المباحث الجنائية المركزية ولاية الجزيرة تنفذ حملة أمنية كبري بالسوق العمومي وتضبط معتادي إجرام    بيان هام من السفارة السودانية في تركيا للسودانيين    "بناء الدولة وفق الأسس العلمية".. كامل إدريس يدعو أساتذة الجامعات للاسهام في نهضة البلاد وتنميتها    مونديال الأندية.. فرصة مبابي الأخيرة في سباق الكرة الذهبية    نبيل عبد الله: قواتنا بالفرقة 14 مشاة صدّت هجومًا من متمردي الحركة الشعبية بمحطة الدشول    مباحث شرطة الولاية الشمالية تتمكن من إماطة اللثام عن جريمة قتل غامضة وتوقف المتورطين    بلاغ بوجود قنبلة..طائرة سعودية تغيّر مسارها..ما التفاصيل؟    أكثر من 8 الاف طالب وطالبة يجلسون لامتحانات الشهادة الابتدائية بسنار    كيف تغلغلت إسرائيل في الداخل الإيراني ؟!    المملكة تستعرض إستراتيجية الأمن الغذائي لدول مجلس التعاون الخليجي    أردوغان: الهجوم الإسرائيلي على إيران له أهداف خبيثة    "خطوة برقو" تفجّر الأوضاع في دارفور    الصادق الرزيقي يكتب: الدعم السريع وشهية الحروب التي فُتحت في الإقليم    أنباء عن اغتيال ناظر في السودان    خسائر ضخمة ل"غانا"..تقرير خطير يكشف المثير    الترجي يسقط أمام فلامنغو في مونديال الأندية    فيكم من يحفظ (السر)؟    افتتاح المرحلة النهائية للدوري التأهيلي للممتاز عصر اليوم باستاد الدامر.    في السودان :كيف تتم حماية بلادنا من اختراق المخابرات الإسرائيلية للوسط الصحفي    من الجزيرة إلى كرب التوم..هل دخل الجنجويد مدينة أو قرية واستمرت فيها الحياة طبيعية؟    هيمنة العليقي على ملفات الهلال    الحرب الايرانية – الاسرائيلية: بعيدا عن التكتيات العسكرية    نشاط مكثف لرئيس الوزراء قبل تشكيل الحكومة المرتقبة    نقل أسلحة إسرائيلية ومسيرات أوكرانية الى افريقيا بمساعدة دولة عربية    والي الخرطوم يصدر عدداً من الموجهات التنظيمية والادارية لمحاربة السكن العشوائي    أدوية يجب تجنب تناولها مع القهوة    شاهد بالصور والفيديو.. الفنان حسين الصادق ينزع "الطاقية" من رأس زميله "ود راوة" ويرتديها أثناء تقديم الأخير وصلة غنائية في حفل حاشد بالسعودية وساخرون: (إنصاف مدني النسخة الرجالية)    إدارة مكافحة المخدرات بولاية البحر الأحمر تفكك شبكة إجرامية تهرب مخدر القات    (يمكن نتلاقى ويمكن لا)    عناوين الصحف الرياضية السودانية الصادرة اليوم الأثنين 16 يونيو 2025    سمير العركي يكتب: رسالة خبيثة من إسرائيل إلى تركيا    شاهد بالفيديو.. كشف عن معاناته وطلب المساعدة.. شاب سوداني بالقاهرة يعيش في الشارع بعد أن قامت زوجته بطرده من المنزل وحظر رقم هاتفه بسبب عدم مقدرته على دفع إيجار الشقة    رباعية نظيفة .. باريس يهين أتلتيكو مدريد في مونديال الأندية    بالصورة.."