الدعم السريع يعلن السيطرة على النهود    وزير التربية والتعليم بالشمالية يقدم التهنئة للطالبة اسراء اول الشهادة السودانية بمنطقة تنقاسي    سقطت مدينة النهود .. استباحتها مليشيات وعصابات التمرد    عقار: بعض العاملين مع الوزراء في بورتسودان اشتروا شقق في القاهرة وتركيا    عقوبة في نواكشوط… وصفعات في الداخل!    الهلال يواجه اسنيم في لقاء مؤجل    تكوين روابط محبي ومشجعي هلال كوستي بالخارج    عثمان ميرغني يكتب: هل رئيس الوزراء "كوز"؟    كم تبلغ ثروة لامين جمال؟    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء الشاشة نورهان نجيب تحتفل بزفافها على أنغام الفنان عثمان بشة وتدخل في وصلة رقص مؤثرة مع والدها    سلسلة تقارير .. جامعة ابن سينا .. حينما يتحول التعليم إلى سلعة للسمسرة    حين يُجيد العازف التطبيل... ينكسر اللحن    شاهد بالفيديو.. في مشهد نال إعجاب الجمهور والمتابعون.. شباب سعوديون يقفون لحظة رفع العلم السوداني بإحدى الفعاليات    أبوعركي البخيت الفَنان الذي يَحتفظ بشبابه في (حنجرته)    من رئاسة المحلية.. الناطق الرسمي باسم قوات الدعم السريع يعلن تحرير النهود (فيديو)    شاهد بالصور والفيديو.. بوصلة رقص مثيرة.. الفنانة هدى عربي تشعل حفل غنائي بالدوحة    تتسلل إلى الكبد.. "الملاريا الحبشية" ترعب السودانيين    إعلان نتيجة الشهادة السودانية الدفعة المؤجلة 2023 بنسبة نجاح عامة 69%    والد لامين يامال: لم تشاهدوا 10% من قدراته    الحسم يتأجل.. 6 أهداف ترسم قمة مجنونة بين برشلونة وإنتر    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    هل أصبح أنشيلوتي قريباً من الهلال السعودي؟    جديد الإيجارات في مصر.. خبراء يكشفون مصير المستأجرين    باكستان تعلن إسقاط مسيَّرة هنديَّة خلال ليلة خامسة من المناوشات    ترامب: بوتين تخلى عن حلمه ويريد السلام    إيقاف مدافع ريال مدريد روديغر 6 مباريات    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    خبير الزلازل الهولندي يعلّق على زلزال تركيا    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    ارتفاع التضخم في السودان    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    بيان مجمع الفقه الإسلامي حول القدر الواجب إخراجه في زكاة الفطر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رئيس حزب المؤتمر السوداني ابراهيم الشيخ 1-2-3جمعت بين الثروة والمعارضة بفضل هذه العوامل
نشر في السودان اليوم يوم 24 - 12 - 2012


جمعت بين الثروة والمعارضة بفضل هذه العوامل
هذه قصتي الكاملة مع أسواق امدرمان
لا صلة تربطني باسامة بن لادن ولا اعرفه ولم ألتقيه مطلقاً
بعض قيادات (الوطني) يتوقعون استمالتي مستقبلاً لصفوفهم
حاوره: ماهر أبوجوخ
تصوير: سعيد عباس
حالة من الجدل السياسي والاقتصادي مثارة حول رئيس حزب المؤتمر السوداني والقيادي البارز بتحالف قوي الاجماع المعارض ابراهيم الشيخ عبد الرحمن باعتباره يجمع بين النقضيين (الثروة) و(المعارضة) وما زاد من علامات الاستفهام هو شراكته في اسواق امدرمان التي تم افتتاحه قبل عدة اشهر مؤخراً. (السوداني) التقت بالرجل الذي ترأس المجلس الاربعيني لاتحاد طلاب جامعة الخرطوم الذي شارك في اشعال انتفاضة مارس/ ابريل 1985م، وحوارته حيال هذه القضايا وغيرها وخرجت منه بهذه الافادات التي سنوالي نشرها تبعاً ابتداء من اولى الحلقات اليوم.
العلاقة مع اسامة بن لادن
هل لديك شركاء في عملك التجارى أم أنك تعمل لوحدك؟
في العمل التجاري المتعلق بمواد البناء والسجانة أنا أعمل لوحدي منذ انطلاقة هذا العمل في العام 1992م، أما في أسواق أمدرمان الكبرى فأنا شريك مع (شركة الوسن للتجارة والاستثمار).
بخصوص بدايتك في العام 1992م توجد العديد من التساؤلات حول بدايتك في العمل التجارى البعض ربطها بزعيم تنظيم القاعدة الراحل اسامة بن لادن ما هي حقيقة هذا الأمر ؟
أنا أصلاً كنت أعمل في الهيئة القومية للكهرباء كموظف في العام 1977م قبل التحاقي بالجامعة واستمريت فيها خلال سنواتي الدراسية الجامعية حتى بعد تخرجى، وفي العام 1992م تمت احالتي للصالح العام بقرار من السيد رئيس الجمهورية وكانت هذه بداية التحاقي بالعمل في مجال التجارة بمنطقة السوق العربي من خلال شركة لبيع بالاقساط للمعدات الالكترونية من ثلاجات وبتوجازات وغسالات وكان السوق الكبير بالنسبة لي هي الهيئة القومية للكهرباء بحكم صلتي القديمة بأهل الكهرباء وموظفيها ومعرفتي اللصيقة بهم وكنا نقدم لهم هذه السلع بالاقساط، وشاركني في هذا العمل شريكي الأخ العزيز د.صابر عابدين حيث عملنا معاً لفترة عامين أو ثلاثة اعوام وانتقلت بعدها لوحدي للعمل في مجال مواد البناء في سوق السجانة وكانت هذه هي بدايتي الحقيقية في العمل التجارى وفي السوق.
لم تكن لديك علاقة ببن لادن مطلقاً ؟
للحقيقة وانا لا اخفى اندهاشي بسؤالك هذا، فلأول مرة أسمع أن هناك ثمة صلة أو جهة تربطني باسامة بن لادن ولا أدري من اين جاءت هذه المسألة وكيف ؟ فأنا لم التقيه او اراه أو حتى أعمل معه كما لا توجد اي صلة تنظيمية أو سياسية أو من أي نوع تربطني به وصراحة هذه اول مرة اسمع فيها هذا الاتهام.
الجمع بين نقيضي (الثروة) و(المعارضة)
في ظل وجود نظام شمولي اقصائي كالانقاذ كيف يتاح لشخصية سودانية الجمع بين النقيضيين الثروة والمعارضة ؟
أعتقد أن هذا سؤال مهم رغم أنه لا يوجد له تفسير، فأنا منذ أن كنت طالباً في النهود الثانوية وأنا أعمل بالسياسة والعمل النقابي الطلابي والاهتمام بالشأن العام وحينما التحقت بجامعة الخرطوم ومنذ السنة الأولي لدراستي التحقت بتنظيم مؤتمر الطلاب المستقلين وكنت من الناشطين فيه ومضيت في ذلك ختى تبوأت مقعد رئيس المجلس الأربيعني لاتحاد طلاب جامعة الخرطوم بجانب رئاستي لرابطة طلاب كلية الاقتصاد وفي ذات الوقت كنت عضواً في اللجنة السياسية التي تضم كل التنظميات السياسية وظللنا نعمل ضد نظام نميري بفاعلية ونشاط كبير إلي أن توج هذا الجهد باسقاط نظامه في انتفاضة ابريل المشهودة، وبعد ذلك أسسنا حزب المؤتمر الوطني –تحول اسمه لاحقاً في العام 2005م لحزب المؤتمر السوداني، المحرر- مع بعض الأخوة الناشطين في الأطباء والمهندسين واساتذة الجامعة وغيرهم ويمكن وقتها اعتبر اصغر عضو في المكتب السياسي لحزب المؤتمر الوطني المعارض.
