بسم الله الرحمن الرحيم الله أكبر ولله الحمد بيان مهم من حزب الأمة القومي يا جماهير شعبنا العظيم شهدت جامعة الجزيرة في مدني أحداثاً عنيفة ودامية خلال الأيام الماضية انتهت بالعثور على جثامين أربعة من الطلاب بعد أربعة أيام على اختفائهم وهم الشهداء : الصادق يعقوب عبدالله ، محمد يونس نيل، عادل محمد أحمد حماد ، النعمان احمد قرشي ولا يزال هنالك عدد من المفقودين ، وذلك على خلفية مطالبة مشروعة من أبنائنا بإعفائهم من الرسوم الجامعية ، وهو حق مكفول لهم بنص اتفاقية الدوحة ، وإن غمط ذلك الحق يمثل خرقا جديدا يضاف للخروقات المتعددة للاتفاقية ، إننا ندعو الله أن يتقبل شهداءنا مع الصديقين و الأبرار وحسن أولئك رفيقا . إن الاعتصام السلمي حق مشروع ..كفلته كل الدساتير والمواثيق , ومقابلته بالعنف واللغة العنصرية إجرام كامل وتام بحق الشعب وتماسكه الاجتماعي ، ولن يجد منَا إلا الإدانة الشديدة والتصدي بحزم حتى لا يتكرر مسلك العنف والعنف اللغوي . قطاع واسع من الطلاب يرون أن للأجهزة الأمنية بولاية الجزيرة علاقة بذلك ، والطلاب في اتهاماتهم هذه يستندون على تاريخ حافل من قبل الأجهزة الأمنية و منسوبي حزب المؤتمر الوطني في استهداف الحركة الطلابية و استخدام العنف البالغ ضدها ، كما يستندون على الاعتقالات التي طالت الآلاف من الطلاب و الطالبات منذ 30 يونيو 1989 و إلى غاية الآن و تخللتها عمليات ممنهجة للتعذيب و التنكيل بلغت في مئات الحالات الأذى الجسيم ووصلت حد إزهاق الأنفس والأرواح،بالإضافة إلى الإساءات المعنوية و الإذلال والعنصرية البغيضة. يا جماهير شعبنا العظيم إننا في حزب الأمة نقول بلغ السيل الزبى وما عاد بمقدور طوائف الشعب السوداني الصمت على ما نراه أمامنا من جرائم تقشعر لها الأبدان و انهيار تام للدولة و تعديات تفوق التصور على حقوق الإنسان و كرامته بل وصيانة نفسه التي حرمها الحق عز وجل إلا بالحق ، وما من خيار نراه إزاء كل التطورات خلال الفترة الماضية بما في ذلك الانهيار الاقتصادي و التدهور المريع في وضع حقوق الإنسان وكم الأفواه و تقييد الحريات العامة والصحفية وعزوف حكومة المؤتمر الوطني عن كل دعوات الحوار بشكل جدي هذا إضافة إلى الحروب المشتعلة في دارفور وجنوب كردفان و النيل الأزرق ، ما من خيار سوى رص الصفوف وتوحيد فئات الشعب كلها من أجل وضع حد نهائي لكل ذلك و استعادة الحرية والديمقراطية وصيانة حقوق الإنسان و إقامة دولة المساواة و الحريات و حقوق الإنسان و العدالة الاجتماعية و القانون . يا جماهير شعبنا العظيم هذه الجريمة تضاف إلى جرائم كثيرة غيرها ينبغي عدم السكوت عليها فالصمت أضحى جريمة مكتملة الأركان لا تقل جرماً و ظلماً عن جريمة القتل نفسها و لا يمكن لعاقل و وطني أن يهرب من الاستحقاقات الوطنية والإنسانية الماثلة أمامنا و السبيل أضحى واضحاً أمام الجميع إما حياة كريمة يستحقها هذا الشعب العظيم في كل مكان أو السماح بتدمير هذا الوطن تدميراً كاملاً بسبب هذا العبث و الاستخفاف بالحياة البشرية و إهدار الكرامة و القيم . يا جماهير شعبنا العظيم أننا نطالب بلجنة مستقلة للتحقيق فيما حدث ، وان تؤدى عملها بشفافية تامة تترأسها شخصية محايدة ، ونقترح البروفسير صلاح الدومة ، ذلك حرى، لإقامة العدل ومحاسبة الجناة ، فلكم في القصاص حياة يا أولى الألباب . إننا نعاهدكم ألا تضيع دماء الشهداء و لا التضحيات العظيمة ونعاهد الجميع بالمضي في درب النضال السلمي حتى يتحقق لنا جميعاً وطن يسع الجميع وطن حر يتساوى فيه الجميع مؤسس على العدل و القانون و الحرية . الأمانة العامة لحزب الأمة القومي