إنفض سامر ( الهرجلان النوبي الثقافي ) فى وادي حلفا .. وسجل فيه .. كل قامات ورموز النوبة .. وكل مثقفو وإعلاميو المنطقة .. غياباً تاماً .. لا بل وسجل فيه أيضا ذات الغياب.. كل المبدعون النوبيون من لدن مكي على إدريس ، كبوش ، عباس عثمان ، دهب خليل ، ابراهيم عبدو ، قطبي هارون و يوسف خيري وغيرهم ..!! وأيضا سجل الذين غيبهم الموت قسراً عن الساحة النوبية ذات الغياب بأعمالهم الخالدة من امثال الفنان القومي محمد وردي والشاعر النوبي العملاق محمد مختار عبدون والشاعر الروائي بندق على الأزهري و حسين ألالا .. أسكنهم الله فسيح جنانه .. وغيرهم الكثيرون من عمالقة الفن النوبي ممن غيبوا عمداً عن هذا ( الهرجلان ) .. كما ذكر لي صديق كان حاضراً ذلك اليوم فى الخرطوم عندما تغني .. المبدع عبد الهادي بأغنية كجبار وخيراً فعل .. رأى ان هناك تملماً من الحضور ..( فهم يمثلون تيار سياسي واحد ) لا بل وسمع أصوات تقول ( تااااااااااااني كجبار ) .. وربما فاجأهم عبد الهادي بهذه الأغنية من على المسرح .. وماعلم أن من سيستمعون له هم من مؤيدي إغراق وتهجير النوبة .. من دنقلا وحتى دال شمالاً .. ومادرى عبد الهادي أن الهرم النوبي مكي علي إدريس ( شاعر كجبار ) رفض المشاركة معهم بعد أن تحول مشروع بناء صالة عالمية فى (دفوفة كرمة) تنشيطاً للسياحة فى المنطقة و تبرعت ( دال قروب ) بالمبلغ مشكورة .. تحول إلى ليالي غنائية فى وادي حلفا بقدرة قادر وتم صرف أموال الصالة ( فى الفارغة ).. ولو وافق حينها مكي .. لما كان مكي الذى نعرف .. ولكن رفض المشاركة رغم المغريات .. !! المهم .. لم تستفد وادي حلفا الحبيبة إلى القلب شيئاً من هذا الهرجلان الذى كان لها منه نصيب ( الغناء والرقص ) .. وادي حلفا التى جنت عليها كل الحكومات السابقة .. بتهجير إنسانها .. وتشتيت اهلها فى كل أنحاء العالم لينعم المصريون بكهرباء السد وتعيش هي فى ظلام دامس وتشريد وظلم وفقر .. هذه هى وادي حلفا التى ذهب إليها بعض أبناؤها ليغنوا هناك غناءاً مدفوع الثمن .. أي نعم تصدقوا ( مدفوع الثمن ) .. دون أي إحساس بالإنتماء ودون أي سابقة تبرع من فرقة مشاركة أو فرد مشارك بقيمة مشاركته ( لمدرسة وادي حلفا ) أو لصالح المستشفي أو غيرها من المرافق المتدهورة رغم أن ميزانية المهرجان أصلها تبرع ولكن سال لعابهم لتقسيم الكيكة بينهم .. وكأن إنسان وادي حلفا كان فى حالة عطش فقط لسماع أصواتهم العذبة .. !! و ظن بعضهم أن إقامة حفل غنائي فى وادي حلفا أو زيارة شواطئها كما فعلوا هو إنجاز للمنطقة وهو كسب .. وظنوا أنهم كافحوا وناضلوا لإقامة هذا ( الهرجلان ) هناك وما دروا وماعرفوا أنهم يسيئون صنعاً .. بهذا ومادروا أن أهلهم هناك ليسوا فى حاجة للترفيه ..فقط وإنما كان الأجدى .. أن يرفهوا كما أرادوا ولكن ياليتهم فعلوا الواجب الحقيقي تجاه أبناء وادي حلفا .. من دعم للمدارس والمستشفيات والكهرباء والميناء وغيرها من المرافق المصابة بالخراب الشامل وأقلها تأهيل ذلك الشاطئ الذى قاموا بزيارته تيمناً بشواطئ بورت سودان التى أحبها أهلها فقاموا بإعمارها والترويج لها .. ولكن (ياريت وياريت ما بتعمر بيت ).. ولنا عودة .. ولكم ودي .. الجريدة [[email protected]]