من بعد ان آل المجلس الاعلي للاستثمار الي الدكتور مصطفي عثمان طبيب الاسنان؟والدبلوماسي المخضرم المصقول بتجارب سنين الدبلوماسية في المنطقة العربية متنقلا في كواليس السياسة السودانية وزيرا ثم مستشارا للرئيس ، اما الان فإنني أتمني علي الدكتور مصطفي بخلفيته الدبلوماسية استثمار خبراته الطويلة لجذب الاستثمار الي البلد ومد جسور التعاون مع دول جوارنا وعمقها الاستراتيجي وان يحاول جاهدا ويواصل الجهود المضنية في محاولة رفع ما وصم به السودان من عدم استقرار، وتغيير شروط الاستثمار وتقليل عوائد الدولة من ضرائب أثقلت كاهل المستثمرين هربت بسببها فرص استثمارية قوية كان من الممكن ان تضع البلد برمته في مقدمة دول المنطقة المؤهلة للاستثمار ولا يخفي علي القارئ الكريم مدي توفر الامكانيات الضخمة الغير مستغلة في البلد وعليه خلق بيئة صالحة لجذب راس المال الخليجي، ولكن انعدام وضوح الرؤية السياسية للدولة في المقام الاول والأخير وبريوقراطية القائمين علي امر هذا الجهاز ضف لذلك عدم وجود الكادر المؤهل لقيادة أركان حرب جهاز الاستثمار واكثر من هذا وذاك فموظفي ومدراء فروع الاستثمار في الولايات ينقصهم الكثير من خبرة التفاوض مع المستثمر واخص بالذكر اذا كان المستثمر اجنبيا فهو يعامل علي انه جاء البلد خالي الوفاض ويتامل نهب خيرات البلد الكامنة في ارضه ، وعليه ان يعمل جاهدا ويخسر حر ماله ثم يطالب بدفع العوائد والضرائب والمحصلة هروب راس المال السوداني قبل الخليجي فأموال السودانيين ترعي وتنموا في ( اثيوبيا - وجنوب السودان - دول المهجر ) اما الخليجيين فزرعوا العلف حتي في امريكا الجنوبية ( البان المراعي ) ومزارعي السعودية وصلوا حتي كمبوديا. اما علم أصحابنا في وزارة الاستثمار ان راس مال التاجر لا يفرط فيه ولا يرمي بل يحسب له كل صغيرة وكبيرة وتعمل له الدراسات والاحصاءات وتعاد الحسابات بكل دقة وهو يحسب كل خطوة وقبل اي معاملة يقيس التاجر ويفاضل ويفاصل حتي تتضح له الرؤية ويستفيد من تجارب الاخرين الذين سبقوه في هذا المضمار ( وأصحاب التجارب من الخليجين لا تحص ولا تعد ) من عليه اعادة الحسابات وفتح الدفاتر القديمة تلك مهمة طبيب الأسنان عليه ان يراجع ملفات المرضي القدامي في وزارة الاستثمار وان يسنن أعمارهم ويحاول معرفة ( ضرس من هذا الذي خلع وكان من الممكن ان يرمم وتعمل له حشوة ) عليك يا دكتور نعول كثيرا في فتح ملفات رؤوس الاموال التي هربت من السودان وتقييم الشروط القديمة للمستثمر ومد جسور تعاون حقيقية مع الجهات الحكومية التي إعاقت ومازالت تعرقل خطي المستثمرين منها ( الجمارك - الضرائب والعوائد - الكهرباء الخ الخ) ان التضارب الاعمي في أركان السياسة السودانية دليل واضح لانعدام الرؤية وقد اشتكي منه ( كرتي )وزير الخارجية قبل ايام علي مرأي ومسمع من العالم وكان الرجل علي النقيض التام من سياسة دولته وأظهر وإبان ان للدولة سياسة وساسة يعملون في الخفاء وتمتد أصابعهم في الظلام محطمة آمال الامة شلت يمينهم ولبئس ما يفعلون . وقع وزير الزراعة المتعافي مع وزير الزراعة السعودي بالغنيم اتفاقية اطارية لدعم الاستثمار الزراعي والحيواني والسمكي السعودي في السودان عقب التوقيع وجه المتعافي الدكتور مصطفي اسماعيل لتزليل الصعاب اما المستثمرون السعوديون وفتح الآفاق لهم نحن نستبشر خيرا في الاتفاقية مع إلمامنا التام بإمكانيات المملكة الضخمة في هذا المجال ضف لذلك أزمة الغذاء العالمية وموجة الغلاء المستفحل علي مدخلات انتاج الأعلاف مما إدي الي ارتفاع اسعار اللحوم بكافة أنواعها من الممكن ان يستفيد السودان من هذه السانحة لو صدقت النوايا واخلص القائمين علي امر الزراعة ووزارة الاستثمار السودانية، تلك فرصة عظيمة للسودان ليس بالآمال فقط تحي الاتفاقات انما بالعمل وصدق النوايا وتسهيل امر الاستثمار وتيسير الشروط لهم وفتح آفاق التعاون الجاد. اخيراً عليكم يا دكتور بالاستفادة القصوي من تجربة المغتربين السودانيين والاستفادة الكاملة من علاقاتهم وتوظيفها في جذب الاستثمارات هنالك من ابناء السودان من يمكن ان يستفاد من علاقاته في دول الخليج ومنهم من له باع طويل وحظوة حتي عند صانعي القرار في طول الخليج ولا تستهينوا بقدرات الرجال نظموا مؤتمرا ( استثمار المغترب ) وصاحبنا الدكتور ( كرار التهامي) يعرف قدر هؤلاء النفر من ابناء السودان والقائمة طويلة علينا الابتعاد عن الفئوية والحزبية فهي بلاء عظيم وشر كبير علي امتنا. أعود واكرر علي الدولة ان توضح رؤيتهاالسياسية بالأفعال والأقوال وان لا تغفل الحبل علي القارب حتي لا يتمكن اصحاب المصالح الضيقة من تنفيذ مخططاتهم علي حساب جسد الامة المنهك وان تبعد طريق الاستثمار عن الوسطاء والسماسرة الذين استشرت سطوتهم وطال باعهم ومدوا جسور من العراقل علي المستثمر القريب قبل البعيد . والله من وراء القصد . Hater Ahmed [[email protected]]