استفاد نظام الإنقاذ العبثي الفاسد من تأييد بعض فئات المجتمع السوداني , وساعد ذلك فى تثبيت أركان حكمه وانتشاره السرطاني والتغطية على فسادة وجرائمه , ورفدت تلك الفئات فى مراحل عدة النظام بالمؤيدين المتحمسين الأوفياء الذين استبسلوا فى الدفاع والزود عنه ,,, فى هذا البحث أردت أن أورد الأسباب الموضوعية لتأييد كل فئة من هذه الفئات للنظام , ونوعية تلك الفئات ممن درج على تسميتهم بالكيزان فى أوساط المعارضين للنظام الانقاذى , يمكننا تصنيف المؤيدين لهذا النظام الى عدة فئات يختلف منطلق تأييدهم للنظام من فئة إلى أخرى ,, فهناك منتفعون ومسيسون وموظفون ودراويش ومغفلون وعنصريون والخائفون من التغيير ,, لقد عمل النظام طيلة العقدين الفائتين على تغذية كل فئة من هذه الفئات بما تحتاجه لكى تنمو وتستمر ,, وعمل عملاً كثيرا للحفاظ على وفائها و بكل السبل واضعاً فى اعتباره أن هذه الفئات التى تؤيده هى الضمان لاستمراريته وبقائه ,, دعونا نأخد كل فئة على حدة ,, المنتفع –وهو أخطر هذه الفئات- هو إنسان براغماتى يعتبر أن غايته فى تحقيق منفعته الذاتية تبرر تأييده لأى نظام كان , مادام هذا النظام هو الوسيلة لتحقيق غايته , من هذا المنطلق فإن فئة كبيرة من هؤلاء قامت بتأييد نظام الانقاذ وربطت مصالحها بمصالحه ,, وقام النظام بتسهيل حصولهم على المنافع والامتيازات تقديرا لهم ,, فإن كانوا تجاراً خفضت لهم الجمارك والضرائب والرسوم والجبايات وهلم جرا ,, وإن كانوا مزارعين سهلت لهم مواعين التمويل البنكى وأعفوا من الجبايات أيضا ,, وإن كانوا أطباء عُينوا فى المواقع الحكومية وفى عمادات الجامعات وسهلت لهم فرص التعيين والإبتعاث والمكافآت والإنتدابات ,, وإن كانوا طلاباً كفلهم برعايته وعطفه وشملهم الدعم الجزيل والمال الوفير ,, وإن كانوا عسكراً ضمنوا حق الترقي والقيادة والحصول على حقوق مجزية , وبعد المعاش يضمنون الحصول على وظائف راقية فى مؤسسات الجيش وشركاته العديدة ,, وإن كانوا موظفين سهلت لهم مواعين الفساد والحصول على المال العام وتم التغاضى عن التجاوزات الصريحة الفاضحة , ويتعاون أفراد النظام فى تغطية بعضهم البعض فى مثل هذه الأحوال ,, كما يحصل الموظف الموالى على كل فرص الترقى والمكافآت والإنتدابات والإبتعاثات , وكزيادة فى الخير يعطى الحق فى تعيين أقاربه فى نفس المؤسسة التى يعمل بها أو المؤسسة القريبة منه إن كانت تربطه برئيسها علاقة جيدة ,, وهكذا يتبين بأن النفعيين فئة خطيرة جدا تشبه إلى حد بعيد فئة البعثيين فى المجتمع السورى وهم كثيرو الانتشار ويستميتون فى الدفاع عن النظام وبقائه , وبعضهم يبرر الأمر بأنه لابد مما ليس منه بد , وأن عجلة الحياة لابد أن تسير لكنه ينسى أن مايقوم به هو سرقة كاملة الأركان ومسايرة لنظام قمعى فاسد أَضر بمصالح البلاد وأوصلها إلى حافة الإفلاس والتشظى دولة فاشلة حتى بمعايير المنظمات الدولية التى لاتعرف المجاملة '' دولة تنهشها الحروب فى كل الأطراف ويقف مستقبلها على شفير الهاوية ,, هذا المنتفع يساهم بصورة مباشرة فى بقاء النظام وبهذا يساهم بصورة مباشرة أيضا فى كل مايجرى فى البلد من دمار ,, أما فئة المسيسون ,, فهذه فئة نخرت الشعارات الأيديولوجية فى رأسها ,, و صدقت أن دولة الإنقاذ بكل فسادها وطغيانها وإجرامها ماهى إلا المعبر الأصيل عن دولة الرسول والخلافة الرشيدة – وأن عمر البشير ماهو إلا الوجه الآخر لعمر بن الخطاب أو عمر بن عبد العزيز ,, وهذه فئة على درجة عالية من السذاجة والقدرة على تصديق أى شئ ,, وتؤمن بأن الموت فى سبيل هذا النظام شهادة توجب دخول الجنة , والحصول هناك على قصر منيف ملئ بالحور العين والغلمان وأنهار العسل واللبن والطير المشوى ,, هذه الفئة يمكننا وضعها فى خانة الدروشة السياسية ,, وفى حقيقة الأمر فإن أمثال هؤلاء هم من أوصلوا السودان إلى مانحن فيه ,, فهم راديكاليون مغيبون تماما على درجة عالية من الحماس الهستيرى يصعب معه توصيل أى فكرة أو طرح أى نقاش هادف ,, يعمل النظام على تحميس هؤلاء واستغلالهم والنفخ فى مشاعرهم لتحقيق غاياته ,, ويمكننى تصنيف الرئيس البشير فى هذه الخانه '' وهناك