حثت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون جنوب السودان والسودان يوم الجمعة على إنهاء نزاع نفطي جعل البلدين على شفا الحرب وذلك خلال زيارة قامت بها لجوبا هي الأولى منذ انفصال جنوب السودان قبل عام. وجاءت زيارة كلينتون بعد ساعات من انتهاء مهلة وضعها مجلس الأمن الدولي للسودان وجنوب السودان لحل قائمة طويلة من النزاعات بدءا من أمن الحدود وانتهاء بمدفوعات النفط. وأصبحت الدولتان على شفا حرب شاملة في ابريل نيسان بعدما تصاعد القتال على الحدود في أسوأ أعمال عنف منذ انفصال جنوب السودان بموجب اتفاقية أبرمت عام 2005 وأنهت عقودا من الحرب الأهلية مع الخرطوم. ولم تتضح الحدود بين البلدين بعد الانفصال وكذلك المبالغ التي يتعين على جنوب السودان الذي لا يطل على أي بحار دفعها مقابل تصدير نفطه عبر الشمال. ويعتبر النفط شريان حياة لاقتصاد الدولتين. وقالت كلينتون إنه يجب على البلدين التوصل إلى اتفاق بشأن النفط كخطوة أولى نحو انهاء العداء. وسببت جوبا اضطرابا في اقتصاد الجانبين عندما أوقفت إنتاجها النفطي في يناير كانون الثاني لمنع الخرطوم من الاستيلاء على النفط مقابل مدفوعات قال السودان إنها لم تسدد. وقالت كلينتون للصحفيين بعدما التقت بسلفا كير رئيس جنوب السودان لأكثر من ساعة في مكتبه "هذه لحظة حساسة... نحن الان بحاجة إلى جعل هذه الموارد (النفطية) تتدفق مجددا." وتابعت "نسبة من شيء ما أفضل من نسبة من لا شيء" مشيرة إلى أهمية التوصل لاتفاق بشأن النفط. وأضافت خلال زيارتها التي استمرت ثلاث ساعات وجاءت في إطار جولة افريقية تشمل 11 دولة "يجب أن تتوصل الدولتان لتسوية لاغلاق الفجوات المتبقية بينهما." وقال وزير خارجية جنوب السودان نهيال دنج نهيال إن جوبا قدمت "عرضا سخيا" للسودان بدفع رسوم أكبر مقابل نقل النفط ومبلغ 3.2 مليار دولار لتعويضها عن النفط المفقود. وأضاف في مؤتمر صحفي مع كلينتون "نأمل أن يتمكن المجتمع الدولي مع القيادة الأمريكية من إقناع جمهورية السودان بقبول هذا." ويحاول الاتحاد الإفريقي التوسط بين الجانبين لكن المحادثات لم تحقق تقدما يذكر. وقدم كل جانب بعض التنازلات المتعلقة بالنفط لكنهما مازالا بعيدين عن الاتفاق. وتعهدت كلينتون بمواصلة دعم جنوب السودان الذي ساندته واشنطن طوال سنوات المحادثات مع الخرطوم والتي أدت إلى انفصاله في يوليو تموز 2011. من آندرو كوين