ما قصدته بهذه المقدمة هو أن اقول بأنني كنت ناشط سياسي قبل أن أكون تاجر وحينما تمت احالتي للصالح العام توجهت للسوق لأنه لم يكن لدي خيار أخر إلا السوق بعد طردى من الخدمة المدنية، وبالتالي وجدت نفسي سياسي ورجل أعمال وظليت على هذا النحو منذ العام 1992م.
حقيقة أنا تعرضت لبعض المضايقات ولكن لأن العمل كان طابعه سري لم يتم الانتباه لي في الاداء التجارى بشكل كبير مع العلم أنه في الخدمة المدنية تمت احالتي للصالح العام مع بداية دخولى للعمل التجارى فوقتها كنت اخذت اجازة بالخصم وأثناء وجودي فيها تم فصلي من الهيئة القومية للكهرباء، ومثلما ذكرت سابقاً فنسبة لسرية العمل لم يتم الانتباه لي ووقتها كنت امارس عمل تحتي وسري ولم اكن ظاهر بشكل كبير.
ربما لعب الانقسام الذي حدث في الحركة الاسلامية وانتهي بها لمؤتمرين (شعبي) و(وطني) دور لأن عدد كبير جداً من الذين كانوا يعرفون ابراهيم الشيخ الذين عاصروني بالجامعة أو بعدها مما كانوا بجهاز الأمن وأجهزة السلطة المختلفة انحاز أغلبهم للمؤتمر الشعبي، وانا احسست بهذا الأمر حينما تم القاء القبض علينا في أول مرة في حركة (جاد) –اختصار لمسمي تحالف سياسي باسم (جبهة القوي الديمقراطية) تم الاعلان عنه في العام 1999م ضم عدد من التنظيمات السياسية، المحرر- مع الاستاذ المحامي غازي سليمان وتم اقتيادنا لمكاتب الأمن بالقرب من مقابر فاروق ويومها أكتشفت أن منسوبي الأمن السياسي وقتها لم يكونوا يعرفونني بشكل جيد، وفي مرة ثانية تم اعتقالي بمكاتب الامن السياسي ببحرى بدأوا ينتبهوا لي ويتعرفوا بي اكثر، ولذلك فربما تبادل الأجهزة الأمنية وتعرضها للانقسام بجانب سرية العمل قلل الانتباه والتركيز على لحين ظهوري في (جاد) ووقتها بدأ الالتفات لي والتركيز على بشكل كبير.
ظللت اعمل وفي ذات الوقت هم –ويقصد المجموعة الحاكمة- ينتبهون لك في احيان وفي اوقات اخرى يغضون الطرف عنك جراء وجود مشاكل وتهديدات اخرى تكون اهم واخطر منى شخصياً، كما أن طبيعة العمل منذ 1995م وحتي 2005م كانت ذات طابع سري، ولم يكن هناك انتباه كبير لي وظللت انا أعمل ولا أريد أن أقول في غفلة من تلك الأجهزة أو بعيداً منهم ولكنني كنت بلا نشاط جماهيري يلفت الانظار نحوي بشكل واسع ويتم التركيز على واستمر هذا الوضع لحين التوقيع على اتفاقية السلام الشامل في العام 2005م والتي مثلت بدورها عامل اضافي لصالحي.
في تقديري أن عناية الله سبحانه وتعالي ورعايته ودعوات الأم والأهل والاخوان ويمكن دعوات الفقراء والمساكين وغيرها من عوامل كثيرة. وأقول من قبل وبعد بأن ثقتنا في الله تعالى وحفظه ورعايته .. ومثلما كان فرعون يتربص بسيدنا موسي عليه السلام منذ صغره واستطاع رغم كل هذا التربص أن ينفد ويرجع لأمه لتقر عينها ثم يكبر ويكون هو الموعود والنبي الذي يناط به القضاء على فرعون وقد كان، فالأمور هكذا تجرى وجميع المسائل ينطبق عليها الاية الكريمة (قُل لن يصينا الا ما كتب الله لنا) وفي النهاية جميع المسائل تقديرات كونية فللكون رب يحميه وللناس رب يحميهم.
بجانب ما ذكرت يوجد عامل اخر ارغب في التطرق له وهو بكل صراحة قد يبدو غريباً ولكنني اريد أن اسلط عليه الضوء، وهو أن اخونننا في المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية في وسطهم لديهم ظن أن ابراهيم الشيخ "دا زول كويس" وسمعت هذا الحديث من شخص داخل اجهزتهم الأمنية ويصنفونني بأنني "وطني غير ضار" وأنا صراحة لا أعرف ما هو المقصود بوطني غير ضار، والأهم من ذلك حسب ما يتخيل لي بأنهم لديهم "عشم" في شخصي وهذا الأمر قيل كثيراً بأنهم يمكن أن ينتهجوا معي اسلوب "أحسن إلي الناس تستعبد قلوبهم" .. فبخلاف ما حدث في العام الماضي فيمكنني القول بأنهم لم يلحقوا بي ضراراً كبيراً إلي الآن ولعلهم يعتقدون بأنهم يمكنوا أن يستميلوني لجانبهم بشكل أو بأخر في احد الايام، كما انهم منقسمين في داخلهم حولي فتوجد مجموعة تطالب بالقضاء على تماماً ويتركونني كما قال لي احد ضباط الامن بعد اعتقالي فى احدى المرات فقط بملابسي الداخلية..!! في ما تنظر مجموعة ثانية منهم لى بأعتباري مُحسن وخير ووطني وليس لدي اجندة ضار بالوطن وتهمني مصلحة البلاد ولذلك هم منقسمين حولى فالبعض يعمل من اجل القضاء على في ما يطالب آخرين منهم بتركى في شأني لأنني أقوم بأعمال طيبة كثيرة وهذا الحديث تلقيته ومن مصادر موثوقة داخلهم.
أسواق امدرمان .. الرواية الكاملة
دعنا نطرح عليك سؤالاً مباشر حول حسن الظن فيك بخصوص شراكتك في أسواق أمدرمان الذي لم يثير جدلاً وسط القوي المعارضة وانما حتى وسط منتسبي حزبك هل يمكننا أن نعتبره جزء من العشم تلك ؟
موضوع اسواق امدرمان لا علاقة لهم به ودعنى احدثك حول هذه الواقعة من اجل التاريخ "لم يكن لديهم علاقة به لا من بعيد ولا من قريب"، فأسواق امدرمان هي عبارة عن أرض مساحتها 40 الف متر تابعة لجامعة القرأن الكريم وقام مستثمر سوداني مغترب اسمه مصطفي محمد خير ولديه شركة اسمها (الوسن) باستأجر هذه الأرض الفارغة في العام 2005م بمبلغ 350 الف دولار في العام بغرض تشييد أسواق (الوسن)، وللمعلومة فإن (وسن) هذه التي سميت عليها الشركة هي ابنة هذا المستثمر. وبعد ايجار هذه الأرض قام مصطفي محمد خير بجلب عدد من المستثمرين السعوديين لتنفيذ هذا المشروع معه ولكنه فشل وعاد اولئك المستثمريين لبلادهم ولم ينفذوا معه ذلك المشروع وخلال تلك الفترة لم يتوفر له رأس المال الذي يمكنه من إنشاء المشروع.