أتمنى لها حياة سعيدة".. الفنان مأمون سوار الدهب يفاجئ الجميع ويعلن إنفصاله رسمياً عن زوجته الحسناء ويكشف الحقائق كاملة: (زي ما كل الناس عارفه الطلاق ما بقع على"الحامل")    المدير العام للشركة السودانية للموارد المعدنية يؤكد أهمية مضاعفة الإنتاج    المباحث الجنائية المركزية بولايةنهر النيل تنجح في فك طلاسم بلاغ قتيل حي الطراوة    من حق إيران وأي دولة أخري أن تحصل علي قنبلة نووية    أول دولة عربية تقرر إجلاء رعاياها من إيران    السودان..خطوة جديدة بشأن السفر    3 آلاف و820 شخصا"..حريق في مبنى بدبي والسلطات توضّح    بالصور.. زوجة الميرغني تقضي إجازتها الصيفية مع ابنتها وسط الحيوانات    معلومات جديدة عن الناجي الوحيد من طائرة الهند المنكوبة.. مكان مقعده ينقذه من الموت    بعد حالات تسمّم مخيفة..إغلاق مطعم مصري شهير وتوقيف مالكه    إنهاء معاناة حي شهير في أمدرمان    وزارة الصحة وبالتعاون مع صحة الخرطوم تعلن تنفيذ حملة الاستجابة لوباء الكوليرا    فجرًا.. السلطات في السودان تلقيّ القبض على34 متّهمًا بينهم نظاميين    اكتشاف مثير في صحراء بالسودان    رؤيا الحكيم غير ملزمة للجيش والشعب السوداني    محمد دفع الله.. (صُورة) تَتَحَدّث كُلّ اللُّغات    في سابقة تعد الأولى من نوعها.. دولة عربية تلغي شعيرة ذبح الأضاحي هذا العام لهذا السبب (….) وتحذيرات للسودانيين المقيمين فيها    شاهد بالفيديو.. داعية سوداني شهير يثير ضجة إسفيرية غير مسبوقة: (رأيت الرسول صلى الله عليه وسلم في المنام وأوصاني بدعوة الجيش والدعم السريع للتفاوض)    تراجع وفيات الكوليرا في الخرطوم    أثار محمد هاشم الحكيم عاصفة لم يكن بحاجة إلي آثارها الإرتدادية علي مصداقيته الكلامية والوجدانية    وزير المالية السوداني: المسيرات التي تضرب الكهرباء ومستودعات الوقود "إماراتية"    "الحرابة ولا حلو" لهاني عابدين.. نداء السلام والأمل في وجه التحديات    "عشبة الخلود".. ما سرّ النبتة القادمة من جبال وغابات آسيا؟    ما هي محظورات الحج للنساء؟    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رئيس حزب المؤتمر السوداني ابراهيم الشيخ 1-3
نشر في سودانيل يوم 22 - 12 - 2012


جمعت بين الثروة والمعارضة بفضل هذه العوامل
هذه قصتي الكاملة مع أسواق امدرمان
لا صلة تربطني باسامة بن لادن ولا اعرفه ولم ألتقيه مطلقاً
بعض قيادات (الوطني) يتوقعون استمالتي مستقبلاً لصفوفهم
حاوره: ماهر أبوجوخ
تصوير: سعيد عباس
حالة من الجدل السياسي والاقتصادي مثارة حول رئيس حزب المؤتمر السوداني والقيادي البارز بتحالف قوي الاجماع المعارض ابراهيم الشيخ عبد الرحمن باعتباره يجمع بين النقضيين (الثروة) و(المعارضة) وما زاد من علامات الاستفهام هو شراكته في اسواق امدرمان التي تم افتتاحه قبل عدة اشهر مؤخراً. (السوداني) التقت بالرجل الذي ترأس المجلس الاربعيني لاتحاد طلاب جامعة الخرطوم الذي شارك في اشعال انتفاضة مارس/ ابريل 1985م، وحوارته حيال هذه القضايا وغيرها وخرجت منه بهذه الافادات التي سنوالي نشرها تبعاً ابتداء من اولى الحلقات اليوم.
