القتال من أجل (الفكرة) ، القتال من أجل ( المبدأ) ، القتال من أجل (الحقوق) ، القتال من أجل (المعرفة) ، القتال من أجل (التطور)، القتال من أجل (المفاهيم) وغيرها أشياء كثيرة ، تحتاج لأسلحة مختلفة في القتال حسب طبيعة الهدف الذي تقاتل من أجله . مدرب الهلال الحالي غارزيتو الفرنسي الجنسية الإيطالي الأصل يقاتل من أجل (القرار)، وهو يعتبر في تقديري إمتدادا للدكتور العالم كمال شداد (مفجر ثورة المفاهيم الرياضية في السودان) ، الذي فرض في فترة توليه حكم الإتحاد السوداني لكرة القدم ، هيبة الاتحاد وشخصيته علي الكرة السودانية في مواجهة كم هائل من التخلف والفوضي والعشوائية الضاربة في الجذور ، وصارع شداد بقوة وشراسة كل هذه الأشكال والتي لم تتوقف مراكز قواها عند الإعلام و الهلال والمريخ اللذان ظلا يتحكمان لسنوات طويلة في إدارة الكرة السودانية وفق رؤيتهما وصراعاتهما وتقاطعاتهم ومصالحهما ، ولكنها إمتدت إلي صراعات أكثر قوة وشراسة مع الحكومة ، ونجح شداد بدرجة ممتاز في إيقاف محاولاتها المتواصلة لفرض وصايتها علي إستقلالية الرياضة وأهليتها وديمقراطيتها . ونجح بإمتياز يفوق الوصف في إستئصال تمدد الأندية (الهلال والمريخ) ووضعها في حجمها الطبيعي ، يد الإتحاد عليها، وتخضع لمنظومته، ورغم أن الرجل محسوب علي الحزب الحاكم ، إلا أنه لم يهادنه ، ولم يجامله ، ولم يتنازل له عن أي حق من حقوق الرياضة ، وظل نموذجا للدفاع عن مكاسب الحركة الرياضية ، وعلي رأسها إستقلاليتها وأهليتها وديمقراطيتها ، وخاض في مواجهة السلطة حربا لا هوداة فيها ، إنتهت بإنتصار داوي ومكسب تاريخي ، عندما أجبر السلطة في الإنتخابات الأخيرة علي الرضوخ ، لقرارات الإتحاد الدولي (فيفا) بالإشراف علي الإنتخابات ، وإبعاد الأجسام الحكومية ممثلة في المفوضية الإتحادية ، التي لم يتعد دور بعض أعضائها المشاركة في فرز الأصوات بصفتهم الشخصية وليس العملية ، بينما إكتفي رئيسها في ذلك الوقت الريح وداعة الله بالجلوس في مقاعد المتفرجين يتابع إشراف مندوبا الإتحاد الدولي علي الإنتخابات ، ولم يتوقف مكسب شداد التاريخي عند هذا الحد ، ولكنه إمتد لنظام الإتحاد الأساسي الذي شطب منه الإتحاد الدولي كل الأجسام السياسية وإلي الأبد، سواء كان المفوضية إتحادية أو لجنة التحكيم الإتحادية ، وهو ماعجز الإتحاد الحالي عن كشفه للرأي العام ، رغم أنه ، يستحق الإحتفاء به ، لأنه المكسب الأعظم للحركة الرياضية ، والضمان النهائي بعدم تدخل السلطة السياسية في العمل الرياضي ، أما لماذا لم يحتف به الإتحاد الحالي ؟ سأعود إليه لاحقا بالتفصيل . عندما أقول أن غارزيتو إمتداد لشداد ، رغم إختلاف الموقعين ( مدرب فريق ورئيس إتحاد الكرة) ، لأنه يقاتل أيضا ضد مفاهيم بالية وفوضي وعشوائية ضاربة في الجذور ، يحتاج إستئصالها إلي شجاعة ، وقوة شكيمة ، وإحترام للنفس ، وقدرة علي إتخاذ القرار ، وهي صفات تتوفر في (الملك) غارزيتو ، ونجح إلي ماقبل (رحيله) لأنه أصبح مسألة وقت في تقديري ، نجح نجاحا باهرا ، في فرض شخصيته وبالتالي فرض قرار علي الجميع ، وعلي رأسهم (هيثم مصطفي) ، وهيثم عندي في هذه اللحظة (حالة) وليس شخص ، وهو يدفع ثمن التربية الخاطئة التي ترباها كلاعب في الهلال، فقد تربي هيثم علي أنه صاحب قرار نافذ ، ويسري علي الجميع بسبب ضعف الإدارات ، التي مكنته من (السيطرة) مع العلم أن واحد من الأسماء التي إشتهر بها هيثم وسط اللاعبين منذ زمن طويل (سيطرة) ، لذا كان من الطبيعي أن يحدث هذا الصدام العنيف بينه ، وبين مدرب يحترم عمله ، ويحترم نفسه ، ولايفرط في قراره ، لا لهيثم ولا لغير هيثم ، وهو مالم يستوعبه اللاعب حتي الآن ، ولن يستوعبه . لأنه مازال يعيش في (كهف) السيطرة . أصحي ياكابتن ، وواكب مايحدث حولك ، لأنك قد تصبح في يوم ما مدرب ، ولن تقبل عندها أن ينازعك لاعب في قرارك النهائي . hassan faroog [[email protected]]