اذكر في يونيو من العام 2009م اتصل بي شقيق د.الفاتح عمر السيد نائب رئيس حزب المؤتمر السوداني وأخبرني أن هناك جهة لديها مشروع اسواق وفشلت في تنفيذه وربما تقوم الجامعة بنزعه منهم بسبب فشلهم في سداد الايجار لفترة طويلة من الزمن مبيناً أن الجامعة سمحت لهم باستغلال نص في العقد يمنحهم حق الاىستعانة بشريك كفأ لتنفيذ السوق، وابلغني أنه حضر إلي لعرض الفكرة، وأنا بصراحة وقتها لم تكن لدى امكانية مالية بسبب وجود انشطة تجارية لي بجنوب السودان بشكل كبير في التشييد والبناء وتجارة الذرة ويمكنك القول وقتها أن معظم اموالي في تلك الفترة كانت بجنوب السودان ولذلك فقد اعتذرت له في البدء، ثم لاحقني بإصرار وجاء ابن صاحب الشركة ومديرها العام أنيس مصطفي محمد خير وجلسنا لفترات طويلة ثم اقتنعت بالفكرة ولكنني ابلغتهم أنني سأشرع في التنفيذ عقب وصول اموالي من الجنوب.
بعد وصول تلك الاموال قمت شخصياً بالتوقيع على العقد معهم ووقتها لم يكن لجامعة القرأن الكريم علم أو لحكومة السودان أو ولاية الخرطوم علم أو اي جهة داخل المؤتمر الوطني يمكنها أن تقول لديها علم، وبصراحة أنا شخصياً وقتها كنت قلق على المشروع ومستقبله بعد دراستى لجدواه الاقتصادية من امكانية عرقلة تنفيذه من قبل جهات بالمؤتمر الوطني إذا اكتشفوا بأنني جزء منه، وهو ما جعلنى اقرر البداية كشريك في الظل لحين اكتمال المشروع الحالى ووقتها حدث نزاع بيني وبين شركائي في شركة (الوسن) والذي اقتضي ظهوري لأننا احتجنا أيضاً للالتقاء بجامعة القرأن الكريم التي باتت طرف في نزاع أخر بسبب مطالبتها بقيمة الايجارات واقتضت جميع تلك المعطيات ظهوري في الصورة بشكل علني وكامل.
دعني احدثك للتاريخ، كنت اصنف جامعة القرأن الكريم باعتبارها جهة يمكنها ان تختلق معى العديد من المشاكل حينما يكتشفوا بأنني ابراهيم الشيخ المعارض، ولكن للحقيقة وجدت إدارة محترمة ومستقلة تماماً وقدرت في النهاية أن هناك شخص نفذ المشروع وبات في محل تقدير بالنتسبة لها ونظرت للمشروع باعتباره خير للجامعة نفسها بإعتباره يوفر لها مبلغ سنوي يقدر بمليون جنية سوداني –أي مليار جنية بالقديم- مقابل ارض خالية وبعد ثلاثين عاماً يؤول المشروع بكل المنشأت المشيده فيه للجامعة، وحقيقة فإن المخاوف التي كانت بذهني لم أجدها.
واضيف لك معلومة اخرى للتاريخ وهي أن السيد والي الخرطوم د.عبد الرحمن الخضر نفسه لم يزر هذا المشروع ولم تكن لديه فكرة عنه إلا بعد اكتماله تماماً، فحينما طلب منه معتمد أمدرمان تشريف حفل الافتاح الخاص بالمشروع قال لهم"هو في حاجة زي دي في ولاية الخرطوم وانا ما عارفا ؟" وكان سعيد بها للغاية لدرجة أنني حينما التقيت به مباشرة ذكر لى بأنهم محتاجين في الولاية للكثير من هذه المشروعات في الأطراف لقيمتها الاقتصادية والاجتماعية واثرها على الحركة بإعتبارها تخفف الضغط على وسط الخرطوم. وفي النهاية هذا مشروع اقتصادي متكامل، ولذلك بالنسبة لي هل يقال هذا الحديث لأنهم لا يعرفون ابراهيم الشيخ أما ان الأمر يتعلق بعدم وجود مشكلة في وجود شخص معارض كشخصي. وأذكر أن معتمد امدرمان حينما دعا والي الخرطوم لافتتاح السوق والذي استجاب لهذا الأمر باعتباره كان احد مطلب تجار السوق لأن هذا يحقق دعاية وترويج.
من خلال هذا السرد لتلك الوقائع تكتشف بأن السوق وفكرته لم تكن لديها علاقة بشخصي أو المؤتمر الوطني أو الحكومة وبصراحة لم تتم عرقلة لهذا المشروع في اي مرحلة من المراحل، وليس لدى تفسير استطيع أن اذكره لك حيال هذا الأمر وحتى حينما وقعت الازمة بيني وبين شركائي في (الوسن) اعتقدت أن هذا الأمر تم بإيعاز منهم لخلق مشكلة معي، فنحن العاملين في حقل السياسة تغلب علي تفكيرنا في بعض الاوقات نظرية المؤامرة، لكن اكتشفت في نهاية الأمر واتضح لي أن هذا الخلاف ليس لديه علاقة بالحكومة من قبل او من بعد والمشروع حتى الان يعمل.
واقول لك للتاريخ بأنني لم القى في هذا المشروع بالتحديد أي اشكال كما أن معتمد امدرمان اللواء احمد التهامي ظل يتعامل معي بذهنية إدارية مجردة ودن أن تكون لديه غضاضة في أنني معارض للنظام وكان يعلم أن دار حزبنا كانت احد النقاط التي انطلقت منها التظاهرات، واذكر انه في احدى الاجتماعات التي عقدت معه في السوق وبحضور التجار وكانت لدينا بعض الاشكالات وتوفير بعض المعينات للسوق وتمت دعوته لحلها انه قال لي هذا الأمر بوضوح تام في ذلك الاجتماع، وبشكل صريح لم ينتابني أي احساس بانهم تعمدوا خلق مشاكل معى في هذا السوق أو مضايقات وتمضي الامور بشكل عادي ولا استطيع أن اوجد لك تفسير لمسببات هذا التعامل وعدم تعطيلهم للعمل كما كان يعتقد البعض واعتقدت انا شخصياً ان هذا الأمر سيحدث وهو ما جعلني خارج الصورة رسمياً لمدة ثلاثة اعوام لحين اكتمال تنفيذ السوق فوقتها كنت امول وانفذ دون ظهور علني لحين اقتضاء ظهوري بسبب النزاعات والخلافات التي نشبت حيث وجدت معاملة محترمة وطيبة من إدارة جامعة القرأن الكريم وحتى الان فإن علاقتي بهم مميزة وكذلك من معتمد امدرمان اللواء احمد التهامي.
لكنك حينما تأتي لموقع اخر تجد مشاكل اخرى فمثلاً في نشاطي التجارى بالسجانة وبعد عودتي للخرطوم من زيارة منطقة النهود الاخيرة والتي حدثت فيها ضجة كبرى في المناطق الغربية من شمال كردفان برزت مشاكل جديدة حيث جاءت تقديرات ضخمة للضرائب بقيمة 59 مليار جنية –بالفئة القديمة، المحرر- دون اي اسباب أو مقدمات بعد مراجعة ضرائبي لمدة 5 أعوام سابقة، ورغم انها منصوص عليها بالقانون لكنها تبدو غريبة للغاية لأنها لا تحدث بصورة متكررة للشخص فهذه هي المرة الثانية خلال عام واحد تمت مراجعتي لمدة عشرة اعوام سابقة، وطالبوني بضريبة ضخمة بدون سبب وبشكل يحتوى على مقدار من الفبركة وتم القاء القبض على في يوم الجمعة بواسطة نيابة الضرائب ايضاً بدون أي مقدمات ووقتها كنت في مرحلة الاستئناف وكان فيها جدل، ما اذكره ان اقتيادي لحراسة نيابة الضرائب تصادف وقتها مع اندلاع التظاهرات الاخيرة والتي مكثت فيها يومين أو ثلاثة ايام.