العلاقة مع اسامة بن لادن
هل لديك شركاء في عملك التجارى أم أنك تعمل لوحدك؟
في العمل التجاري المتعلق بمواد البناء والسجانة أنا أعمل لوحدي منذ انطلاقة هذا العمل في العام 1992م، أما في أسواق أمدرمان الكبرى فأنا شريك مع (شركة الوسن للتجارة والاستثمار).
بخصوص بدايتك في العام 1992م توجد العديد من التساؤلات حول بدايتك في العمل التجارى البعض ربطها بزعيم تنظيم القاعدة الراحل اسامة بن لادن ما هي حقيقة هذا الأمر ؟
أنا أصلاً كنت أعمل في الهيئة القومية للكهرباء كموظف في العام 1977م قبل التحاقي بالجامعة واستمريت فيها خلال سنواتي الدراسية الجامعية حتى بعد تخرجى، وفي العام 1992م تمت احالتي للصالح العام بقرار من السيد رئيس الجمهورية وكانت هذه بداية التحاقي بالعمل في مجال التجارة بمنطقة السوق العربي من خلال شركة لبيع بالاقساط للمعدات الالكترونية من ثلاجات وبتوجازات وغسالات وكان السوق الكبير بالنسبة لي هي الهيئة القومية للكهرباء بحكم صلتي القديمة بأهل الكهرباء وموظفيها ومعرفتي اللصيقة بهم وكنا نقدم لهم هذه السلع بالاقساط، وشاركني في هذا العمل شريكي الأخ العزيز د.صابر عابدين حيث عملنا معاً لفترة عامين أو ثلاثة اعوام وانتقلت بعدها لوحدي للعمل في مجال مواد البناء في سوق السجانة وكانت هذه هي بدايتي الحقيقية في العمل التجارى وفي السوق.
لم تكن لديك علاقة ببن لادن مطلقاً ؟
للحقيقة وانا لا اخفى اندهاشي بسؤالك هذا، فلأول مرة أسمع أن هناك ثمة صلة أو جهة تربطني باسامة بن لادن ولا أدري من اين جاءت هذه المسألة وكيف ؟ فأنا لم التقيه او اراه أو حتى أعمل معه كما لا توجد اي صلة تنظيمية أو سياسية أو من أي نوع تربطني به وصراحة هذه اول مرة اسمع فيها هذا الاتهام.
الجمع بين نقيضي (الثروة) و(المعارضة)
في ظل وجود نظام شمولي اقصائي كالانقاذ كيف يتاح لشخصية سودانية الجمع بين النقيضيين الثروة والمعارضة ؟
أعتقد أن هذا سؤال مهم رغم أنه لا يوجد له تفسير، فأنا منذ أن كنت طالباً في النهود الثانوية وأنا أعمل بالسياسة والعمل النقابي الطلابي والاهتمام بالشأن العام وحينما التحقت بجامعة الخرطوم ومنذ السنة الأولي لدراستي التحقت بتنظيم مؤتمر الطلاب المستقلين وكنت من الناشطين فيه ومضيت في ذلك ختى تبوأت مقعد رئيس المجلس الأربيعني لاتحاد طلاب جامعة الخرطوم بجانب رئاستي لرابطة طلاب كلية الاقتصاد وفي ذات الوقت كنت عضواً في اللجنة السياسية التي تضم كل التنظميات السياسية وظللنا نعمل ضد نظام نميري بفاعلية ونشاط كبير إلي أن توج هذا الجهد باسقاط نظامه في انتفاضة ابريل المشهودة، وبعد ذلك أسسنا حزب المؤتمر الوطني –تحول اسمه لاحقاً في العام 2005م لحزب المؤتمر السوداني، المحرر- مع بعض الأخوة الناشطين في الأطباء والمهندسين واساتذة الجامعة وغيرهم ويمكن وقتها اعتبر اصغر عضو في المكتب السياسي لحزب المؤتمر الوطني المعارض.
