هنا نقصد الشريط الواقع شمال دنقلا حتى دال وهي المنطقة الغنية بثروة الذهب والمعادن والجبال الجيرية التى تستخدم فى صناعة الأسمنت وغيرها من المعادن التى تستخرج من باطن الأرض وأيضاً تم إكتشاف بترول بالجهة الغربية من النيل فى ذات المنطقة .. ولكن كما هو معروف لم تطل هذه المنطقة يد التنمية عبر كل الحكومات التى مرت على حكم السودان إلى يومنا هذا .. على الرغم من الغنى الذى تتميز به المنطقة .. من طبيعة وثروة ومياه وأراضي زراعية ومناطق سياحية غنية عن التعريف .. واليوم بعد أن فقدت البلاد الكثير من الثروات بعد إنفصال الجنوب إتجهت الدولة وإهتمت بالتنقيب عن الذهب .. وشجعت مايعرف بالتنقيب الأهلي والفردي ودخلت شركات كثيرة فى هذا المجال بعد أن تم إكتشاف كميات كبيرة من هذه الثروة .. والمنطقة النوبية معروفة بهذه الثروة عبر التاريخ .. حتى إسم ( النوبة ) مشتق من كلمة ( نب ) وهو الذهب .. ( والنوبة ) تعني ( أرض الذهب ) ..وكل الحملات والغزوات التى طالت تلك المنطقة عبر التاريخ كان هدفها البحث عن الذهب .. واليوم نرى أعداد كثيرة من المنقبيين فى المنطقة والعدد فى تزايد .. ودخلت شركات كبيرة فى هذا المجال ومعظمها برأس مال قوي ومدعوم .. وعلينا أن نعي ونعرف أن الذهب من الثروات النابضة والغير متجددة وهذا يعني أن أي كيلو جرام من الذهب يؤخذ من تلك المنطقة سيذهب من غير رجعة .. وعلينا أن نعرف أيضاً .. أن معظم هؤلاء المنقبون عن الذهب سيذهبون بمجرد إنتهاء هذه الثروة وسبحثون عن مجال آخر للإستثمار وقطعاً لن يكون فى المنطقة النوبية .. فالواجب يحتم على كل المنطقة ( رسمياً ) و ( شعبياً ) .. التفكير الجدي للإستفادة من هذه الثروة لأقصى حد .. ووضع ضوابط صارمة لهذه الشركات الرسمية والأهلية والأفراد .. حتى لا تهدر هذه الثروة وتذهب لجيوب الخاصة فقط .. فهذه الثروة هى ملك أهل الأرض من السكان الأصليين .. كما كل الثروات الأخرى ( بترول ومعادن ) وينص الدستور على نسبة مقدرة لأهل الأرض .. ولكن هذا فى حالة أن الدولة هي المستفيد الأول ولكن مايحدث اليوم هو أن المستفيد هي شركات خاصة وأفراد .. وفى هذه الحالة على أهل الأرض إجبار كل هذه الشركات والأفراد من دفع نسبة مقدرة من هذه الثروة لبناء مستشفيات ومراكز غسيل كلى وتجهيز غرف العناية المركزة وجلب الأطباء الإختصاصيين وبناء وتاهيل المدارس وبناء خطوط مياه تمتد على طول المنطقة والأهم بناء خطوط للكهرباء وربط المنطقة بالكهرباء القومية .. وبناء مشاريع زراعية تعاونية .. وغيرها .. أما فى حالة السكوت والجلوس على كراسي المتفرجيين وثروة المنطقة تذهب للغير فسيأتي اليوم الذي لا ينفع فيه الندم .. وهذه هى الفرصة الوحيدة للخروج بالمنطقة من شبح التدهور والفقر والمرض والتجاهل .. وكل هذا سيتم بثروة الأرض وهذا حق وليس هبة من أحد .. فأدركوا المنطقة قبل أن ينهب ماتبقى فيها من خير .. ولكم ودي الجريدة [[email protected]] ///////////////