جاء في الأخبار ، أو بالأحري ، في صحيفة واحدة ، لا يعلم أحد كيف جاءها الخبر ، بأن السيد الميرغني رئيس الحزب الإتحادي الأصل قد إجتمع بالسيد نائب رئيس الجمهورية ، لتقديم طلبات محددة خاصة بحزبه ، وقد تم نشر الخبر بطريقة تثير الدهشة نظرا لحالة الإستعداء البائنة فيه ، حيث لم يحوي الخبر شيئا عن مصدره ، خاصة وأنه لم يعمم علي بقية الصحف ، أما الإستعداء هنا فقد تمثل في عدم ذكر أن السيد الميرغني ظل يجأر بالشكوي من عدم التقيد بتنفيذ بنود إتفاقية القاهرة والتي تمثل في جملة إستحقاقات بائنة ، حيث لم تتعرض الصحيفة أصلا للإتفاقية من بعيد أو من قريب ، وهنا يتضح الإستعداء البائن الملامح ، برغم ما يثار من أن الإتحادي الأصل لديه قناعات الآن بتنسيق عمل وطني كبير مع المؤتمر الوطني لمواجهة المرحلة القادمة ، وهنا يقال بأن جهات محددة قصدت من نشر ذلك الخبر بتلك الصورة الشائنة للإيقاع بين الحزبين حتي لا تكتمل الخطوات ... وكانت الصحيفة هي قناة التوصيل لقطع التواصل الذي يجري بكل هدوء. وهنا لاندري من هو الداقس : أهي الصحيفة أم مصدر الخبر الشائن ؟؟ وبهذه المناسبة ، فإن الإتحادي بدا في تكوين لجان مركزية اخري بالخرطوم بحري الكبري بديلا للسابقة التي توقفت عن العطاء بسبب سياسات المشرف السياسي للمنطقة والتي باعدت بينه وبين كوادر الحزب الناشطة والمخلصة والتي لاغرض لها غير خدمة الحزب والوطن ، فوقفت كوادر بحري الإتحادية الناشطة والعورفة للمجتمع البحراوي علي رصيف الأحداث لحين إشعار آخر ، وربما تتخذ تلك الكوادر الناشطة في مجتمع بحري الكبير قرارات تحدث دويا قريباً جداً . وجاء في الأخبار ايضا أن نقابة المهندسين الزراعيين بمشروع الجزيرة وبمعاونة نقابة مهندسي السودان قد شجبوا ما ظل يجري بمشروع الجزيرة وإمتداد المناقل ، وقد نبهوا لخطورة تنفيذ قانون 2005م حول تمليك الأراضي لمزارعي الجزيرة وتصفية المشروع نهائيا . وهنا نشير بأننا شبق لنا ان قمنا بحملات صحافية مكثفة في هذا الأمر منذ عدة أعوام سابقة ، فكان وقتها إتحاد المهندسين هذا نائما أو خائفا ( لافرق ) ، وعندما أصبح الأمر حقيقة وباتوا مهددين بإنهاء خدماتهم ، فإنهم قد تحركوا ، لكن كان التحرك هنا Too Late ، بعد ان وقع الفاس في الرأس وتم إلغاء مشروع الجزيرة من خارطة التراث الإقتصادي السوداني الباهر . والغريب في الأمر أن الشريف احمد عمر بدر رئيس المجلس ظل يبشر بأن العام القادم سيشهد إمتلاء ساحات المحالج في مارنجان والحصاحيصا والباقير بجوالات القطن ، وهنا نسأل : كيف يتم ترحيل جوالات القطن من حواشات المشروع الواسع إلي المحالج ، بعد أن قمتم بتفكيك قضبان سكة حديد الجزيرة ( خطوط الترماي ) الذي ظل ينقل الأقطان من الغيط حتي ساحات المحالج لثمانين عاما خلت حيث تم بيعها لمصانع جياد ، ربما لصهرها ولتصنيع سيخ التسليح منها ( وطظ في الترماج وفي القطن ) !! ياسيدي الشريف نقول وبكامل الصراحة أن الوطن لنا جميعاً ، فلم يعد لشعب السودان عامة ولأهل الجزيرة خاصة قنابير ، لقد قضي الأمر الذي فيه تستفتيان وراح القطن شمار في مرقة ... أليس كذلك ؟؟؟ فهل من سبيل للإستقالة الطوعية ياتري ؟؟؟ ومن الأخبار المدهشة ولكن إيجاباً ايضا ، إستقالة المهندس حمزة الفاضلابي مدير عام سكك حديد السودان بسبب أن المالية قد أخلفت وعدها في فك صرف مبلغ العشرين مليون دولار لخطة إعادة تأهيل السكة الحديد ومن ضمنها تاسيس خط مزدوج حتي تحل مشكلة النقل بالسودان ، ومشكلة الكلفة العالية في الترحيل ، لأنه من المعروف عالميا أن السكة الحديد هي من أرخص وسائل نقل البضائع والناس في العالم منذ بدء إنشائها ، فضلا علي الكميات الهائلة التي تنقلها من البضائع ، ما ينعكس خيراً وبركة علي أسعار السلع والخدمات ... فيا وزارة المالية الإتحادية ليه غيرتم رأيكم في الفكرة ؟؟ ونقول في النهاية أنها تصبح ثقافة إيجابية أن يتقدم احد الكوادر المهنية ولأول مرة في السلطة بإستقالته إنحيازا لمشروع التنمية بمعناه العملي ، فلم تشهد البلاد إستقالة أحد كوادر الدرجة الأولي مطلقا ، وهنا قال لي أحدهم وهو عنصري بحت : ( هكذا الجعيلون ، إنهم ملح أرض السودان .) يقصد الفاضلابي . [email protected]