الشريف الهندي ينهي المعارضة ويعود الى السودان نميري يتخلص من بابكر عوض الله بعد ثلاث سنوات معا سعاد ابراهيم احمد في السجن منذ سنة واشنطن: محمد علي صالح في هذه الحلقة من الوثائق الامريكية عن سنوات الرئيس المشير جعفر نميري، من سنة 1972، بدا نميري يتحول مرة اخرى: سنة 1969، قاد انقلابا عسكريا يساريا، وادخل وزراء شيوعيين في الوزارة. سنة 1970، بدا يتخلص من الشيوعيين بعد ان احس بخطرهم عليه. سنة 1971، قاد الشيوعيون انقلابا عسكريا ضده، لكن فشل الانقلاب. سنة 1972، بدا نميري يؤسس علاقات مع الاحزاب التقليدية. بدأ باجتماع في السعودية مع الشريف حسين الهندي، قطب الحزب الاتحادي الديمقراطي. ثم عودة الشريف الى الخرطوم. ثم اشاعات تعديل وزاري يدخل فيه نميري وزراء من حزب الامة والاتحادي الديمقراطي ... ------------------------ سعاد ابراهيم احمد: التاريخ: 21-3-1972 من: القائم بالاعمال، الخرطوم الى: وزير الخارجية الموضوع: عودة النشاطات اليسارية "منذ السنة الماضية، منذ الانقلاب الشيوعي الفاشل، هدات النشاطات الشيوعية واليسارية. لكن، مؤخرا، عادت الى الاضواء سعاد ابراهيم احمد، من القائدات الشيوعيات، وزوجة رجل اعمال يعتقد بانه، لسنوات كثيرة، كان حلقة وصل في تمويل الحزب الشيوعي السوداني (تعليق: لم تذكر الوثيقة اسمه). بعد ثمانية شهور في السجن، منذ الانقلاب الفاشل، اعلنت، قبل شهر، الاضراب عن الطعام والشراب، وطلبت من حكومة نميري اصدار تهم معينة ضدها، ومحاكمتها على ضوء تلك التهم، بدلا من وضعها في سجن بدون تهم محددة. في نفس الوقت، وزعت منشورات في جامعة الخرطوم، ويعتقد ان عناصر يسارية هناك تريد تسليط الاضواء على موضوع سعاد احمد. وتهدد بالقيام باعمال عنف ضد حكومة نميري. راينا: اولا: منذ ثلاث شهور (كما ارسلنا في تقارير سابقة)، بدات عائلات المعتقلين بسبب الانقلاب الشيوعي الفاشل مظاهرات واحتجاجات، وطالبت باطلاق سراح المعتقلين، او، على الاقل، اعلان امكنة اعتقالهم، والسماح بزياراتهم ثانيا، تحت ضغط هذه التحركات، وافق نميري على اطلاق سراح بعضهم. ثالثا: مظاهرات جامعة الخرطوم هي الاولى منذ اغلاقها قبل سنة تقريبا. ورغم ان المتظاهرين وعدوا بخطوات اكثر جرأة، لا نتوقع ان يحدث ذلك بسبب تشدد حكومة نميري. لكن، على اي حال، يوضح ما يحدث ان هناك معارضة، ولو ضعيفة ..." مبارك عثمان رحمة: التاريخ: 16-3-1972 من: قسم الاستخبارات والبحوث، الخارجية الى: السفير، لاغوس صورة الى: القائم بالاعمال، الخرطوم الموضوع: سفير السودان في نيجريا "حسب طلبكم، نرسل لكم هذه المعلومات عن مبارك عثمان رحمة، سفير السودان الجديد في نيجريا: .. كان قائد القيادة الجنوبية. .. عندما وقع الانقلاب الشيوعي بقيادة هاشم العطا، ارسل له برقية تأييد. في وقت لاحق، قال ان ضباط وجنود القيادة طلبوا منه ذلك. رغم ذلك، اعفاه نميري من منصبه العسكري، واختاره سفيرا. .. درس لفترة في بريطانيا، وعمل لفترة في قسم سري تابع لوزارة الدفاع السودانية. .. ينتمي الى حزب الامة، ويؤيد الصادق المهدي. .. بعد ثورة اكتوبر سنة 1964، عندما حاول الشيوعيون واليساريون السيطرة على حكم السودان، خافوا ان يقود مبارك رحمة انقلابا عسكريا يسلم الحكومة الى حزب الامة. .. في سنة 1967، عندما زاد الخلاف داخل حزب الامة، ايد مبارك رحمة الصادق المهدي. واغضب هذا محمد احمد محجوب، الذي صار رئيسا للوزراء. ويعتقد انه كان وراء نقل رحمة من حامية واو ليصير ملحقا عسكريا في موسكو، واعتبر هذا "منفى" بالنسبة له. .. مبارك رحمة في قائمة "حكام سودانيين متوقعين." نامل