فئة الموظفون ,, وهى فئة منقسمة على نفسها ,, فغالبية الموظفين فى السلك المدنى والعسكرى تضرروا جدا من هذا النظام ,, فهم بدخلهم المحدود وجدوا أنفسهم فى مواجهة الغلاء وأكلت السنين مدخراتهم وهبطوا اضطراريا إلى الطبقة الفقيرة فى المجتمع ,, ولكن جزء منهم حقق مكاسب كبيرة ,, واستفاد من تأييده للنظام فائدة عظيمة فترقى فى المناصب وحقق الإمتيازات , ولازلت أذكر جيرانا لنا فى الحى يعملون فى وزارة الطاقة يمتلكون من السيارات الفارهة والقصور مالا يمتلكه وزير النفط السعودى –اللهم لاحسد – لقد استفاد بعض الموظفون من جو الفساد فى تحقيق أرباح خيالية على حساب المواطن الجائع الفقير ,, وهناك فئة الدراويش وهذه تشبه الى حد بعيد فئة المسيسون , ولكن الفرق فى أنها لا تحصل على أى امتيازات '' بل هى جزء أصيل من بقية الشعب المطحون تعانى كل يوم فى ظل هذا النظام ماتعانى ,, ولكن هذه الفئة تؤيد النظام إنسياقا وراء شعاراته الدينية من أمثال– هى لله هى لله لا للسلطة ولا للجاة فى سبيل الله قمنا نبتغى رفع اللواء – لا لدنيا قد عملنا نحن للدين فداء وللأسف فإن هذه الفئة كبيرة جدا نظرا لطبيعة الشعب السودانى المتدين ,, أما فئة المغفلين والخائفين ,, فهى فئة يعمل النظام على تغذيتها يوميا بكل السبل وبكل الوسائل لأنها تمثل الشريحة المترددة من الشعب والتى يمكنها أن تغير أفكارها فى أى وقت ,, وهذه الفئة دائما ماتطرح الأسئلة من أمثال ماهو البديل ؟ وتلقى بالتعليقات من شاكلة المعارضة ضعيفة , الجنوب حايحتلنا , الحركات المسلحة حاتاكلنا , البشير راجل طيب – بدليل مجازر دارفور – زمان لمن جا البشير كان الناس بقيفوا صفوف للعيش , البشير طلع البترول - وينو هسى - , إقتصادنا بقا قوى- بالله!! - , قبل الانقاذ الدولار كان بتلاتة جنية – بالله !! - الترابى والصادق مانافعين , البلد حاتتفرتق , اسرائيل حاتشفط موية النيل , أمريكا حاتلحس البترول , الماعارف شنو .. هذه الفئة منتشره جدا , وهى فئة ذات تعليم سطحى ومصابه بالرهاب والخوف الدائم , ويعمل النظام الذى يعمل به أذكياء لاكنهم عديمو الضمير على تغذيتها بإستمرار بدعاوى من شاكلة ديل مندسين وعملاء ديل بتحركهم أجندة خارجية ديل أيادى صهيونية وغربية الحركة الشعبية حاتحتل الخرطوم لو سقطت الإنقاذ حركات دارفور حاتكتل العرب فى الشمال لو سقطت الإنقاذ الإسلام والعروبة فى خطر لو سقطت الإنقاذ والعديد من الدعاوى التى تُحرك فيها النعرات العنصرية والقبلية دون مراعاة لمصلحة الوطن ووحدته وبقائه أصلا ,, ثم يقوم النظام وأتباعه فى ذكاء غبى بربط بقاء السودان ببقائهم ,, الفئة الأخيرة هى فئة العنصريون ,, وهى تؤيد الرئيس ونظامه من منطلقات عنصرية بحته ,, وهى فئة لاتنظر إلى أمر السودان ومستقبله كثيرا ,, ولايهمها من الأمر الشئ الكثير بقدر مايهمها ألا يحكم السودان سوى شخص من القبيلة الفلانية أو الجهة العلانية ,, وأيضا يعمل النظام على تغذية هذه الفئة بمختلف الوسائل والحجج , ورأينا مبايعة القبائل للتنظيم الحاكم تبث على التلفزيون (( القومى )) , كيف يسمى التلفزيون القومى وقبائل بعينها تبايع النظام ؟؟؟ , وهذه الفئة تفتخر وتعتز جدا بانتمائها القبلى – وهو أمر لانعترض عليه – ولاكن ربط مصير السودان بشخص فاسد ومجرم ومطلوب للعدالة فقط لأنه من أبناء القبيلة الفلانية هو أمر خطير ينذر بشر مستطير ,, خلاصة هذا المقال نستنتج أن نظام البشير قد أوصلنا لمرحلة خطيرة جدا ,, مرحلة يتحدد فيها بقاء السودان من عدمه , هذا النظام لايختلف كثيرا عن نظام الرئيس حافظ الأسد وأبنه , ولاعن نظام مبارك وأسرته وحزبه الوطنى ,, فكلا النظامين تلاعبا بمكونات المجتمع ولعبا سياسة قذرة وفرقوا بين أبناء الشعب الواحد لتحقيق غايات سياسية خبيثة ,, إن إزالة هذا النظام لن تكون سهلة هينة فقد ارتبطت مصالح العديدين ببقائه ,, وهؤلاء سيستميتون فى الدفاع عنه ,, ختاما أقول حنبنيهو البنحلم بيهو يوماتى وطن شامخ وطن عاتى وطن خير ديمقراطى وطن مالك زمام امروا ومتوهج لهب جمروا وطن غالى نجومو تلالى فى العالى والله ولى التوفيق ,, mishaal altaib [[email protected]]