في تقديري أنهم يتعاملون معي بجزر معزولة وليس لديهم توجه عام اتجاهي وفي بعض الاحيان يكون الامر اجتهادات افراد منهم ليلحقوا بي الضرر حيث تجلس الجماعات الخاصة في ما بينهم ويقولون أن هذا الشخص بدأ في النمو ولديه موارد وبات يشكل خطورة وعلينا أن نسعي لتجفيف موارده .. وهذا الأمر ابلغني به شخص حضر إلي وقال بأنه تم استدعاء رئيس المنطقة الفرعية لمنطقتنا بشمال كردفان للخرطوم والذي التقي خلال زيارته تلك في اجتماعات مع عدد من الشخصيات القيادية النافذة المنتمية لمنطقة شمال كردفان والتي قيل فيها"انتظروا شوفوا حنعمل شنو في إبراهيم الشيخ لو ما خلينهوا (يشحد)" .. وفعلاً بعدها بزمن وجيز حدثت لي اشكالات الضرائب التي سردتها سابقاً ولا تزال قضية معلقة وانتهت الان لمبلغ "6 مليار وشوية" وهي حقيقة بلا سبب فهي ضرائب سبق أن سددتها وموجودة بالمستندات وحتى الضريبة الاخيرة للعام 2010م ضمن الاعوام الخمسة التي تمت مراجعتها كانت خاضعة للجان موجودة في مكتب كبار الممولين وكنت في مراحل الاستئنافات والاجراءات العادية المتبعة في الضرائب لكن تم اختطاف الملف من مكتبي واحيل لإدارة التهرب الضريبي وتتم إدارته بوضع اشبه بحالة الطوارئ بدون ضوابط أو نظم ضرائب أو لوائح فبخبط عشواء تطلب منك ضريبة قيمتها 59 مليار جنية ثم تنقص لثلاثين بعدها لعشرين ولخمسة عشر إلي أن انتهت لستة مليارات والأن هذه القضية موجودة في مكتب الامين العام.
حينما سألت جميع الحهات واستفسرتها عن الجهة التي اختطفت ملفي توصلت في النهاية مما قيل لي والاحياءات وحتى من استنكار الموظفيين المهنيين الحقيقيين بالضرائب بأن الملف مدار بشكل سياسي، وبخلاف ذلك جاء توجيه سابق من الامن الاقتصادي بالتزامن مع هذا الاجراء بالبحث عن حساباتي الشخصية في البنوك من الخرطوم وحتى النهود وكل فروع البنوك العاملة في السودان وأدعوا بأنني امتلك حسابات كثيرة ومتعددة هذا بخلاف الادعاءات الاخرى بأن مصدر اموالي الولايات المتحدة وحتى إسرائيل، والمدهش انهم صدقوا هذه الادعاءات ومضوا فيها قدماً وقام الامن الاقتصادي بفحص ومراجعة كل حساباتي الشخصية وهذه القضية معروفة ومعلومة من قبل الجميع وحتى أنني ذهبت لبنك السودان المركزي واستنكرت هذا الاجراء وتحدثت مع احدى الجهات ببنك السودان التي لم يكن لديها أي تفسير لهذه الاجراءات والتي وضح أن الامن الاقتصادي وجهات اخرى تقف من ورائها، وفي الاخر لم يتوصلوا لادعائهم بأن اموالي مصدرها امريكا أو اسرائيل. وكما قلت لك بأن الأمر يمضي على هذه الوثيرة ففي بعض الاماكن تمضي الامور بشكل عادى وفي اخرى تجد مضايقات كثيرة جداً وهو ما تكرر بشكل كثير خلال العام الأخير ولعل مرد هذا الأمر بانني بت من الناشطين ضمن قوى الاجماع ولذلك اعتبروا أنني بت مهدد امني وسياسي وبالتالي هم يتصدون لي بالآليات سواء كانت ضرائب أو غيرها.
(نواصل)
رئيس حزب المؤتمر السوداني ابراهيم الشيخ (2-3)
هؤلاء سيتضرروا إذا استمرت الضغوط الاقتصادية على
حزب الامة يتحفظ على هاتين النقطتين بالإعلان الدستوري
الحديث بأننا علمانيين ما عادت مقبولة لأهل السودان أو لنا كحزب
مشروع وشعار السودان الجديد لم يسقطا بانفصال الجنوب
حاور: ماهر أبوجوخ
تصوير: سعيد عباس
في الحلقة السابقة قدم رئيس حزب المؤتمر السوداني والقيادي البارز بتحالف قوي الاجماع المعارض ابراهيم الشيخ افاداته حول القضايا المتصلة بالجدل السياسي والاقتصادي الدائر حوله بسبب جمعه بين (الثروة) و(المعارضة) وووقائع مشاركته في اسواق امدرمان. في هذه الحلقة يقدم افاداته ل(السوداني) حول العديد من القضايا على رأسها خيارته الاقتصادية في ظل استمرار الضغوط الاقتصادية عليه وموقفهم من قضايا (العلمانية) ومشروع السودان الجديد وتحفظات حزب الامة القومي على وثيقة الاعلان الدستوري لقوى المعارضة، فإلي مضابط الحلقة الثانية من هذا الحوار.
++
مآلات الضعوط الاقتصادية
استناداً لتلك الوقائع هل تعتقد انهم شرعوا فعلياً في انفاذ تهديداتهم السابقة بأنهم سيحطموك اقتصادياً ؟
والله اكيد، فإذا كانت تأتيك ضريبة بقيمة 59 مليار جنية وهذا مبلغ انا نفسي لا امتلكه وفي النهاية الخيارين اللذين امامك إما أن تدفع أو تبقي في السجن، أما إذا اردت أن تستئأنف فعليك القيام بسداد 25% من المبلغ الذي فرضه عليك الموظفين حتي يكفل لك حق الاستئناف لتوضح أن تلك التقديرات صحيحة أو خاطئة، وهذا الأمر يخلو من العدالة وغير دستوري ولكن هذا قانون الضرائب بأن تدفع 25% من المبلغ المفروض عليك قبل الدخول لأي من مراحل الاستئناف الثلاثة، كما أن تلك التقديرات غير قائمة على بينات أو على نشاط مثلما حدث في تقييم مبلغ ال59 مليار جنية، وحتي إذا افترضوا نشاط وهمي ومفبرك وأسسوا عليه ضريبة واتضح بعد المراجعة أن ذلك كان أمر مفبرك وزائف وغير حقيقي وبالنسبة لي كان هذا الأمر عبارة عن فضيحة لديوان الضرائب، ورغم أنهم يعزون الامر لورود معلومة لكن تلك المعلومة تستوجب التقصي والاستيثاق على اساس البيانات والمستندات حتي تحدد مقدار النشاط الذي قمت به في مجال العمل بمجال الحديد او استيراده وهي معلومات متاحة وموجودة بكمبيوتر الجمارك وسجلات المصانع، هذا المجال واضح للغاية ولا يوجد فيه مجال للتهرب الضريبي فالكمية التي اشتريتها من السيخ من المصانع أو التي قمت باستيرادها متاحة في كمبيوتر الجمارك ولذلك لا توجد مساحة تهرب كبيرة.
