إذا جاء زمن فتح فيه سقف الرأي والرأي الآخر بدون وصاية ، أو تقديرات سياسية آحادية الرؤية والتفكير ، سأكتب سلسلة مقالات عن زمن جمال الوالي في الوسط الرياضي ، وهو بكل تأكيد ليس زمنا جميلا ، وقد يخالفني هنا اصحاب التقاطعات والمصالح الذين يمكن أن ألخص وضعيتهم في جملتين ( اين كانوا؟ وأين صاروا؟) . واحدة من الإشكالات الكبيرة في الإدارة بصفة عامة ، وإدارة المؤسسات الرياضية بصفة خاصة غياب المؤسسية وسيطرة (الفرد) بإ حكام قبضته علي المؤسسة ، ويظهر ذلك من خلال تواجده (الممل) في التفاصيل اليومية في الأندية، فنحن نقرأ يوميا عن تواجد الرئيس (الفرد) في تفاصيل ، تفاصيل فريق كرة القدم ( الوالي في تدريب المريخ) .. (البرير يخاطب اللاعبين) هذا غير أخبار حوافز اللاعبين التي تفضح التكوين الفكري الإداري المتواضع للغاية عندنا . علي المستوي الشخصي عندما أقرأ مثل هذه الأخبار أشعر أنني في حفل عرس يستعرض فيه أحدهم قدراته المالية وهو يرمي (النقطة) علي الفنانة التي أحيت الحفل . وكأن هذه الأندية بدون لوائح تحدد بوضوح حافز الفوز وفق التعاقدات التي تمت مع اللاعبين وغالبيتهم (وطنيين وأجانب) محترفين . سقت هذه المقدمة لأقدم إشارات عن حجم الإنهيار الإداري الذي تعيشه أنديتنا وعلي رأسها الناديين الكبيرين (هلال مريخ) ، لذا عندما قرأت البيان الذي اصدره مجلس إدارة نادي المريخ أمس الأول حول الأحداث الدامية التي شهدها لقاء الفريقين الأخير وصلت إلي قناعة أننا نحتاج أولا (لمحو أمية) هؤلاء الإداريين وإلحاقهم باكاديمية تقانة كرة القدم ليتعلموا (ألف باء) إدارة . البيان المذكور هو في تقديري (بيان للفتنة) ، كان يفترض أن يرتقي لمستوي الحدث وخطورته ، بدلا من التقسيم (حقي وحقك) لو كانوا كما يدعون مبادرين بنزع فتيل الإحتقان بين الناديين في بداية الموسم ، فماذا كان رد فعلهم عندما حدثت كارثة أستاد الهلال في بطولة الكنفدرالية الأفريقية ، هل إعتذروا عن مابدر من جماهير النادي من تحطيم لكراسي الاستاد؟ هل ذهب وفد من المجلس لمجلس الهلال شاجبا ومستنكرا ماحدث؟ ليؤكد أولا حسن النية ، وثانيا أنه كبير بفهمه الإداري وقدرته علي التعامل مع الأحداث . المصيبة أن بيان (الفتنة) ، وبدلا من أن يدين كارثة أستاد الهلال برر الشغب بطريقة لاتخرج من إدارة لفرق الناشئين ، فقد أوردت الفقرة التالية من البيان مايلي : ( لقد كنا نتابع وللأسف الشديد الحملة المنظمة والمعلنة والتي كانت تحرض جماهير الهلال لتخريب أستاد المريخ كرد فعل لما حدث بأستاد الهلال خلال مباراتنا في الكنفدرالية والتي حدث فيها بعض التخريب كرد فعل للظلم والتجني الذي مارسه الحكم في تلك المباراة علي فريق المريخ ) إنتهي، لا إعتقد أن هذا مجلس إدارة، فقد قدر أن ماحدث بأستاد الهلال (بعض التخريب) و(رد فعل للظلم والتجني الذي مارسه الحكم) ، مع التأكيد علي ملاحظة أنه لم يدن ماحدث في استاد الهلال وبرر له وكأنه يعطي جماهيره الضؤ الأخضر (لبعض التخريب أو كل التخريب) طالما أنهم شعروا بظلم وتجني من أي جهة ، وقد تكون هذه الجهة حكم المباراة أو جمهور الفريق الخصم . أليست هذه الفتنة؟ أليس هو تحريض مباشر لجمهور المريخ (خربوا ودمروا واستبيحوا المكان إذا تعرضتم للظلم والتجني) . بين سطور هذا البيان الخطير المثير ، إذا قارناه جيدا بالدعوات المنتشرة في عدد من المواقع والمنتديات للإنتقام من جماهير الهلال والأستاد في مباراة الهلال وأهلي شندي ، وبعضهم يطالب الضرب بقوة من مباراة اليوم بين الهلال والخرطوم ، سنجد أن مجلس المريخ المدان الأول في حال حدوث أي تطورات في المباريات المقبلة ، بهذا البيان الكارثي الذي إفتقد لأبسط قواعد المعالجة الموضوعية ، والإحتكام للعقل . وجعل من مجلس إدارة نادي المريخ محرضا علي الشغب والتخريب . hassan faroog [[email protected]]