ارسال مزيد من المعلومات عنه ... " منصور خالد: التاريخ: 8-4-1972 من: القائم بالاعمال، الخرطوم الى: وزير الخارجية الموضوع: ثقة نميري في منصور خالد "امس الاول، زرت نميري في منزله زيارة قصيرة. وكان دعاني عندما تحدثنا عابرا خلال حفل دبلوماسي. اثناء الحديث عن دور السفارة الروسية والشيوعيين بعد هزيمة الانقلاب الشيوعي، سألته عن مدي ثقته في وزير الخارجية منصور خالد، وذلك بسبب الهجوم عليه من الشيوعيين واليساريين، وقولهم انه مهندس تحسين العلاقات الامريكية السودانية. واجاب نميري انه يثق فيه "كومليت كونفيدنس" (ثقة كاملة). وايضا، اثنى نميري على جعفر محمد علي بخيت. وقال ان الرجلين يقدمان خدمات لا تقدر للسودان. ولهذا، سيعينهما في المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي السوداني. وفعلا اعلن ذلك بعد يوم من مقابلتنا ... " الشريف الهندي: التاريخ: 6-5-1972 من: القائم بالاعمال، الخرطوم الى: وزير الخارجية الموضوع: تقارب نميري والهندي "مصدر هذه المعلومات سوداني يعمل معنا هنا، وهو ابن عم (ابن خال؟) منصور خالد، وزير الخارجية، ويحظي بثقته (تعليق: لم تذكر الوثيقة اسمه). قال ان منصور خالد قال له، بعد عودته من زيارة الى السعودية مع الرئيس نميري، انهما قابلا الشريف الهندي، من زعماء المعارضة في الخارج، وكان وزير المالية في حكومة محمد احمد محجوب التي عزلها انقلاب نميري سنة 1969. وان الهندي قال الأتي لنميري: اولا: بعد الانقلاب الشيوعي الفاشل، "فولي دروبد" (انهي نهاية كاملة) معارضته لحكومة نميري. ثانيا: "نو لونقر انتريستد ان بوليتكز" (لم يعد يهتم بالسياسة). ويريد ان يعود الى السودان ليعمل في التجارة. وان نميري رحب بما قال الهندي، وقال له ان وطنه، دائما، يرحب بعودته ... وقال لنا مصدرنا السوداني ان الهندي يخطط للعودة بعد اتفاق مع رجال اعمال سعوديين على تاسيس بنك سعودي في السودان، سيكون هو مديره. ورغم ان نميري كان امم البنوك، ربما سيستثني الهندي، مقابل نهاية معارضته له ... " عبد الرحمن عبد الله: التاريخ: 8-5-1972 من: القائم بالاعمال، الخرطوم الى: وزير الخارجية الموضوع: طلب تقارير ضد الشيوعية "امس، قابلت عبد الرحمن عبد الله، وزير الخدمة العامة. وطلب مني تقارير ومعلومات ضد الشيوعية، وذلك لانه سيسافر، في الشهر القادم، الى المؤتمر العالمي لمنظمة العمل الدولية، ويتوقع هجوما من دول ومنظمات شيوعية بسبب اعدام الشفيع احمد الشيخ، سكرتير اتحاد عمال السودان، بعد الانقلاب الشيوعي الفاشل في السنة الماضية. وقال عبد الله انه يتابع، بصورة عامة، الوضع في المعسكر الشيوعي، وانعدام الحريات، والكبت، وسيطرة اجهزة الامن. لكنه يريد معلومات تفصيلية، عن احداث وشخصيات معينة ... رأينا: اولا: عبد الله "كيبابل" (قدير)، و "موديرن" (حضاري)، و "برو ويست" (مؤيد للغرب)، ودرس في جامعة نيويورك. ثانيا: سيكون في مصلحتنا امداده بالتقارير والمعلومات التي طلبها. نأمل ان ترسلوها سريعا ..." عمر الحاج موسى: التاريخ: 9-5-1972 من: القائم بالاعمال، الخرطوم الى: وزير الخارجية الموضوع: وزير الاعلام "نقوم بترتيب زيارة عمر الحاج موسى، وزير الاعلام، الى واشنطن بداية من الاول من يونيو، وذلك حسب برنامج "فيزيتورز" (ضيوف) لوزارة الخارجية بالتعاون مع الجامعة الكاثوليكية في واشنطن ... موسى قريب من نميري، شخصيا وسياسيا. بعد الانقلاب الشيوعي الفاشل في السنة الماضية، لعب دورا كبيرا في تحسين العلاقات بين نميري والسعوديين. والان، يساهم في تحسين العلاقات بين بلدينا ... " نميري نحو