هل تتوقع تصاعد هذه الاجراءت تجاهك وهل لديك أي خطط بديلة للتعامل مع الموقف مستقبلاً ؟
من حسن الحظ أنني كنت في الفترة الاخيرة لدى انشطة بجنوب السودان ولا زلت أعمل هناك بجانب عملى بمجال النقل من إفريقيا ليوغندا وكينيا وجوبا ودبي وانشطتي مستمرة ولذلك لن اتأثر بمدى كبير بما يحدث، ولكن الضرر الذي سيقع سيكون على عاتق مجموعة كبيرة من العاملين في الصناعة أو التجارة أو الأسواق التي أديرها وتسترزق بيوتهم وتفتح من هذه الانشطة. ببساطة كل ما سيحدث حينما تأزم المواقف وتفتعل معارك معي فإن اولئك الاشخاص سيفقدون مواقع عملهم، والدولة نفسها ستفقد موارد توفر لها سواء كانت ضرائب أو جمارك أو عوائد أو قيمة مضافة وغيرها من الاشياء التي نلتزم بسدادها تبلغ مئات الملاين بل المليارات التي تدفع في العام الواحد والتي تذهب للخزينة العامة للدولة. وحينما تجفف ابراهيم الشيخ فإنك تقوم بتجيفيف مشاريعه الاقتصادية التي أنشائها بشكل غير طفيلي وإنما مشاريع حقيقية في الصناعة وذات جدوى اقتصادية ضخمة جداً كأسواق امدرمان الكبرى والذي يحتوى على 432 محل تجارى ومطاعم وهايبرد ماركت على مساحة الفي متر افتتحته مجموعة النفيدي في يوم 12 ديسمبر الجارى والذي تطرح فيه منتجات غذائية بأسعار مخفضة للمواطنين بسعر تكلفة المصانع، وجميع هذه المشاريع ليست انشطة طفيلية من اجل الربح السريع ولكنها ذات قيمة اقتصادية وملتزمة بالناس والبلاد والقيم التي أومن بها والتي استهدى بها عند ممارستى للتجارة استناداً لاخلاقي وقيمي تجاه ابناء بلادي التي تشربتها وترعرت عليها منذ طفولتي.
جدل العلمانية والسودان الجديد
دعنا ننتقل لمحور اخر يختص بشانكم الحزبي حيث يوجه لحزبكم المؤتمر السوداني اتهاماً بأنكم تقدمون خطاباً ورؤى فكرية اضعف مما يطرحه فصيلكم الطلابي مؤتمرالطلاب المستقلين الذين يتحدثون عن دولة علمانية بشكل واضح في ما تتطرحون في الحزب اطروحة الدولة المدنية ؟
نحن نتحدث عن دولة مدنية باعتبار أنك لا تستطيع الآن تناول قضية العلمانية في السودان بشكلها الواضح والصريح والسافر في ظل ما هو موجود في اذهان الناس العامة عن الدولة العلمانية الذين يرفضون حتي كلمة (العلمانية) والتي تم ابتذالها ايضاً بواسطة الإسلاميين والحركة الإسلامية والجماعات الدينية فباتت مرتبطة في ذهنية الشعب السوداني بكل ما هو قبيح وفاجر وفاسق من خمور و"عربدة" وداعرة وهم يرجون لذلك. أنت لا تستطيع أن تنفصم او تنفصل من هذا الواقع وبالتالي لا تستطيع قول هذا الأمر في ظل وجود هذه المعطيات بذهنية أهل السودان.
نحن نعتقد أن الدين مكون أساسي للشعب السوداني ولو أردت القيام بعمل سياسي في السودان لابد أن تعلى من هذه القيمة وتعترف وتهتم بها، ولذلك اقول لك بالنص أن الحديث بأننا علمانيين ما عادت مقبولة لأهل السودان أو لنا كحزب ونحن ننادي بدولة مدنية ليست ضد الدين ولا تقوم بنفيه من الدولة والمجتمع تماماً ونحن نقف على مسافة متساوية مع كل الأديان ونعبر في حركاتنا وفي ادائنا السياسي عن قيم ومعتقدات هذا الشعب باحترام. وهذه هي المسألة برمتها ولذلك لا يمكننك القول بأن هناك تناقض بيننا في الحزب وقطاعنا الطلابي حيال هذه الجزئية، وفي النهاية التعبير الدقيق بأننا نقف على مسافة متساوية من كل الأديان.
تتبنون مشروع السودان الجديد الذي انتهي وآل للزوال والاندثار بانفصال جنوب السودان فهل يمكننا القول بأنه بإنهيار فكرتكم المركزية تلاشي دوركم ؟
حقيقة أن مشروع السودان الجديد الذي طرحته الحركة الشعبية بشكل قوى بحكم آلتها العسكرية وزخمها السياسي وبحكم اتفاقية السلام الشامل وكاريزما قائدها د.جون قرنق بات لديه صدى كبير وأتباع كثر، ونحن منذ تشكلنا كحركة طلابية في مؤتمر الطلاب المستقلين بالجامعات والمعاهد العليا انتبهنا لضرورة وجود سودان جديد نسبة لوعينا المبكر السابق حتى للحركة الشعبية نفسها بوجود صراع بين المركز والهامش جراء وجود مركز قابض على السلطة والثروة وباطش فاسد ومستبد في مقابل هامش محروم ومهمش خارج جغرافيا وتاريخ السودان يتعالى عليه المركز ويفرض عليه ثقافته ويسعي لتذويبه في ما يعرف ببوتقة الانصهار لصالح المركز، ومنذ وقت مبكر قلنا أنه إذا لم يتم الاعتراف بحقوق المجموعات المهمشة في اطراف السودان وحقها الثقافي وتعددها الديني وفي العيش الكريم وفي التنمية وتحدثها بلغتها وتخصيص مساحة مقدرة لها في الإعلام فسيحدث انفجار للغبن الكامن في نفوسهم وهذا ما حدث بالضبط لم نكن نرجم ووقتها بالغيب أو ندعى أمر غير حادث وهذا ما يحدث الان حيث توجد الحركات المسلحة والمعبرة عن الهامش التي تعد هذه هي مطالبها الحقيقية، وبالتالي فإن مشروع السودان الجديد قائم وهو جديد ينهض على هذا القديم وعلى هذا الواقع الفاسد، ولذلك فالمشروع والشعار لا يسقطان، وحتى إذا حدث الآن تغيير ولم يكن مرتكزاً على مشروع السودان الجديد أو يتم الاعترف بالمظالم التاريخية والإقرار بحقوق المهمشين واعادة القسمة العادلة في الثروة والسلطة وتحقيق التوازن الثقافي والديني والاقتصادي إلي الوطن فإنني اتصور أن نعود مجدداً للدائرة الشريرة بحدوث تغيير بثورة ولفشلنا في إدارة هذا التعدد بالشكل الأمثل يقع انقلاب اخر مستفيداً من الأزمات التي تصيب الوضع الديمقراطي ويأتي بدعاوي معالجة العلل والتصحيح ليصبح هو نفسه بلا أدوات أو وعى أو الارادة السياسية التي تمكنه من تصحيح الأوضاع لينتكس وهكذا.
لذلك للحيلولة دون حدوث هذا الأمر كله فأعتقد أن التجربة الاخيرة الحالية للمؤتمر الوطني ملكت الشعب السوداني وعى عميق جداً بطيعبة الأزمة وبالمطلوب لحلها والمتمثل في مشروع السودان الجديد الذي طرحته الحركة الشعبية وطرحناه نحن من قبل وقوي سياسية مستنيرة عديدة ويظل هذا السودان الجديد اشواق كل المهمشين والناشطين والديمقراطيين والأحرار والمحبيين لبلادهم ويريدون لها الخير والنماء.