ما قصدته بهذه المقدمة هو أن اقول بأنني كنت ناشط سياسي قبل أن أكون تاجر وحينما تمت احالتي للصالح العام توجهت للسوق لأنه لم يكن لدي خيار أخر إلا السوق بعد طردى من الخدمة المدنية، وبالتالي وجدت نفسي سياسي ورجل أعمال وظليت على هذا النحو منذ العام 1992م.
حقيقة أنا تعرضت لبعض المضايقات ولكن لأن العمل كان طابعه سري لم يتم الانتباه لي في الاداء التجارى بشكل كبير مع العلم أنه في الخدمة المدنية تمت احالتي للصالح العام مع بداية دخولى للعمل التجارى فوقتها كنت اخذت اجازة بالخصم وأثناء وجودي فيها تم فصلي من الهيئة القومية للكهرباء، ومثلما ذكرت سابقاً فنسبة لسرية العمل لم يتم الانتباه لي ووقتها كنت امارس عمل تحتي وسري ولم اكن ظاهر بشكل كبير.
ربما لعب الانقسام الذي حدث في الحركة الاسلامية وانتهي بها لمؤتمرين (شعبي) و(وطني) دور لأن عدد كبير جداً من الذين كانوا يعرفون ابراهيم الشيخ الذين عاصروني بالجامعة أو بعدها مما كانوا بجهاز الأمن وأجهزة السلطة المختلفة انحاز أغلبهم للمؤتمر الشعبي، وانا احسست بهذا الأمر حينما تم القاء القبض علينا في أول مرة في حركة (جاد) –اختصار لمسمي تحالف سياسي باسم (جبهة القوي الديمقراطية) تم الاعلان عنه في العام 1999م ضم عدد من التنظيمات السياسية، المحرر- مع الاستاذ المحامي غازي سليمان وتم اقتيادنا لمكاتب الأمن بالقرب من مقابر فاروق ويومها أكتشفت أن منسوبي الأمن السياسي وقتها لم يكونوا يعرفونني بشكل جيد، وفي مرة ثانية تم اعتقالي بمكاتب الامن السياسي ببحرى بدأوا ينتبهوا لي ويتعرفوا بي اكثر، ولذلك فربما تبادل الأجهزة الأمنية وتعرضها للانقسام بجانب سرية العمل قلل الانتباه والتركيز على لحين ظهوري في (جاد) ووقتها بدأ الالتفات لي والتركيز على بشكل كبير.
ظللت اعمل وفي ذات الوقت هم –ويقصد المجموعة الحاكمة- ينتبهون لك في احيان وفي اوقات اخرى يغضون الطرف عنك جراء وجود مشاكل وتهديدات اخرى تكون اهم واخطر منى شخصياً، كما أن طبيعة العمل منذ 1995م وحتي 2005م كانت ذات طابع سري، ولم يكن هناك انتباه كبير لي وظللت انا أعمل ولا أريد أن أقول في غفلة من تلك الأجهزة أو بعيداً منهم ولكنني كنت بلا نشاط جماهيري يلفت الانظار نحوي بشكل واسع ويتم التركيز على واستمر هذا الوضع لحين التوقيع على اتفاقية السلام الشامل في العام 2005م والتي مثلت بدورها عامل اضافي لصالحي.
في تقديري أن عناية الله سبحانه وتعالي ورعايته ودعوات الأم والأهل والاخوان ويمكن دعوات الفقراء والمساكين وغيرها من عوامل كثيرة. وأقول من قبل وبعد بأن ثقتنا في الله تعالى وحفظه ورعايته .. ومثلما كان فرعون يتربص بسيدنا موسي عليه السلام منذ صغره واستطاع رغم كل هذا التربص أن ينفد ويرجع لأمه لتقر عينها ثم يكبر ويكون هو الموعود والنبي الذي يناط به القضاء على فرعون وقد كان، فالأمور هكذا تجرى وجميع المسائل ينطبق عليها الاية الكريمة (قُل لن يصينا الا ما كتب الله لنا) وفي النهاية جميع المسائل تقديرات كونية فللكون رب يحميه وللناس رب يحميهم.
