شعرت ومعي الكثيرين من متابعي قناة الجزيرة بالاشمئزاز من الهتاف الذي كان يردده أنصار العقيد الليبي معمر القذافي (عليه رحمة الله) ضد قناة االجزيرة القطرية أبان استفحال الأزمة الليبية ودخول الجزيرة في خط الدعم العلني للمقاتلين الليبيين وضد القذافي بصوره سافرة. وهو بكل تأكيد اشمئزاز أقل بكثير من ذلك الاشمئزاز الذي شعر به الجميع من الطريقة التي قتل بها العقيد معمر القذافي . وقد فعلت أغلب القنوات العربية , وفارقت بذلك مبدأ الحياد والموضوعية الذي تتخذه شعارا وكسبت به ثقه المشاهد العربي أو (الناطقين بها) من أمثالنا. قناة الجزيرة القطرية التي بثت فتوى القرضاوي بقتل القذافي , والتي تدخلت بصوره سافره في مصر واليمن وتونس وسوريا كمناصر للمظلومين من الشعوب العربيه , استغلت صور القتل و أزهاق الارواح الذي مارسته تلك الانظمه لتمرير ذلك التدخل وذلك الانحياز , وقد نجحت في إلجام الالسن والأقلام عن أنتقاد مفارقتها للحيادية وتحيزها الواضح , الا من البعض مثل عبد الباري عطوان الذي أنتقد الجزيره وهي في عز تمردها علي قيم الأعلام متدثره بشعارات حقوق الانسان والديمقرطية. الا أن الجزيرة عجزت من أن تتخذ ذات الموقف من شعوب أخرى كشعب السودان الذي تحصد الآلة العسكرية السودانية أرواح أبناءه وبناته وشيوخه ونساءه صباح ومساء في جبال النوبه النيل الأزرق. كما عجزت عن تقديم تغطية إعلامية بذات الزخم خلال سنوات حرب دارفور التي راح ضحيتها (350,000 ) إنسان وهو عدد يفوق من قامت اسرائيل بقتلهم من الفلسطينيين منذ أن وجدت أسرائيل على سطح الكرة الأرضية و يفوق من قتلوا في تونس وليبيا ومصر واليمن وسوريا مجتمعيين. بل على العكس عملت قطر ومن ورائها الجزيره على ادخال قضيه دارفور في بورصتها التجاره عبر شراء الذمم والذي مورس بصوره واضحه خلال مفاوضات الدوحه بعد أن سمحت للأمن السوداني باستخدام المال السياسي لشق الحركات الدارفوريه , كل ذلك يعتبر تماهي قطري غير متناهي مع القتلة من حكام السودان الذين يلتقون معهم في الأيدلوجية الأسلامية (المفترى عليها) ... (ياأيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين إن يكن غنيا أو فقيرا فالله أولى بهما فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا وإن تلووا أو تعرضوا فإن الله كان بما تعملون خبيرا) النساء 135 عجزت قناة الجزيرة خادمة التوجة الإخواني عن تجسيد معني هذه الأية وشهادة الحق وهي الداعية (بالإدعاء) عبر منظومة الإخوان المسلمين الى تطبيق شرع الله فعن أي شرع تتحدث الجزيرة ومن خلفها القرضاوي ؟... نحن أهل السودان لا نعول على الجزيرة بعد أن تكشف لنا زيف شعاراتها وازدواجيتها السافرة , صحيح أنها استطاعت أن تخدعنا يوما تماما كما خدعنا تنظيم الإخوان (اذهب الى القصر رئيسا , وسأذهب الي السجن حبيسا ) ولكن لن تستطيع خداع كل الناس كل الوقت . فقد تكشفت ازدواجية التنظيم العالمي للإخوان المسلمين , وتكشف كيف أنهم علي استعداد لمخالفه الصريح من القراٌن (كلام الله) دون أن يطرف لهم جفن طالما أن ذلك يخدم مصالحهم ... موقف قناة الجزيرة من ضحايا أخوان السودان خير شاهد على صدق ذلك , فليس هناك أقدس من دماء البشر , وها هي الجزيره ومن ورائها التنظيم العالمي تستخدم الدماء التي سفكها الحكام الذين لا ينتمون اليهم من أجل تمكين الجماعه من السيطرة على تلك الدول , بينما لا تعنيها دماء أخرى طالما أن الجماعه مسيطرة هناك أصلا ... وليس أصدق من دليل علي بيان نفاق النظام القطري و قناة الجزيره من الحكم القضائي الغريب بحق شاعر بسبب قصيدة قالها عن الأمير (سجن مؤبد) , وأمير قطر وقناة الجزيره يعلمون أن ابيات تلك القصيدة واقعية وحقيقية الى حد بعيد . عدم التقيد بالمعايير الأخلاقيه والدينيه , والانحياز الأعمى الذي مارسته ومازلت تمارسة الجزيرة, تشعرك الإشمئزاز , اشمئزاز يجعلك تتفهم ذلك الهتاف الذي رددة أنصار العقيد القذافي يوما, (يا جزيرة يا حقيرة)... مجدي ماكن جوبا magdi mohamed moustafa [[email protected]]