حول بيان الحزب الشيوعي السوداني فيما يختص بميثاق الفجر الجديد كلمة حق أريد بها باطل لقد اطلعت هذا الصباح على البيان الذى اصدره الحزب الشيوعى لتقييمه لميثاق الفجر الجديد اصبت بإحباط شديد و تزكرت كلمات لينين (من أجل إنجاز الثورة إلاشتراكية نحن بالتأكيد نحتاج لحزبا ثوريا).لذلك و فى تحليلى الخاص جدا ان الحزب الشيوعى السودانى قد فقد هذه الخاصية و لم يعد يرتقى الى مستوى و تطلعات جماهير الشعب السودانى بإنحرافه عن الخط الماركسى الذى يقوم على التحليل العلمى الدقيق و نسى الحزب تماما مقولة ان النضال المسلح أرقى اشكال النضال فى الفهم الثورى. عندما نحلل وضع السودان الان نرى ان حمل السلاح و الثورة على الانظمة الشمولية واجب و ضرورة لذلك النظرية و التى تقول للجبهة الثورية رؤيتها فى اليات إسقاط النظام و اختلافها عن أليات الحزب تظل موضع جدل و شك. ان موقف الحزب الشيوعى مما نعرفه عنه موقف مبدىء حول العمل المسلح و و فقا لهذه الرؤية فأن اى عمل مسلح يتم بمعزل من الجماهير يصير عملا مرفوضا و لا يعبر عن تلك الجماهير ما يحدث فى دافور و جبال النوبة و جنوب كردفان تؤكد ضرورة تحقيق هذه الشروط فلم تتبنى الجبهة الثورية العمل الثورى المسلح بمعزل عن الجماهير و التى كانت هى احدى اهم تلك المفاصل الاساسية فى نضالها ضد الطغمة العسكرية الاسلاموية و لم تبنثق الجبهة الثورية و تتكون إلا بالجماهير و من الجماهير و جماهير الهامش المطهدة و المقهورة كانت نقطة إرتكاز إساسى فى العمل المسلح لقد التفت جماهير الهامش حول قضاياها و قاومت الظلم و الاستبداد عبر المزكرات و إلاحتجاجات السلمية و كان عملا نضاليا مسلحا و عملا ثوريا فى أن واحد و كان نصيب مطالبتهم بحقوقهم مزيدا من القمع و الاضهاط و حرق القرى و إغتصاب النساء و التشريد القسرى .الم تكون دافور و كل مناطق الهامش حبلى بتلك الجماهير التى اختارت مجبرة هذا الطريق . كل هذا يزكرنى بقول الشاعر مظفر النواب (أيا يحتاج دم بهذا الوضوح الى مغجم طبقى لكى لنفهمه)؟ و ذلك اثر الانتفاضة المسلحة التى قادها جهيمان العتيبى فى الحرم الشريف و التى كانت ضد الظام و الاستبداد و القهر و التى اعتبرتها الاحزاب الثورية إنتفاضة إسلامية و رأى مظفر النواب ان اى عمل مسلح إسلامى كان او ماركسى يعتبر عملا ثورى و نحن معه . انها قضايا الهامش و التى لن نتخلى عنها ابدا مهما بلغ . دعونا نتحدث بصراحة هل هناك تيارات تصترع داخل دهاليز الحزب الشيوعى السودانى .أذا كانت الاجابة بنعم فهى إشكالية يجب الوقوف عندها حماية لتأريخ و نضالات هذا الجزب و الذى اؤيده و اثمن الكثير من مواقفه و ان كانت الاجابة بلا فهى تثير كثير من التساؤلات حول مواقف الحزب فى كثير من القضايا و خاصة ان خطابه السياسى أصبح غير واضح و مبهما و غامضا . من الواضح ان انهيار المنظومة إلاشتراكية و فتح باب المناقشة العامة لوضع برنامج للحزب قبل إنعقاد المؤتمر الخامس أحدثت كتير من التعقيدات داخل الحزب و أصبحت المواقف غير مبدئية و التى لا تتوافق مع منهجه و تأريخه المعهود له بإلاتزان و الوضوح و التحليل العميق و نتيجة لكل تلك المواقف أنعدمت وحدة الفكر و إلارادة لذلك ضعف الحزب و ابتعد عنه الكثرين نتيجة لإختلافاتهم فى الرؤى . هنالك ايضا التناقض الواضح و الصارخ فى كلمة جريدة الميدان حول ميثاق الفجر الجديد و البيان الاخير و الذى صدر من الحزب و هل لذلك علاقة بقول الشهيد عبد الخالق محجوب عن الترهل القيادى بمعنى ان القيادين و بقائهم فى القيادة طويلا يولد نوعا من القصور الفكرى و تصبح أدوات الحزب غير متطورة و لا تواكب الواقع الراهن . و بذلك يصبح الخطاب السياسى و المواقف المبدئية إتجاه القضايا الجماهرية لا ترتقى لمستوى و تطلعات الجماهير أم هى تلك البورجوزية الصغيرة التى يصبح معها إسقاط النظام أكبر من وعيها و قدرتها و تصدر منهم مثل تلك البيانات الخائبة المحبطة لجماهير الشعب السودانى و محبين هذه الحزب. suzan kashif [[email protected]]