بجانب ما ذكرت يوجد عامل اخر ارغب في التطرق له وهو بكل صراحة قد يبدو غريباً ولكنني اريد أن اسلط عليه الضوء، وهو أن اخونننا في المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية في وسطهم لديهم ظن أن ابراهيم الشيخ "دا زول كويس" وسمعت هذا الحديث من شخص داخل اجهزتهم الأمنية ويصنفونني بأنني "وطني غير ضار" وأنا صراحة لا أعرف ما هو المقصود بوطني غير ضار، والأهم من ذلك حسب ما يتخيل لي بأنهم لديهم "عشم" في شخصي وهذا الأمر قيل كثيراً بأنهم يمكن أن ينتهجوا معي اسلوب "أحسن إلي الناس تستعبد قلوبهم" .. فبخلاف ما حدث في العام الماضي فيمكنني القول بأنهم لم يلحقوا بي ضراراً كبيراً إلي الآن ولعلهم يعتقدون بأنهم يمكنوا أن يستميلوني لجانبهم بشكل أو بأخر في احد الايام، كما انهم منقسمين في داخلهم حولي فتوجد مجموعة تطالب بالقضاء على تماماً ويتركونني كما قال لي احد ضباط الامن بعد اعتقالي فى احدى المرات فقط بملابسي الداخلية..!! في ما تنظر مجموعة ثانية منهم لى بأعتباري مُحسن وخير ووطني وليس لدي اجندة ضار بالوطن وتهمني مصلحة البلاد ولذلك هم منقسمين حولى فالبعض يعمل من اجل القضاء على في ما يطالب آخرين منهم بتركى في شأني لأنني أقوم بأعمال طيبة كثيرة وهذا الحديث تلقيته ومن مصادر موثوقة داخلهم.
أسواق امدرمان .. الرواية الكاملة
دعنا نطرح عليك سؤالاً مباشر حول حسن الظن فيك بخصوص شراكتك في أسواق أمدرمان الذي لم يثير جدلاً وسط القوي المعارضة وانما حتى وسط منتسبي حزبك هل يمكننا أن نعتبره جزء من العشم تلك ؟
موضوع اسواق امدرمان لا علاقة لهم به ودعنى احدثك حول هذه الواقعة من اجل التاريخ "لم يكن لديهم علاقة به لا من بعيد ولا من قريب"، فأسواق امدرمان هي عبارة عن أرض مساحتها 40 الف متر تابعة لجامعة القرأن الكريم وقام مستثمر سوداني مغترب اسمه مصطفي محمد خير ولديه شركة اسمها (الوسن) باستأجر هذه الأرض الفارغة في العام 2005م بمبلغ 350 الف دولار في العام بغرض تشييد أسواق (الوسن)، وللمعلومة فإن (وسن) هذه التي سميت عليها الشركة هي ابنة هذا المستثمر. وبعد ايجار هذه الأرض قام مصطفي محمد خير بجلب عدد من المستثمرين السعوديين لتنفيذ هذا المشروع معه ولكنه فشل وعاد اولئك المستثمريين لبلادهم ولم ينفذوا معه ذلك المشروع وخلال تلك الفترة لم يتوفر له رأس المال الذي يمكنه من إنشاء المشروع.
