مدير شبكة مدونون سودانيون بلا حدود [email protected] كثير من الروايات و القصص سمعناها و قرأناها عن مقاهي مدينة ام درمان و كيف كانت تمثل زخماٌ كبيراٌ في وقتها و ملتقي لعديد من نجوم و ادباء المجتمع ..حيث كانت تقام فيها جلسات سياسية و ادبية و في كل امور الحياة افرزت كثير من الافكار و التجارب النيرة ساهمت في اثراء فكر روادها. كنت تجد في تلك القواهي ركن للفنانين فيه افذاذ من مبدعي ذلك الزمان يتسامرون و يتناقشون و تجد السياسين بمختلف توجهاتهم الحزبية و تجد الادباء و الكتاب و تجد الرياضيين ..الاحاديث و الحوارات التي كانت تدور بين رواد القهوة اسهمت بصورة كبيرة في زيادة الوعي و اثراء النقاشات لكثير من الناس لان القواهي كانت قبلة لكل فئات المجتمع من عامل الاوسطة الي كبار الادباء و السياسين . من اشهر القواهي التي قرات عنها كانت حول بوسته ام درمان و المحطة الوسطي- سوق ام درمان- منهم "قهوة ود شديد" "قهوة يوسف الفكي " قهوة السماني " " قهوة الاغا" و "قهوة مهدي حامد" المقاهي بشكلها القديم اندثرت منذ مدة و صارت من قصص اهلنا الكبار يحكونها و كأنها من فصص ألف ليلة وليلة ..و لم اعرف أو اقرا الاسباب الحقيقة التي ادت لاندثار ثقافة قواهي ام درمان و عدم اهتمام المجتمع بأستمرارها ,ربما قد تكون بعض الاحداث السياسية في العقود الماضية قد عملت علي تجريمها ووقوفها . الخواء الفكري و الادبي الذي يعيشه كثير من شباب الجيل الحالي قد يكون واحد من اسبابه عدم توفر قواهي كقواهي ذلك الزمان – و ساهم ذلك الفقدان في عدم تلاقح و تطور الحركة الادبية و الثقافية و قلة الانتاج مقارنة بالمنتوج في العقود الماضية .