جلست كثيراً لإختيار عنوان مناسب يعبر عن حدث الأمس أو قل مصيبة الأمس أو قل كارثة الأمس فكل الصفات المهولة للحدث تلفق بما حدث هناك ليلة الثلاثاء 23 / 10 / 2012 وسنوثق للذكرى والتاريخ وللأجيال القادمة حتى يتعظوا ولا يسكتوا على خطأ مهما كان صغيراً .. المهم لم أهتدي لعنوان يشبع هذا الموضوع غروراً .. فتارة أقول شاهد عيان وتارة أقول الإنفجار العظيم وتارة أقول الإنفجار المرعب وتارة أخرى أقول إنفجار اليرموك الغريب.. وفى الآخر آثرت إختيار شاهد ماشافش حاجة فكلما سنقوله سنجد فى البيانات الرسمية والمؤتمرات الصحفية النقيض تماماً وحادث مقتل عوضية فى منطقة الديم خير شاهد على مانقول عندما تراجعت الصحافة عن مانشيتاتها المضللة وعندما تراجعت الشرطة عن بيانها الأول .. فالحقيقة هي الحقيقة .. ماحدث فى تلك الليلة من رعب دخل فى نفسي ونفس أسرتي كان رهيباً حق وحقيقة .. فجأة ومن غير مقدمات عندما تهتز الأرض من تحتك ويتخبط الجدران وتسمع صراخ أطفالك .. ماذا تظنون بهذا الإحساس المؤلم .. هذا الإحساس المخيف والمرعب .. فكل جنوبالخرطوم شيباً وشباباً وأطفالاً وشيوخ ومرضى وكهول ومعاقين خرجوا رجالاً وعلى كل ضامر بحثاً للنجاة وهرباً من تلك الإنفجارات التى حدثت بنصف ساعة بعد منتصف الليل بالضبط .. لا تسمع سوى دوي الإنفجار تلو الإنفجار ولاترى سوي الحريق يلتهم الأجواء وكتل الشظايا فى الجو تترقب سقوطها فى أي لحظة فوق رأسك أو فوق رأس أطفالك أو أهل بيتك .. لماذا يحدث بنا كل هذا لماذااااااااااا؟ لماذا يفعل بنا أولي الأمر كل هذا .. ماذا نقول لأطفالنا عن هذا الخوف الذي ألم بنا وعيونهم تترقب خوفنا ويترجمونه صراخاً فهم لا يملكون شيئاً سوى الصراخ .. فقط الصراخ !! ياترى ماذا كان سيحدث لنا لو كان هناك فى تلك المنطقة السرية التى لانعرف عنها شيئاً سوى إنها منطقة تصنيع حربي ومنطقة عسكرية ممنوع الإقتراب منها والتصوير .. أين فى وسط منازلنا ووسط سكننا ووسط مدينتنا تخيلوا معي لو كان هناك قنبلة بعيدة المدي أو قل قنبلة تفجر 20 كيلو متراً فى كل إتجاه 20 كيلو فقط .. تخيلوا !! حينها كنا نحن وأطفالنا وأملاكنا وجميع الخرطومجنوب فى خبر كان .. والسبب لا ندري أهو إهمال أم متعمد مع سبق الإصرار والترصد .. لا نريد أن نعرف سبب الإنفجار فما رأيناه كافي لمعرفة حقيقته فهو لايخصنا من بعيد أو قريب ولا نريد أن نعرف من هو السبب ولا نريد أن نعرف الجهة التى قامت بهذا الفعل ولا نريد تطمينات ولا نريد بيانات ولا نريد مؤتمرات صحفية .. لانريد منكم شئ بعد الذي حدث سوى إبعاد مصنعكم الحربي هذا أو مخزن زخيرتكم هذا عن عقر دارنا وأذهبوا به حيث شئتم فأرض السودان واسعة وصحاريه واسعة وجباله كثيرة وممتدة فقط أبعدوا عننا وأبعدوا أسلحتكم وزخيرتكم من بيوتنا واطفالنا وأهلنا فنحن لسنا حراساً لكم ونحن لسنا جزءاً مما تفعلون .. فنحن لانعلم مايحدث هناك ولانريد أن نعلم فقط نريد أن يعيش أطفالنا فى أمن وأمان .. فنحن جميعاً وكل من رأى ذلك الرعب .. ( شاهد ماشافش حاجة ) .. فقط بالله عليكم أبعدوا عننا هذه القنبلة الموقوتة التى ستنفجر فى أي لحظة فوق رؤوسنا إن كانت فى قلوبكم ذرة من رحمة الرحمن.. وألف سلامة وقدر الله ولطف .. ولكم ودي .. الجريدة [[email protected]]