اليمين: التاريخ: 13-5-1972 من: القائم بالاعمال، الخرطوم الى: وزير الخارجية الموضوع: توقع تعديل وزاري "حسب معلومات وصلت الينا، يخطط نميري لاجراء تعديل وزاري يفتح الباب امام الاحزاب التقليدية التي كان الغاها عندما قاد الانقلاب العسكري سنة 1969. وعلمنا ان نميري ربما سيفصل رئاسة الجمهورية من رئاسة الوزارة، ويعطيها الى منصور خالد، وزير الخارجية. ومع توقع خروج بابكر عوض الله، من كبار مؤيدي مصر في حكومة نميري، نتوقع خروج محي الدين صابر، ايضا من مؤيدي مصر في حكومة نميري. وايضا، نتوقع ان يستغني نميري عن كل من مأمون عوض ابو زيد وابو القاسم محمد ابراهيم، وكانا شريكان له في انقلاب سنة 1969، وفي حكم السودان بعد ذلك. وايضا يعطفان على مصر. وعلمنا ان نصر الدين السيد، من قادة الحزب الاتحادي الديمقراطي، والذي كان نميري يعتقله حتى قبل شهور قليلة، ربما سينال منصبا وزاريا. وامس، عاد الى السودان الشريف حسين الهندي، قطب الحزب الاتحادي الديمقراطي. وكنا قلنا، في رسالة في الاسبوع الماضي، انه قابل نميري في السعودية، وقال له انه انهي معارضته، ويريد العودة الى السودان ..." بابكر عوض الله: التاريخ: 15-5-1972 من: القائم بالاعمال، الخرطوم الى: وزير الخارجية الموضوع: استقالة بابكر عوض الله "امس، اعلنت حكومة السودان استقالة بابكر عوض الله، نائب نميري، والذي كان العضو المدني الوحيد في مجلس قيادة الثورة بعد انقلاب سنة 1969. في البداية، ايضا كان رئيسا للوزراء، ثم عزله نميري من المنصب، وتولاه هو، وعينه وزيرا للخارجية. رأينا: اولا: صار واضحا ان نجم عوض الله بدأ يبهت بعد تصريحات، في السنة الاولى للثورة، خلال زيارة للمعسكر الشيوعي، معناها ان نميري لا يقدر على ان يحكم السودان بدون الشيوعيين. ثانيا: بهت نجمه اكثر بعد الانقلاب الشيوعي الفاشل في السنة الماضية. ثم بعد تدهور العلاقات بين نميري والمصريين، وعوض الله من كبار مؤيدي مصر في حكومة نميري. ثالثا: بالاضافة الى ذلك، وحسب معلوماتنا، منذ فترة، كان عوض الله يريد الخروج من الحكومة. رابعا: بالاضافة الى ذلك، وحسب معلوماتنا، الان تدهورت صحة عوض الله، حيث يتعالج في القاهرة. خامسا: بعد ثلاث سنوات معا، صار واضحا ان نميري لم يعد يحتاج الى عوض الله. وان شعار "السودان اولا" الذي رفعه نميري معناه برود العلاقات بين نميري والمصريين وكل من يميل نحوهم ... " ضغوط على نميري: التاريخ: 24-5-1972 من: القائم بالاعمال، الخرطوم الى: وزير الخارجية الموضوع: ضغوط على نميري "بسبب ميول نميري نحونا، زادت ضغوط عليه، وانقسم وزراؤه، وانقسم المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي السوداني ... امس، قابلت ابراهيم منعم منصور، وزير المالية، وقلت له اننا سنبدأ بتقديم مساعدات قيمتها اربعة عشرة مليون دولار. وقال هو ان المبلغ قليل، وقال ان نميري يواجه انقساما داخل حكومته بسبب رغبته في توثيق علاقته معنا. وقال ان وزراء وعسكريين مؤيدين لمصر يريدون عرقلة خطوات نميري ... قبل اسبوعين، عندما قابلت منصور خالد، وزير الخارجية، قال شيئا مماثلا ... حسب معلوماتنا، يضم "الجناح المصري" (بعد ان استقال بابكر عوض الله): مأمون عوض ابو زيد، ابو القاسم محمد ابراهيم، زين العابدين محمد احمد عبد القادر، محي الدين صابر، موسى المبارك .. ومع اقتراب احتفالات الذكرى السنوية لثورة مايو، يظل نميري قويا، وربما يدل تغيير مواقفه من اتجاه الى آخر على انه يعرف ما يفعل، اي يعرف مصلحته الحقيقية، اي حماية نفسه وحماية حكومته ... " CLICK HERE TO VISIT MY WEBSITE!