أتذكرون قصة صديقي الجبهجي القشرة الذي كان على شفا حفرة من نار سقوطه الثاني الكبير وتحوله الجيني الحزبي الخطير في الكروموزوم الوراثي الهش المثير للجدل من مؤتمر شعبي إلى مؤتمر (وطني) ، أما فإن سقوطه الأول هو في بداية حرب البسوس الإنقاذية الجنوبية وعندما كان مستقلاً بداية الإنقاذ وسقط فجأة معهم في مشروعهم الحضاري الضخم لأسلمة وتسييس الحكم والخدمة العامة ،فأسرع وتجبهج من هلع الفصل فإنضم سريعاً إليهم تحت مظلة الجبهة القومية (الإسلامية) وخلف منظومة دعوني أعيش الكبرى. وذلك كما تذكرون أيضاً إنهم عندما وجدوا أن شيخهم الكبير بعد المفاصلة العشرية والتي كانت قد قصقصت جناحاه وإبعاده عن زخم القرار و فقد كل مقدرات سلطاته التنفيذية المهمة وشعروا بعد ذلك بأنه سيظل طائراً مهيض الجناح بعيداً عن جميع منافذ المال والمهام والأعمال في دولة السودان المستباحة، وزملاءهم وأصحابهم التقليديين في الحزب الأساسي الأم الجبهة (الإسلامية) صاروا في فلقة قسم الثروة والسلطة جبهة البشير بإعتبارها هي القوية وسوف يستأثرون بجميع مفاتيح التجارة والصناعة والزراعة والأعمال ويقبضون على تلابيب كافة المناصب الدستورية والوظائف الضرورية المهمة ذات العائد المالي المجزي السائب ، بل أن حتى وظائفهم البروتكولية الشوفونية هذه سمعوا بأنها سوف تقلع منهم وقد شرعوا بالفعل في ذلك النزع. هنا أصابتهم قشعريرة الفقد الرهيب للوظيفة بالصالح العام هادم الوظائف واللذات ومحطم الخدمة العامة لنتوءات ومشرد العاملين والعاملات ومشتت الجماعات,فرجف عصبهم ووجف قلبهم وجفَ ريقهم وحتى لايخيب فألهم جعل البعض منهم يتهامسون ويتغامزون ويتلامزون على أي جناح يرسون ويبقون ويؤيدون فبدأوا يتسللون حتى لا يفلسون وهم المفلسين يوم الدين. وهنا كنت قد حكيت قصة صديقي المفلس هذا ذلك اليوم حينما كان يهم أن يسقط مثل تلك السقطة الأولى العمياء ويتم تحوره الوراثي الجيني بكامله ويقع مثل تلك الوقعة ويسقط هذه السقطة الداوية الثانية الإنتقالية الخطيرة فنصحناه أن يبعد عن الشر ويغني له عسى ولعل تسلم الجرة ولا يسقط مثل هذا السقوط الشنيع وتغفر له الثورة هفواته ونزواته والله أعلم وتنجيه من سوء ختام ملاقيهم وينتظرهم وأصبح قريباً جداً بإذنه تعالى. فدولة الظلم ساعة مهما طالت ودولة العدل إلى قيام الساعة. وها قد جاء أوانها وأزف وغداً سوف يحين وقت الحساب، فليزيدوا أوار إشتعال نيران الإنتفاضة المباركة وتدور عجلة إنتفاضة الحرية والإنعتاق من قيود الديكتاتورية الهتلرية الموسولينية الإنقاذية الدينية البغيضة، وإن غداً لناظره قريب فإن دولة الظلم ساعة وقد مضت إلى مزبلة التاريخ. والله أكبر والعزة للسودان والله أكبر والعزة للشعب الأبي والله أكبر والعزة للثوار ولانامت أعين الجبناء. abbaskhidir khidir [[email protected]]