خلاف مجلس السيادة ومرجعية القوانين
دعني اطرح عليك سؤالاً مباشراً بوصفك قيادياً بارزاً في تحالف قوي الاجماع الوطني المعارض هل تعتقد أن القوي المعارضة مستعدة للقيام بالتغيير ولمرحلة ما بعد التغيير ؟
إرادة القوي السياسية تجلت الآن بشكل واضح في برنامج البديل الديمقراطي والذي قام بتشريح الأزمة في السودان بشكل واضح ووضع الخيارات البديلة للأزمات الموجودة حالياً في البلاد سواء كانت اقتصادية أو اجتماعية أو الثقافية أو أزمة الهوية حيث تواصت وتراضت كل القوي السياسية على مشروع البديل الديمقراطي الذي اشتمل على جميع تلك القضايا وهو حد إذا ما تم الالتزام به من قبل الجميع دون نكوص على الاعقاب بعد حدوث التغيير اتصور أننا كلنا متفقيين.
يوجد مشروع الإعلان الدستوري وهو مكمل لبرنامج البديل الديمقراطي والذي حدد هياكل السلطة والأقاليم والصلاحيات وتشكيل المؤسسات وإعادة بناء الخدمة المدنية واسترجاع استقلالية القضاء وسيادة حكم القانون والالتزام بالدستور والحقوق الاساسية للمواطن والحريات، لكن هذا الاعلان الدستوري يعاني حالياً من حالة شد وجذب مع اخوتنا في حزب الأمة ومن قبل مع اخوتنا في المؤتمر الشعبي حيت تمت تجاوز عقبات الشعبي حيال القضايا التي طرحها والأن هم متفقين معنا بنسبة 100% في ما يتصل باعلان الدستوري.
وكل ما تبقي هي نقاط خلافية صغيرة اتصور أن يتم تجاوزها في الاسبوع القادم تماماً من قبل حزب الأمة وجميع الأطراف الآن حريصة على وحدتها وتماسكها للعبور للتغيير المنشود ولتنزيل هذا البرنامج على الأرض تفادياً للاشكاليات التي حدثت في دول الربيع العربي التي لم تمتلك فيها قوى التغيير برنامج أو إعلان دستوري واضح يحكم مسار الفترة الانتقالية ويكفل لنا بعبور مرحلة من مرحلة ونضع فيها السودان في الاتجاه الصحيح.
حتي ييملك الرأي العام الصورة كاملة، فالمتاح حالياً هو حديث عن وجود تحفظات لحزب الامة القومي دون تفاصيل فهل يمكنك أن تلخص لنا تلك التحفظات ؟
يطرح الاعلان الدستوري مجلساً للسيادة مكون من رأس للدولة بجانب 6 اعضاء آخرين ويعتبر حزب الامة أن مجلس السيادة استناداً لتجاربنا التاريخية بعد ثورة اكتوبر 1964م وانتفاضة ابريل 1985م تسبب ابان الفترات الانتقالية تلك في الاقعاد بالدولة وحال دون اتخاذ قرارات جوهرية ومحورية بسبب تشاكس المجموعات نتيجة وقوف جميع اعضائه على مستوي واحد ولذلك فإن اتخاذ القرار من قبله يبدو امر تشوبه صعوبة، واقترح الامة نظام رئاسي بدلاً من مجلس السيادة يرأسه رئيساً للجمهورية ونوابه وفي تقديره أن هذا ادعى لاتخاذ قرارات قوية بجانب امر اخر نتفق معه فيها وهو أن البلاد حالياً في حالة سيولة وإذا لم يوجد نظام مركزي قوى يعبر عنه برئيس فإن الأمر قابل للانفلات، ولذلك فهم يعتقدون –ويقصد حزب الامة، المحرر- أن مجلس السيادة لن يكون قادراً على تجميع هذا الشتات والسيولة في ما يمكن لرئيس جمهورية قوي بصلاحيات واضحة تحقيق هذه الغاية ويحول دون انزلاق السودان للتفتت والتمزق كما حدث في الصومال في مناطق اخرى كثيرة او ما نشاهده حالياً في ليبيا.
الان تم التوافق معهم على هذا الأمر بالاتفاق على مجلس رئاسي مكون من 6 أعضاء يمثلون اقاليم السودان المختلفة من بينهم امرأة بغرض حفظ دورهن وحقوقهن بعدما صرن كيان ورقم لا نستطيع تجاوزهن في المجتمع بحكم دورهن وتأثيرهن حيث سيقوم هؤلاء الاعضاء بإختيار رئيس من بينهم يعتبر رمز الدولة والمعبر عن وحدتها والذي سيمنح صلاحيات محددة في شئون الدفاع أو إعلان حالة الطوارئ أو التمثيل الخارجي وتعيين واستقبال مندوبي السلك الدبلوماسي والسفراء، ويبحث حزب الامة عن مزيد من الصلاحيات للرئيس في ما يتصل بالعلاقات الخارجية والعلاقة بجهاز الامن وغيرها.
عموماً الأمر برمته خاضع للنقاش ويمكنك القول بأننا نمضي صوب مدى بعيد للتواثق والاتفاق حول هذا الجند، كما توجد قضية ثانية اثارها حزب الامة والمتمثلة في طبيعة القوانين هل تكون إسلامية أم مدنية ؟ وأيضاً هذه القضية يمكننا القول بأننا نمضي فيها صوب وفاق.
(نواصل)
رئيس حزب المؤتمر السوداني إبراهيم الشيخ (3-3)
هذا شرطنا لقبول انضمام أي من منسوبي (الوطني) للمعارضة
إذا كانت قيادات المعارضة جادة في التغيير فعليها القيام بهذا الأمر
(الاتحادي) اختار مصيره فارق المعارضة وبات شريك أصيل ل(الوطني)
حلول الأزمة الاقتصادية ساهلة وبمتناول يد الحكومة ولكن
حاور: ماهر أبوجوخ
تصوير: سعيد عباس
في هذه الحلقة الاخيرة يقدم رئيس حزب المؤتمر السوداني والقيادي البارز بتحالف قوي الاجماع المعارض ابراهيم الشيخ افاداته حول مخاوف الشعب السوداني من تكرار تجارب التغيير السابق وموقفهم من احتمال التحاق بعض قيادات ومنسوبي حزب المؤتمر الوطني بالمعارضة والصورة الذهنية المرسومة لدى الشعب السوداني عن قيادات المعارضة والتي لخصتها اللافتة التي كتبها السكرتير السياسي الراحل للحزب الشيوعي السوداني محمد ابراهيم نقد والتي قال فيها "حضرنا ولم نجدكم".
الخوف من التغيير
العديد من المراقبين يعتقدون أن الشعب السوداني لا يخشي التغيير ولكنه يخشي من تكرار التجارب السابقة في اكتوبر وابريل خاصة أن ذات الوجوه المسؤلة من ذلك الفشل حاضرة وموجودة على مسرح تحالف قوي الاجماع لاي مدي تتفق مع هذا الرأي وهل تعتقد أن هذا هو السبب الحقيقي لتأخير التغيير ؟
لا أستطيع ان انفي ترديد البعض لهذه المقولة في ما يطرح آخرون سؤال "من البديل ؟" وهاتين الرؤيتين موجدتين بالساحة السياسية ولكننا نقول على السودانيين عدم الخشية من التغيير ومهما يكن من أمر فأي تغيير هو أفضل من الوضع الحالى وسيكون فيه خير كثير لأهل السودان فإستمرار هذا النظام في الحكم يعني المزيد من الأزمات ومواصلة للحروب الاهلية الموجودة الأن في جنوب كردفان والنيل الأزرق ودارفور وحتى في الشرق وتعمقها وتمددها بشكل أكبر وتجعل سقف المطالب للحركات الحاملة للسلاح ترتفع مثلما حدث في تطور قضية جنوب السودان والتي كانت مطالب محدودة وبحث عن التنمية والعدالة والمساواة والفرص المتساوية في السلطة والثروة وانتهت بتقرير المصير، فكلما تطاول بقاء النظام ارتفعت سقف المطالب ثم نجد وطننا في مفترق طرق.
