الشيخ درويش الصحافى الكبير تطرق فى احدى هترشاته بصحيفة «السودانى» لأمر مهم هو عدم اهتمام المرأة المتزوجة بنظافة نفسها، والشيخ درويش التقط الامر من ونسة بين نساء فى واحدة من العيادات، وكن يتحدثن عن اسباب طلاق بنات هذا الزمن، فقالت امرأة لزميلتها «انتى عارفة بنات الزمن ده بطلقوهن ليه؟ الواحدة تلبس بنطلون الجينز وترشح ليها كلونيا وخلاص، وتعالى شوفى العفنة.. او هكذا المعنى، واستشهد من الونسة بامثلة كثيرة والمرجع «السودانى» الاربعاء الماضى». وللحقيقة فإن هذا الامر فى غاية الاهمية، ومن الاسباب الاساسية لهدم اركان الحياة الزوجية، وكثير من بنات الزمن ده انشغلن بالعمل والدراسات العليا واهملن اشياء مهمة اودت ببيوتهن الى الضياع، وانا اعرف رجلاً طلق زوجته دون ان يفصح عن الاسباب، ولكن بحكم التصاقى به وأسرته لم استغرب السبب!! تخيل رجلاً يومياً يأتى إلى داره بعد يوم شاق من العمل، ويجد ملابسه وملابس اطفاله مرمية ومتسخة فى الاسرة؟ تخيل رجلاً «يشحت» من زوجته ان تهتم بنفسها كى يتواصل معها تواصلاً حميماً؟ قطعاً ليس كل اسباب الطلاق ما جاءت به نسوة الشيخ درويش، لكن من الاسباب التى يخجل الناس عن تداولها والخوض فى مضمارها ربما لاسباب اخلاقية واجتماعية، واذا حصل خلاف قد يؤدى للانفصال لا يجرؤ رجل صميم ان يتطرق اليه حتى لا يتهم فى مروءته واخلاقه، لذلك «البيوت اسرار». يحكى أن اميراً خطب امرأة حسناء وجميلة جمالاً لا مثيل له، وتزوج بها، ولكن ما لبث ان طلقها بعد زمن وجيز، واحتار الناس فى أمره، وسأله مستشاره واقرب اصدقائه، فأسر له بالسبب قائلاً: إنها تعانى من البخر الفموى، بالبلدى كدى «خشمها عفن» فصارت مثلاً يستشهد به «لا تعدم الحسناء ذاماً». والإسلام أرشدنا للاهتمام بالنظافة لأنها من الايمان، وهى واجبة على الرجل والمرأة، كما أرشدنا إلى التزين للزوجين «اتزين لها كما تتزين لي»، واعتقد ان الدخان السودانى «ساونا بلدية» وابتكار نسائى لا نظير له.. حكى لى زوج سودانى ان زوجته اهدت لزوجة صديقه المصرى روائح سودانية «دلكة وخمرة وغيرها»، فقال المصرى لزوجته: حظك، فقالت المصرية لزوجها: حظك إنت يا بيه!! والقصة مفهومة. وكثير من اسباب الطلاق تبدو غير معلومة ومهضومة للناس، ويراها غالبية اهلنا ذات ابعاد اقتصادية او سوء تفاهم او تدخل طرف من الاطراف فى خصوصيتهما، لكن هناك اسباب يجهلها الناس، واحياناً من العسير البوح بها، لأنها تدخل فى باب خيانة العشرة بين الازواج. وأرى ان الامهات يلعبن دوراً كبيراً فى ارشاد بناتهن الى الطريقة الصحيحة للمحافظة على بيوتهن، وهناك مثل سودانى يحض على الزواج من البنت التى تحفظ البيت والاسرة «ما تاخد البت البليمة مالك يروح وما تلقى قيمة، اخد بت الرجال لو كانت عديمة، تكرم الضيف على العادة القديمة»، وهناك مثل سوداني يقول الرجل: «شمام ولمام» بمعنى يحب الرائحة الزكية ويحب الاكل الطاعم والنظيف.. «الراجل أمسكيه ببطنه». وانا لا اؤمن بهذا المثل أبداً!! فعلى الزوجة أن تهتم بأمور بيتها ونظافة نفسها. والأمر يحتاج لوقفة جادة من الأسر خاصة الامهات والحبوبات، فى ظل ان الزوجات في العمل والسعى وراء الرزق واهمال ادق تفاصيل الحياة الزوجية، ولذلك يجب أن نهتم قبل الفأس ما تقع فى الرأس والراجل «شماااام».