ما الذي تريد أن تفعله قيادات الحزب الاتحادي الديمقراطي بهذا الحزب العريق بإصرارها علي الاستمرار في المشاركة في النظام الشمولي في تحد وتجاهل تام لرغبة الغالبية العظمي من كوادر الحزب و قياداته الوسيطة وجماهيره العريضة. هل غاب العقل؟ وهل غابت الحكمة؟ أم أن المصالح الذاتية ألضيقه قد تغلبت علي مصالح الوطن وشعبه المقهور والمغلوب علي أمره والذي يتعرض للتشريد المنظم، ولأقسى أنواع البطش والإرهاب ، وتردي أحواله المعيشية إلي درجة أصبح معها أكثر من 90% من سكان السودان يعيشون تحت خط الفقر. وتقوم الحكومة ومليشياتها بارتكاب أفظع الجرائم الإنسانية في جنوب كردفان والنيل الأزرق حيث يتعرض المواطنون الأبرياء للقتل بالقنابل، وتحرق قراهم ومزارعهم وتمنع عنهم الماد الغذائية لقتلهم جوعاً، بينما يعيش الملايين من المشردين في الملاجئ داخل وخارج السودان. يحدث كل هذا من قبل العصابة الحاكمة ورغم ذلك تصر قيادات الأصل علي الاستمرار في المشاركة بينما يستمر التشرذم وسط الفصائل غير المشاركة، فلا زال كل فصيل يتمسك بهياكله وقيادته بينما الواجب الوطني وفي هذه المرحلة الدقيقة يتطلب حل كل الهياكل والقيادات وتشكيل قيادة مشتركة، والانضمام ككتلة واحدة إلى قوى الإجماع الوطني فهذا هو مكان الحزب الطبيعي فحزبنا طال تاريخه كان الرائد وكان القائد في مثل هذه الظروف التي تمر بها البلاد. فلماذا لا نلعب هذا الدور الآن خاصة أن السيد الصادق المهدي ما زال في تردده المعروف وما زال الترابي يتحدث ويصر على المرجعية الإسلامية مما عطل عمل المجموعة في إصدار إعلان دستوري. لقد قدم حزبنا تضحيات كثيرة من اجل إسقاط النظام واستعادة الديمقراطية، وحمل الكثيرون أرواحهم علي أكفهم فداءً للقضية، مقدمين أرتالاً من الشهداء إيمانا منهم بقضايا شعبهم العادلة فكيف يأتي البعض اليوم لكي يفرضوا علي الحزب تغيير خطه السياسي 180 درجه بالمشاركة في النظام الشمولي ثم الإصرار علي الاستمرار في هذه المشاركة رغم انه قد ثبت للقاصي و الداني أنها لم تكن أكثر من مشاركة ديكورية حققت بعض المصالح الذاتية لأفراد قلائل شاركوا في مغانم السلطة و الثراء دون ممارسه حقيقية للسلطة، فلازال المؤتمر الوطني يسيطر سيطرة تامة علي السلطة وعلي كل مفاصل الحياة السياسية والاقتصادية. لقد عقدنا أمالا كبيره علي بروز الحركة الاتحادية كشكل من أشكال الوحدة ولكنها خطوة دون طموحاتنا، ولا تنسجم مع المرحلة التي انطلقت فيها ثورة النساء والشباب والطلاب بينما نحن جالسون نمارس تلك الممارسات التي أودت بالحزب: الانشقاقات والصراعات وعدم الاتفاق. نأمل أن تتحقق وحدة الاتحاديين الكاملة اليوم قبل الغد حتى يتمكن الحزب من لعب دوره بوضع استراتيجيه لتصعيد العمل الجماهيري بالوسائل السلمية كجزء أصيل في قوى الجماع الوطني من اجل تحقيق مطالب الشعب بإسقاط النظام واستعادة الديمقراطية وتفكيك دولة الحزب الواحد وتأسيس دولة الوطن وإلا فستحل عليكم لعنة التاريخ الذي لا يرحم. ali alhedai [[email protected]]