حدوث التغيير الآن إذا كان لديه قيمة واحدة فهو محافظته على ما بقى من السودان ووحدته ومن المؤكد أن السلاح سيتم وضعه جانباً وحتى الحركات المسلحة لدينا مساعى بغرض ضمها لقوى الاجماع بإعتبارهم رقم لا يمكن تجاوزه ليعمل الجميع من خلال جبهة واحدة من اجل تحقيق برنامج بديل ديمقراطي وإعلان دستوري موحد، ولذلك فالخوف في تقديري غير مبرر، فصحيح أن النخب السابقة كان لديها اخطائها وتجاوزاتها وعجزها وفشلت في استشراف افق جديد لأهل السودان وظلت تجتر أزماتها وتعيد انتاج مشاكلها والبلاد في دورات الحكم التي تولتها، وهنا لا أريد أن اقول بأنهم "كأل البربون لم ينسوا شيئاً ولم يتعلموا شيئاً" فنحن ندير معهم حوارات عميقة حول مشاكل البلاد وازماتها لقد بدأوا يتعلمون، فالمؤتمر الشعبي الذي جاء للسلطة عبر الانقلاب أو حزب الأمة الذي حكم مرتين وتردد في التوقيع على اتفاقية سلام في وقتها كانت ستكفينا شر البلاء الذي نعاني منه حالياً.
بالنسبة للاتحادي الديمقراطي (الاصل) فقد مضي للمؤتمر الوطني وهو شريك أصيل له وبدون فك ارتباطه بالمؤتمر الوطني لا اعتقد أنه سيكون لديه دور في التغيير القادم، ويقف مع المؤتمر الوطني في نفس المكان و يحارب الآن من خندق السلطة ومتشبث بسلطة وبرنامج المؤتمر الوطني وهو الان ليس لديه صوت مع المعارضة أو في الإصلاح بخلاف صوت المؤتمر الوطني وهو ارتضي لنفسه هذا الدور والمصير وبالتالي سيكون "انفكا" من المعارضة وتبقى الآخرين الملتزمين ببرنامج البديل الديمقراطي والإعلان الدستوري وبكل ما برز من قضايا إحترام التعدد والتبشير بدولة المواطنة بوضوح دون لبس أو غموض ووطن متعدد والتي تعتبر في مجملها قضايا تم التواثق حولها ولا يوجد حولها اختلاف.
النقطة الاهم أن الشعب في خاتمة المطاف هو السيد والآمر والناهي ومطالب بأن يقول كلمته وهو نفسه الذي يتسأل "هل ستأتينا نفس الوجوه ؟" فهو الذي سيختار الاصلح عبر صناديق الاقتراع ولذلك عليه أن يقول كلمته ويختار بوعى ولذلك على القوي المستنيرة والحديثة أن تقنع الآخرين بها لا سيما أن المعركة في خاتمة المطاف ستحسم عبر صناديق الاقتراع، فلذلك مهما ارتفعت أصوتها وتحدثت دون قيامها ببناء قواعد حقيقية وتمكنت من الوصول لعامة الشعب وطرحت مشروع السودان الجديد بشكل واضح وعميق وسط المواطنين سنصبح مجرد حركات ضغط وفوران أكثر من كونها حركات بإمكانها قيادة التغيير ما بعد سقوط هذا النظام.
هل التغيير قادم ؟
-بعد تنهد قصير- لا محالة، فالتغيير قادم بل حتمي لأن الازمات استفحلت والنظام يتخبط ويتأكل من داخله وشهدنا ما حدث في المؤتمر الأخير للحركة الإسلامية والذي قصد المؤتمر الوطني من قيامه تحقيق قدر من التماسك ولكنه بدلاً عن ذلك افضي حسب تصوري لنكسة كبيرة جداً ووضح أن هناك تيار مناوئ للتيار الرئيسي الباطش والفاسد والمستبد وتم الحديث عن الإصلاح بشكل واضح، ولكن في تقديري هذا الأمر ليس كافياً يحب على هذا التيار أن يعبر عن نفسه بشكل اكبر وصولاً مرحلة فرز "عيشته" من المؤتمر الوطني.
المعطيات التي نقرأها جميعاً تشيير إلي ان السودان لا يمكن أن يمضي على هذا المنهج بعد اندلاع الحرب في كل مكان وميزانية بها عجز 10 مليار جنية سوداني –بالفئة الجديدة للجنية، المحرر- تحتوى على تباين في ما بين مجلس الوزراء الذي اجازها وفي طريقها للبرلمان ترتفع اصوات من داخل مجلس الوزراء تنتقدها وتدعو لجعلها لصالح الشعب وواضح انها ميزانية تفتقر للاحساس بالمواطنين وجل هدفها امتصاص دماء الشعب و"طلعت زيت الناس زي ما بيقولوا" ولا يوجد افق لسد هذا العجز إلا بالمزيد من الضرائب والأعباء على المواطنين مع انعدام الموارد الحقيقية والتي تعتبر اكبر المشاكل التي تواجه البلاد جراء اختزال الموارد فقط على الضرائب والجمارك والتي بدورها غير متاحة حتى لأجهزة الضرائب لتوقف العمل التجارى وشح الدولار لإستيراد السلع ولا توجد صناعات تنتج لتدفع ضرائب أو رسوم إنتاج أو جمارك للخام وهي في مجملها إشكالات، ويعتبر خير دليل والمرأة لأزمات هذا النظام هي هذه الميزانية المتعثرة في اورقة البرلمان والتي تعذر اجازتها بشكلها القبيح الحالي.
ويصيبك الاندهاش أيضاً حينما تجد أن الحلول ساهلة وفي متناول اليد والمتمثل في انفاذ اتفاقيات التعاون مع جنوب السودان التي تكفل موارد إضافية من رسوم عبور البترول بجانب مبلغ الثلاثة مليار دولار التي سيدفعها جنوب السودان على مراحل بخلاف التجارة التي يمكن أن تنشأ بعد فتح الحدود، والتي بإمكانها أن تصبح الحل للميزانية الحالية المتعثرة، لأنهم صاروا بلا بصر أو بصيرة باتوا غير قادرين عن وضع يدهم على الحل القابل لتمديد عمر حكمهم إلي حين، ولكن لأن التغيير أصبح حتمي وأمر الله بات نافذ عليهم يتخبطون الآن وهم بلا خيارات كثيرة وفي نفس الوقت أهل السودان هم ايضاً بلا خيارات كثيرة إلا أن يغيروهم ومن يعتقد أن هذا النظام قابل للترقيع أو الإصلاح من داخله من قبل مجموعات مستنيرة كدكتور غازي صلاح الدين أوالعميد ود ابراهيم وغيرهم فهذا بات غير ممكن فقد اتسع الرتق على الراتق، ولذلك فالحل الوحيد المتاح هو أن يمضي هذا النظام إلي سبيله بثورة أو بغيرها فيجب أن يرحل ويقوم بتسليم الأمر لأهل السودان ليقوموا بوضع البلاد في الاتجاه الصحيح وطريق البناء والتعمير ووقف الحرب والفساد والاستبداد واستعادة الحريات والديمقراطية والتوافق على الدستور والتي تعتبر الآن قيم مفقودة ويعجز النظام عن تقديمها وعاجز حتى عن اصلاح نفسه وبات كالفرعون عارى يخبره الناس بأنه عارى وهو مصر على أنه ليس كذلك .. وهذا النظام عبارة عن فرعون يمشي على الأرض.
