فيما مضى ، كان بعض تلاميذ الابتدائي في بعض الدول يمارسون سلوكاً عجيباً في يوم توزيع نتائج الامتحانات حيث كانوا يقبضون على صاحب المركز الأول ويعطونه علقة ساخنة بينما يزفون صاحب المركز الأخير أو الطيش كما يسميه السودانيون في موكب ضاحك إلى بيته وهم يبتسمون في وجهه ويهتفون له بإعجاب شديد: الطيش الطيش عند الله يعيش! ومن الملاحظ أيضاً أن كثير من المسابقات العالمية الهزلية تتبنى نفس الفكرة حيث يتم تقديم ما يُعرف بجوائز المغفلين لأصحاب الأداء الأسوأ وهي جوائز تافهة تمنح عادةً للخاسرين على سبيل الدعابة والتهكم! من المؤكد أن منح جائزة نوبل للسلام لعام 2012 للاتحاد الأوربي يطرح سؤالاً هاماً وهو: هل يستحق الاتحاد الأوربي الحصول على جائزة نوبل للسلام أم أن حصوله عليها يشكل هزيمة لجائزة نوبل للسلام ويحولها من جائزة عالمية محترمة إلى جائزة للمغفلين؟! بعد الاعلان الرسمي عن منح الجائزة ، خرجت مظاهرات حاشدة في عدة مدن أوربية منددة بمنح جائزة نوبل للسلام للاتحاد الأوربي بسبب فشل الاتحاد الأوربي في تحقيق السلام الاقتصادي والاجتماعي في دول الاتحاد بدليل الأزمات الاقتصادية العاصفة والاحتجاجات العنيفة التي تتعرض لها عدة دول أوربية منها اليونان ، البرتغال وأسبانيا ولأن منح جائزة نوبل للسلام للاتحاد الأوربي في ذات الوقت الذي يقوم فيه حلف الناتو بقصف البلدات الأفغانية وقتل الأطفال في أفغانستان ويتفرج على مذابح الروهينجا في بورما ومذابح الأسد في سوريا ينسف عظمة الحصول على جائزة نوبل للسلام ويحولها إلى مناسبة تهكمية كبرى! أما الكثيرون في العالم العربي فيعتقدون أن دعم الاتحاد الأوربي غير المشروط لاسرائيل هو السبب الأساسي الذي يشجعها على رفض مبادرة السلام العربية والسعي لتقنين الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة بقوة السلاح ولهذا فإنهم يعتبرون منح جائزة نوبل للسلام لعام 2012 للاتحاد الأوربي أكبر مفارقة سياسية في العصر الحديث! في تقديري المتواضع أرى أن الاتحاد الأوربي لا يستحق الفوز بجائزة نوبل للسلام لعام 2012 وكان من الأفضل والأشرف حجب الجائزة إذا لم يُوجد من يستحقها بدلاً من يقوم الأوربيون بمنحها لأنفسهم دون استحقاق، أما إذا كانت جائزة نوبل للسلام قد مُنحت للاتحاد الأوربي على سبيل الدعابة السياسية الثقيلة أي بوصفها جائزة للمغفلين فلماذا لم يتم منح جائزة نوبل للسلام لعام 2012 لجماعة طالبان التي فجرت رأس طفلة باكستانية لتشجيعها تعليم البنات أو لجماعة بوكو حرام التي جعلت قتل الأبرياء حلالاً في نيجيريا؟! sara abdulla [[email protected]]