كلام الناس *استجابة لقارئات ولقراء (كلام السبت)الذي لم ينتظم لظروف خارجة عن الإرادة أعود إليه اليوم بعد أن قرأت (هترشات ومشاترات ودندنة وطنطنة) الشيخ درويش أحد الكواكب الصحفية الأربعة عشرة المدير العام لمدارس الإرتقاء بالخرطوم بحري الذي يكتبه في (السوداني) كل أربعاء، في الأربعاء قبل الماضي في الفقرة المعنونة(طلقوها عشان صناحها)، وتعقيب الدكتور خالد البلولة في عموده(بعيون مفتوحة)الأربعاء الماضي في (الصحافة)تحت عنوان(الدخان ساونا بلدية). * أعود لكلام السبت الذي خصصته لتناول القضايا الإجتماعية والأسرية والعاطفية رغم التوترات القائمة التي خلفتها أحداث قصف اليرموك والمحاولة الإنقلابية ومطاردة (الخلية الإرهابية) في محمية الدندرواخبار النزاعات المسلحة وتداعياتها على الموازنة العامة وحياة الناس المعيشية وسقوط الطائرة التي بدون طيارفي امدرمان وإلقاء القبض على صقر إسرائيل الإستخباراتي، لإقتناعي التام بأن كل هذه الأخبار المحبطة لا يجب أن تشغلنا عن همومنا( الخاصة) االتي (نسكن) إليها عندما تشتد علينا الهموم العامة. * تذكرون أنني عندما بدأت كتابتي لكلام السبت تعرضت لحالة بعض النساء في بلادي وقلت عنهن أنهن يقتلن أنفسهن ويقتلون أزواجهن معهن، عدا بعض القابضات على عاداتنا السودانية السمحة من دخان ودلكة وبخور(محّوق) وبخور(معسل)، أذكر أن المصريات في ذلك الزمان عندما كنت أقطن في شقة بالعباسية كن يسألن عن سر هذه الروائح العطرة التي كانت تعطركل العمارة،كان ذلك في سنة اولي زواج إبان إبتعاثي لمصر في دورة تدريبية لمدة عام في المؤسسات العقابية بشقيها السجون والإصلاحيات عندما كنت باحثاً إجتماعياً بمصلحة السجون. * للأسف كما قال الشيخ درويش في هترشاته ومشاتراته الذكية أن بعض أسباب هروب الأزواج من زوجاتهم، إضافة لعوامل أخرى متداخلة، هو أن بعض الزوجات يهملن الإهتمام بأنفسهن وأن (بنات اليومين ديل) من المتزوجات طبعا تركن الدخان والدلكة و... الخ من العطور السودانية التي تجعل رائحتهن عطرة طوال اليوم وأصبحن يستخدمن العطورالصناعية المركبة التي يفسدها العرق ولاتكاد تبقى عدة ساعات. * هذا ينطبق أكثر على الزوجات(الأمهات) اللاتي يهملن أنفسهن ويتحججن بالأولاد والبنات ويبدأن في عزل أنفسهن بكامل إرادتهن عن أزواجهن، عدا القلة التي أحسن التعبير عنهن الشاعر المبدع الراحل المقيم ود الرضي عندما قال : ما قالت كبرت وبقيت حبوبه وما خلت بوخته المحبوبة. * صحيح ضاقت البيوت كما ضاقت النفوس ولم تعد هناك مساحة ل(حفرة) الدخان، لكن لم يقف ضيق المكان أمام اللاتي يردن أخذ(بوختهن) من أن يبتدعن وسائل بديلة آمنة للدخان بدون حفرة ، واسالوا الحبوبات والأمهات إن كنتن لاتعلمون. * أعود لكلام السبت وأنا أدرك حساسية تناول مثل هذه القضايا الإجتماعية والأسرية والعاطفية ولكنها تبقى ضرورية ليس للزوج وحده وإنما لتأمين الأسرة التي هي نواة المجتمع وأساس سعادتها مثل بعض ما وهبه الله لنا من إمكانات وخامات ومواد محلية تلطف الأجواء الأسرية والعاطفية.