ترحيب مشروط
هل تتوقع في خضم التطورات الاخيرة وسط صفوف الحزب الحاكم انضمام مجموعات منهم لخياركم الداعى للثورة واسقاط النظام ؟ وإذا افترضنا حدوث هذا الأمر ماذا سيكون موقفكم في تحالف قوى الاجماع الوطني ؟
نحن في تحالف قوي الاجماع الوطني حركة سياسية منفتحة ومستوعبة لكل التيارات السياسية المناهضة للنظام ولذلك فاي مجموعات تخرج لم تكن جزء من الفساد واياديه غير ملطخة بدماء أهل السودان وراغبة في الإصلاح والتغيير ومقره بأن هذا النظام فاسد فلا سبب يمنع رغم أن بعض الأصوات ترفض، ولكن في تقديري الأبواب مفتوحة وليس هناك ما يمنع أو يحول بينا وبين هذه المجموعات، ولو تابعت مسار ثورات الربيع العربي بأنه في أوقات متفاوتة التحقت مجموعات من داخل تلك الأنظمة بالثوار وكانوا خير عون للثوار، والآن في سوريا تجد أن المجموعات الحاملة للسلاح ضد النظام تشهد يومياً التحاق مجموعات من الاستخبارات والجيش والوزراء ولا يتم استنكاف هذا الأمر ورفضه والتمسك بضرورة قتلهم وقبرهم مع النظام، وأعتقد أن لدينا ذهنية منفتحة جداً تستقبل هذه المجموعات وتستوعبها وفي ذات الوقت فإننا بحاجة الآن لمزيد من السواعد والأراء واصحاب العزم والعزائم الذين يريدون التخلص من النظام، ولا يوجد وضع أفضل لأهل السودان من "شهد شاهد من أهلهم" ولذلك اي مجموعات تنسلخ من النظام وتنضم للمعارضة سيكون لديها القول الواضح وحدوث مثل هذا الأمر سيعزز موقع المعارضة ويظهرها بأنها ليست مجموعة تنشد السلطة وانما هناك أزمة حقيقية استدعت خروج مثل تلك المجموعات من السلطة والمؤتمر الوطني وقررت الالتحاق بالمعارضة وباتت تدعو لتبديله.
هذا الوضع لن يكون شاذاً فقد حدث مع حزب المؤتمر الشعبي من قبل فهو الذي اتى بهذا النظام ولكنه الآن معنا بقوى الاجماع ولا تستطيع جهة أن تتدعى بأننا نميز المؤتمر الشعبي أو ننظر له بإعتباره الذي أتى بهذا النظام، وفي النهاية هو أعلن توبته من النظام ووضع يده مع المعارضة وارتضي مواثيقها وعهودها وبرنامجها ويتحدث بصوت عالى بإسقاط النظام "ونحن في المعارضة مأخدنوا بالاحضان" .. والآن إذا أعلن د.غازي صلاح الدين غداً خروجه من النظام وهو طاهر اليد واللسان وغير ملطخ بدماء الإبرياء فسنقوم باستيعابه ولا غضاضة في ذلك.
هل تتكرر لافتة (حضرنا ولم نجدكم) ؟!
الصورة الذهنية الشعبية لقيادات المعارضة ودعوتهم للتغيير تلخصها اليافطة التي كتبها السكرتير السياسي السابق للحزب الشيوعي الراحل محمد ابراهيم نقد "حضرنا ولم نجدكم" إذا حانت لحظة التغيير هل ستكونون في الصفوف الأولي أم سيحضر الشعب السوداني ولن يجدكم ؟
في ندوة الأربعاء الأخيرة التي عقدت بدار حزب الأمة القومي التي شهدها السيد الصادق المهدي بعد عودته من لندن والقاهرة طالبت يومها بشكل واضح وسافر بأنه إذا اردنا تغيير حقيقي لابد أن نتقدم الصفوف وايدينا متشابكة مع بعضها البعض "يد الصادق فوق يد الترابي فوق يد السنهوري فوق يد الاتحاديين فوق يد ابراهيم الشيخ فوق يد الخطيب" ومن غير ذلك فاتصور أن أهل السودان سيظلوا حائرين لا يعرفون هل هؤلاء جميعهم على قلب رجل واحد أم لا ؟ لكن في اليوم الذي ستتشابك فيه هذه الأيدى وتخرج للشارع وتتقدم الصفوف أتصور وقتها أنها سيكون بمثابة القول الفصل. ولكن قبل ذلك تظل دعوات الخروج للشارع والميادين والثورة جميعها إذا لم تتوج وتعزز وتوثقت بتشابك كل هذه الأيادي وخرجت كما يقال "صورة وصوت" للشارع لن يأخذ الأمر مسارته الصحيحة والتدافع نفسه لن يتم بالطريقة المنشودة، وهذه الخطوة مطلوبة بإصرار وإلحاح وانا طالبت بها في تلك الندوة وحتى الامام الصادق المهدي أمن عليها وقال انها الخطوة المطلوبة، واليوم – وكان يعني يوم الاحد الماضي، المحرر- سيعقد اجتماع بدار حزب الامة الذي ستحضره قوى الاجماع على مستوي مؤسسة الرئاسة والهيئة العامة لقوي الاجماع أعتقد أن هذا الأمر سيكون محور الحديث وفي تقديري أن هذا الاجتماع سيكون له ما بعده إنشاء الله.
هل تتوقع أن تكون هذه الخطوة قريباً ؟
نحن لا نريد أن نربط خروجنا للشارع بسبب الزيادات أو الخبز أو السكر أو المواد البترولية أو إغتيال طلاب غدراً في جامعة الجزيرة أو اندلاع الحرب هنا وهناك ولكن لكل هذه الأشياء التي امتهنت الوطن واذلته وجلعت صورته قبيحه في كل المجتمع الدولي وتطارد المحكمة الجنائية رئيس الجمهورية ووزير الدفاع ووالي جنوب كردفان وكل رموز النظام ولكل ذلك نعتقد ان هذا الوطن والشعب امتهنت كرامتهم وبالتالي فإننا نريد أن نخرج للشوارع ونثور لاسترداد الوطن المختطف والمنهوب والمسروق والمغتصب وهذه هي قضيتنا وليست القضايا التي يمكن أن تحل غداً أو بعده ونحن نريد أن نقول "كفاية" والتي تعبر عنها "الكرامة".
فالأزمات موجودة والنظام لن يستطيع أن يحلها وبالتالى فإن خروج الشباب يعتبر انطلاقة الثورة الحقيقية التي ستعقبها الهبة الشعبية الكبيرة والتي نتمني أن تتوج بتغيير النظام الذي بات في اضعف حالته ومنهار بالكامل ويتمزق من داخله وخارجه ومشلول تماماً وعاجز عن تقديم اي حلول للبلاد ولذلك لا أري سبباً يبقيه على سدة الحكم وإذا كان يحترم نفسه فعليه أن يرحل، لكن الأخطر من كل هذا بأن الرئيس وبصراحة شديدة لا نعرف ماذا يحدث له وهو نفسه مريض ويعاني وغير موجود في الصورة فهو رمز النظام وهم الآن محترين وهذه إشكالات داخل المؤتمر الوطني بسبب عدم وجود بديل للرئيس والذي انتهت مدته ومريض ومطلوب من قبل المحكمة الجنائية الدولية وجميع هذه الأسباب تستوجب تغيير النظام إذ لا يمكن الإصرار والتمسك بحكم البلاد بعد ربع قرن من الزمان .. هذا يكفي وحتى إذا اقمت لأهل السودان الجنة فهذه الفترة تكفي وآن لك أن ترحل وتعطى السودانيين الفرصة والحق بأن يحكموا انفسهم ويتدالوا السلطة لم يعد لديك ما تقدمه للبلاد والعباد سوى المصائب من "جراب الحاوي".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.