اذكر في يونيو من العام 2009م اتصل بي شقيق د.الفاتح عمر السيد نائب رئيس حزب المؤتمر السوداني وأخبرني أن هناك جهة لديها مشروع اسواق وفشلت في تنفيذه وربما تقوم الجامعة بنزعه منهم بسبب فشلهم في سداد الايجار لفترة طويلة من الزمن مبيناً أن الجامعة سمحت لهم باستغلال نص في العقد يمنحهم حق الاىستعانة بشريك كفأ لتنفيذ السوق، وابلغني أنه حضر إلي لعرض الفكرة، وأنا بصراحة وقتها لم تكن لدى امكانية مالية بسبب وجود انشطة تجارية لي بجنوب السودان بشكل كبير في التشييد والبناء وتجارة الذرة ويمكنك القول وقتها أن معظم اموالي في تلك الفترة كانت بجنوب السودان ولذلك فقد اعتذرت له في البدء، ثم لاحقني بإصرار وجاء ابن صاحب الشركة ومديرها العام أنيس مصطفي محمد خير وجلسنا لفترات طويلة ثم اقتنعت بالفكرة ولكنني ابلغتهم أنني سأشرع في التنفيذ عقب وصول اموالي من الجنوب.
بعد وصول تلك الاموال قمت شخصياً بالتوقيع على العقد معهم ووقتها لم يكن لجامعة القرأن الكريم علم أو لحكومة السودان أو ولاية الخرطوم علم أو اي جهة داخل المؤتمر الوطني يمكنها أن تقول لديها علم، وبصراحة أنا شخصياً وقتها كنت قلق على المشروع ومستقبله بعد دراستى لجدواه الاقتصادية من امكانية عرقلة تنفيذه من قبل جهات بالمؤتمر الوطني إذا اكتشفوا بأنني جزء منه، وهو ما جعلنى اقرر البداية كشريك في الظل لحين اكتمال المشروع الحالى ووقتها حدث نزاع بيني وبين شركائي في شركة (الوسن) والذي اقتضي ظهوري لأننا احتجنا أيضاً للالتقاء بجامعة القرأن الكريم التي باتت طرف في نزاع أخر بسبب مطالبتها بقيمة الايجارات واقتضت جميع تلك المعطيات ظهوري في الصورة بشكل علني وكامل.
دعني احدثك للتاريخ، كنت اصنف جامعة القرأن الكريم باعتبارها جهة يمكنها ان تختلق معى العديد من المشاكل حينما يكتشفوا بأنني ابراهيم الشيخ المعارض، ولكن للحقيقة وجدت إدارة محترمة ومستقلة تماماً وقدرت في النهاية أن هناك شخص نفذ المشروع وبات في محل تقدير بالنتسبة لها ونظرت للمشروع باعتباره خير للجامعة نفسها بإعتباره يوفر لها مبلغ سنوي يقدر بمليون جنية سوداني –أي مليار جنية بالقديم- مقابل ارض خالية وبعد ثلاثين عاماً يؤول المشروع بكل المنشأت المشيده فيه للجامعة، وحقيقة فإن المخاوف التي كانت بذهني لم أجدها.
واضيف لك معلومة اخرى للتاريخ وهي أن السيد والي الخرطوم د.عبد الرحمن الخضر نفسه لم يزر هذا المشروع ولم تكن لديه فكرة عنه إلا بعد اكتماله تماماً، فحينما طلب منه معتمد أمدرمان تشريف حفل الافتاح الخاص بالمشروع قال لهم"هو في حاجة زي دي في ولاية الخرطوم وانا ما عارفا ؟" وكان سعيد بها للغاية لدرجة أنني حينما التقيت به مباشرة ذكر لى بأنهم محتاجين في الولاية للكثير من هذه المشروعات في الأطراف لقيمتها الاقتصادية والاجتماعية واثرها على الحركة بإعتبارها تخفف الضغط على وسط الخرطوم. وفي النهاية هذا مشروع اقتصادي متكامل، ولذلك بالنسبة لي هل يقال هذا الحديث لأنهم لا يعرفون ابراهيم الشيخ أما ان الأمر يتعلق بعدم وجود مشكلة في وجود شخص معارض كشخصي. وأذكر أن معتمد امدرمان حينما دعا والي الخرطوم لافتتاح السوق والذي استجاب لهذا الأمر باعتباره كان احد مطلب تجار السوق لأن هذا يحقق دعاية وترويج.
