في ولاية القضارف بتاريخ 9 أبريل 2012 أعلن حزب الشرق الديمقراطي حل نفسه وانضام 10000 من قياداته وعضويته لصفوف حزب المؤتمر الوطني الحاكم هذا الامر لم يكن ناتج عن فراغ وانما تم كثمرة لسلسلة طويلة وشاقة من الحوار والمباحثات بين قيادات الحزبين وتوج باتفاق مشهود واحتفال ضخم حضره جمع غفيرمن قيادات وقواعد الحزبين تقدمهم الاخ كرم الله عباس الشيخ الوالي السابق للقضارف ويومها كانت الامال عراض في احداث نقلة نوعية وحراك سياسي بناء وهادف لمصلحة القضارف واقليم شرق السودان والسودان عامة عبر هذا الاتفاق الانموذج الذي يعبر عن روح الوفاق والحوار السلمي المثمر وبعد اربعة اشهر مرت سراعا نقف الان لنقييم هذه التجربة الفريدة فمن حقنا ان نوثق لها وكذلك من حق الاجيال التي ستاتي ان تعرف اسباب ومبررات هذا الاتفاق؟ وكيف يمضي الان؟ وماهو مستقبله ؟ ان الاتفاق ارتكز علي مبادي العدالة في قسمة الثروة والسلطة والعدالة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية واحترام الحريات وحقوق الانسان وتنزيل برامج التنمية الشاملة والمتوازنة وحماية الولايات من تغول المركز عليها وفق احكام الدستور هذه المبادي ظل يعبر عنها الوالي السابق والمقال الاخ كرم الله عباس الشيخ وكان ملتزما بها نصا وروحا وبموجبها تم الاعلان عن حل حزب الشرق الديمقراطي كما لا يخفي علي كل مراقب حصيف ان الخلافات الضيقة التي ظلت تعصف بالحزب منذ تكوينه وغياب النظم المؤسسية وانعدام الافق السياسي كانت تمثل سببا اخر لقرار الحل المحصلة التي وصلنا لها بعد الاحداث العاصفة التي مرت علي البلاد واقليم شرق السودان وولاية القضارف علي وجه الخصوص خلال الاربعة شهور التي مضت تؤكد ان كل المبادي التي استند عليها اتفاق الحزبين قد انتفت ونسفت نسفا من جانب حزب المؤتمر الوطني الذي تنكر للاتفاق وانتهك الحريات العامة وحقوق الانسان وحرية الصحافة والتعبير والاحتجاج والتظاهر السلمي حيث يقبع في معتقلات القضارف وحدها اكثر من مائة وعشرون ناشطا سياسيا ومعارض وهناك معتقلون اخرون في البحر الاحمر وكسلا وعطبرة ومدني والابيض وسنار ونيالا والخرطوم وغيرها من مدن السودان ومازال حزب المؤتمر الوطني يمارس سياسة القهر الاجتماعي علي جموع الشعب السوداني وزيادة الاسعار والغلاء والفساد الفاحش والفوضي الاقتصادية وانهيار الخدمات الاجتماعية في الصحة والتعليم وغياب التنمية وانتهاك الدستور الذي اكتتبه عن نفسه بقمط الولايات حقوقها ومستحقاتها ومصادرة صوتها الانتخابي الذي زوره اصالة بقرارات اقالة الولاءة كما في حالتي والي القضارف ووالي جنوب دارفور وتقسيم ولايات دارفور وكذلك قمع التطلعات الثقافية للبجا وبقية الشعوب السودانية واستنادا علي هذه الحالة البائسة التي وصلنا لها نري ان الاتفاق لم يعد قائما ويتحمل وزر نقضه حزب المؤتمر الوطني الذي نفكر جديا بالانسلاخ عنه بنحو 753 شابا من خيرة الشباب وخيراتنا مفتوحة اما بالانضمام لحزب مؤتمر البجا او تكوين حزب جديد. والله ولي التوفيق المهندس / خالد ادريس نور (ابولجين ) http://abulojain.jigsy.com/ http://abulojaina.blogspot.com/ Khalid Edris Noor Mohmmed Ali Abd Elgader [[email protected]]