وحدة الفصائل الاتحادية ضرورة وطنية لا لتطويع الاتحادين..... لا لتمييع القضية الوطنية تلبية لدعوة كريمة من أعضاء الحزب الاتحادي الديمقراطي بمدينة دينفر بولاية كولورادو بأمريكا اجتمعت مجموعة من أعضاء الحزب من مختلف الولايات والمدن الأمريكية ولمدة يومين تصارح فيها الجميع وتناسوا خلافاتهم وبعض هذه الخلافات كانت عميقة ولكن الجميع قرروا أن هذا ليس وقتاً للصراعات والخلافات التي لم تخدم غير النظام والتي أدت إلى إطالة عمره. هذه المجموعة جاءت متحررة من أي نوع من التبعية فكريةً كانت أو تنظيمية أو عصبية، ولذلك كان الجميع أحراراً وعبر كل فرد منهم عما يريد قوله بكل حرية. جميعهم كانوا أحراراً يفكرون كما يريدون ، ويقولون ما يفكرون به وسيعملون ما يقولونه بإذن الله. تناول النقاش أزمة الحزب التي اتفقوا على أنها أزمة عميقة تتجلى في غياب الرؤية والإستراتيجية، ومن سيطرة الفرد وانعدام الديمقراطية والمؤسسية وكلها أمور أودت بالحزب وأقعدت به عن لعب دوره الوطني. وجعلته مشلولاً وعاجزاً عن التأثير فيما يجري من أحداث, بل أنه أصبح جسداً بلا روح. ثم جاءت الطامة الكبرى وجريمة العصر بدخول الحزب في مشاركة مع النظام وأصبح ابن السيد رئيس الحزب مساعداً للمطلوب لمحكمة الجنايات الدولية، كما أصبح سكرتيره الخاص مستشاراً في القصر. وتأتي المشاركة في الوقت الذي يعاني فيه الشعب السودان من الجوع والقهر ويفتقر إلى أبسط مقومات الحياة، الخبز والسكن والعلاج والأمن ويفتقر إلى الحرية حيث لا تزال السلطة الفاشية تمارس القمع والبطش. تناقش المجتمعون بصراحة الاتحاديين المعروفة في الماضي والحاضر والمستقبل وكان اجتماعهم بحق انتفاضة وثورة حقيقية ضد المركزية في الحزب وضد الممارسة الحزبية الخالية من الديمقراطية والتي أدت الى تشرذم الحزب الى فصائل متعددة. وكان الاجتماع أيضاً انتفاضة ضد الذين خرجوا لأسباب موضوعية ولكنهم عجزوا وفشلوا في توحيد أنفسهم. ومثّل اجتماعهم عودةً لمنصة التأسيس فنحن الآن لا نملك حزباً وإنما يافطات أصل، ومسجل، وموحد، وهيئة عامة، الخ وقد خرج حزبنا ولم يعد. وقد أعاد لنا الشباب في دينفر الأمل في إمكانية استعادة حزبنا على أسس حرية الفرد، والديمقراطية والمؤسسية بعد أن نال منا الإحباط وفقدان الثقة والأمل. جاء الاجتماع رداً عملياً وصفعة قوية لمحاولات تطويع الاتحاديين وتمييع القضية الوطنية. وقرر الجميع الوقوف بصلابة أمام هذه المحاولات بالعمل على تنظيم الاتحاديين المعارضين في كل مكان وستكون البداية عقد مؤتمر للحزب في أمريكا وبعده عقد مؤتمر للاتحاديين في الخارج وستعمل المجموعة مع الفصائل المعارضة في الداخل للتوحد في جسم واحد بعيداً عن السيطرة فرديةً كانت أو جماعية. لقد كان هذا الاجتماع تسجيلاً للرفض للمشاركة ومحاولة لتحويل هذا الرفض إلى صمود وسيتحول الصمود هذا إلى انتصار بإذن الله لتحقيق هدفنا المتمثل في خلق الحزب الاتحادي الديمقراطي حقيقةً لا مجازاَ وإسقاط النظام الذي ارتضى البعض اللحاق بما تبقى فيه من امتيازات والتمرغ في وحل فساده. ومهما حاول هؤلاء إقناعنا بأن هناك اتفاق على أجندة وطنية فلن نقتنع لأنه لا يوجد اتفاق ولأنه لم يحدث نقاش حول قضايا وطنية وكل ما تم توزيع لبعض المناصب ونيل لبعض الامتيازات ونتحداهم أن يبرزوا لنا ما توصلوا إليه من اتفاق حول القضايا الوطنية. وكما يقال "إذا ما توفرت العزيمة فلن تنعدم الوسيلة" وقد عزم الاتحاديون في دينفر وقرروا البدء في مسيرة صناعة الحزب ومن الله التوفيق فهذا واجب أخلاقي ووطني وديني بعد أن قرر البعض التخلي عن النضال والدخول في النظام. وسنظل متمسكين بأهدافنا مهما صعُب تحقيقها ومهما طالت مسيرتها. وفي الختام أستميح شاعر الشعب محجوب شريف عذراً وأستعير من قصيدة له بتصرف حنبنيه البنحلم بيه يوماتي حزب واحد ...حزب عاتي وديمقراطي. ومن الله التوفيق الثالث من يناير 2012 ali alhedai [[email protected]]