من خلال هذا السرد لتلك الوقائع تكتشف بأن السوق وفكرته لم تكن لديها علاقة بشخصي أو المؤتمر الوطني أو الحكومة وبصراحة لم تتم عرقلة لهذا المشروع في اي مرحلة من المراحل، وليس لدى تفسير استطيع أن اذكره لك حيال هذا الأمر وحتى حينما وقعت الازمة بيني وبين شركائي في (الوسن) اعتقدت أن هذا الأمر تم بإيعاز منهم لخلق مشكلة معي، فنحن العاملين في حقل السياسة تغلب علي تفكيرنا في بعض الاوقات نظرية المؤامرة، لكن اكتشفت في نهاية الأمر واتضح لي أن هذا الخلاف ليس لديه علاقة بالحكومة من قبل او من بعد والمشروع حتى الان يعمل.
واقول لك للتاريخ بأنني لم القى في هذا المشروع بالتحديد أي اشكال كما أن معتمد امدرمان اللواء احمد التهامي ظل يتعامل معي بذهنية إدارية مجردة ودن أن تكون لديه غضاضة في أنني معارض للنظام وكان يعلم أن دار حزبنا كانت احد النقاط التي انطلقت منها التظاهرات، واذكر انه في احدى الاجتماعات التي عقدت معه في السوق وبحضور التجار وكانت لدينا بعض الاشكالات وتوفير بعض المعينات للسوق وتمت دعوته لحلها انه قال لي هذا الأمر بوضوح تام في ذلك الاجتماع، وبشكل صريح لم ينتابني أي احساس بانهم تعمدوا خلق مشاكل معى في هذا السوق أو مضايقات وتمضي الامور بشكل عادي ولا استطيع أن اوجد لك تفسير لمسببات هذا التعامل وعدم تعطيلهم للعمل كما كان يعتقد البعض واعتقدت انا شخصياً ان هذا الأمر سيحدث وهو ما جعلني خارج الصورة رسمياً لمدة ثلاثة اعوام لحين اكتمال تنفيذ السوق فوقتها كنت امول وانفذ دون ظهور علني لحين اقتضاء ظهوري بسبب النزاعات والخلافات التي نشبت حيث وجدت معاملة محترمة وطيبة من إدارة جامعة القرأن الكريم وحتى الان فإن علاقتي بهم مميزة وكذلك من معتمد امدرمان اللواء احمد التهامي.
لكنك حينما تأتي لموقع اخر تجد مشاكل اخرى فمثلاً في نشاطي التجارى بالسجانة وبعد عودتي للخرطوم من زيارة منطقة النهود الاخيرة والتي حدثت فيها ضجة كبرى في المناطق الغربية من شمال كردفان برزت مشاكل جديدة حيث جاءت تقديرات ضخمة للضرائب بقيمة 59 مليار جنية –بالفئة القديمة، المحرر- دون اي اسباب أو مقدمات بعد مراجعة ضرائبي لمدة 5 أعوام سابقة، ورغم انها منصوص عليها بالقانون لكنها تبدو غريبة للغاية لأنها لا تحدث بصورة متكررة للشخص فهذه هي المرة الثانية خلال عام واحد تمت مراجعتي لمدة عشرة اعوام سابقة، وطالبوني بضريبة ضخمة بدون سبب وبشكل يحتوى على مقدار من الفبركة وتم القاء القبض على في يوم الجمعة بواسطة نيابة الضرائب ايضاً بدون أي مقدمات ووقتها كنت في مرحلة الاستئناف وكان فيها جدل، ما اذكره ان اقتيادي لحراسة نيابة الضرائب تصادف وقتها مع اندلاع التظاهرات الاخيرة والتي مكثت فيها يومين أو ثلاثة ايام.
