صارم وفوري وعادل حتى لا ترتكب خطايا اخرى بسبب العجلة . في اعتقادي ان هذه الايام تاريخية لمصداقية الانقاذ ومعالجتها للقضايا بفاعلية وحسم للشارع الذي يُخوف إذا خذلته او جرحته او حاولت ولو بطرف خض اهانته ... لكن الحكومة في كل المواقف الصعبة لا شيء لها سوى الله والشعب وهذا سر بقاء الانقاذ !!!!