في تقديري أنهم يتعاملون معي بجزر معزولة وليس لديهم توجه عام اتجاهي وفي بعض الاحيان يكون الامر اجتهادات افراد منهم ليلحقوا بي الضرر حيث تجلس الجماعات الخاصة في ما بينهم ويقولون أن هذا الشخص بدأ في النمو ولديه موارد وبات يشكل خطورة وعلينا أن نسعي لتجفيف موارده .. وهذا الأمر ابلغني به شخص حضر إلي وقال بأنه تم استدعاء رئيس المنطقة الفرعية لمنطقتنا بشمال كردفان للخرطوم والذي التقي خلال زيارته تلك في اجتماعات مع عدد من الشخصيات القيادية النافذة المنتمية لمنطقة شمال كردفان والتي قيل فيها"انتظروا شوفوا حنعمل شنو في إبراهيم الشيخ لو ما خلينهوا (يشحد)" .. وفعلاً بعدها بزمن وجيز حدثت لي اشكالات الضرائب التي سردتها سابقاً ولا تزال قضية معلقة وانتهت الان لمبلغ "6 مليار وشوية" وهي حقيقة بلا سبب فهي ضرائب سبق أن سددتها وموجودة بالمستندات وحتى الضريبة الاخيرة للعام 2010م ضمن الاعوام الخمسة التي تمت مراجعتها كانت خاضعة للجان موجودة في مكتب كبار الممولين وكنت في مراحل الاستئنافات والاجراءات العادية المتبعة في الضرائب لكن تم اختطاف الملف من مكتبي واحيل لإدارة التهرب الضريبي وتتم إدارته بوضع اشبه بحالة الطوارئ بدون ضوابط أو نظم ضرائب أو لوائح فبخبط عشواء تطلب منك ضريبة قيمتها 59 مليار جنية ثم تنقص لثلاثين بعدها لعشرين ولخمسة عشر إلي أن انتهت لستة مليارات والأن هذه القضية موجودة في مكتب الامين العام.
حينما سألت جميع الحهات واستفسرتها عن الجهة التي اختطفت ملفي توصلت في النهاية مما قيل لي والاحياءات وحتى من استنكار الموظفيين المهنيين الحقيقيين بالضرائب بأن الملف مدار بشكل سياسي، وبخلاف ذلك جاء توجيه سابق من الامن الاقتصادي بالتزامن مع هذا الاجراء بالبحث عن حساباتي الشخصية في البنوك من الخرطوم وحتى النهود وكل فروع البنوك العاملة في السودان وأدعوا بأنني امتلك حسابات كثيرة ومتعددة هذا بخلاف الادعاءات الاخرى بأن مصدر اموالي الولايات المتحدة وحتى إسرائيل، والمدهش انهم صدقوا هذه الادعاءات ومضوا فيها قدماً وقام الامن الاقتصادي بفحص ومراجعة كل حساباتي الشخصية وهذه القضية معروفة ومعلومة من قبل الجميع وحتى أنني ذهبت لبنك السودان المركزي واستنكرت هذا الاجراء وتحدثت مع احدى الجهات ببنك السودان التي لم يكن لديها أي تفسير لهذه الاجراءات والتي وضح أن الامن الاقتصادي وجهات اخرى تقف من ورائها، وفي الاخر لم يتوصلوا لادعائهم بأن اموالي مصدرها امريكا أو اسرائيل. وكما قلت لك بأن الأمر يمضي على هذه الوثيرة ففي بعض الاماكن تمضي الامور بشكل عادى وفي اخرى تجد مضايقات كثيرة جداً وهو ما تكرر بشكل كثير خلال العام الأخير ولعل مرد هذا الأمر بانني بت من الناشطين ضمن قوى الاجماع ولذلك اعتبروا أنني بت مهدد امني وسياسي وبالتالي هم يتصدون لي بالآليات سواء كانت ضرائب أو غيرها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.