اريد ان اقول: (عش رجباً تر عجباً) ونحن الآن في الأيام الاواخر من شعبان, نرى الكثير من العجائب والغرائب التي تدور حولنا, وما أكثرها في العواصم العربية, وعلى الاصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية كافة!! من هذه الغرائب ما حدث في البر السوداني, وبالتحديد في مطار الخرطوم, والذي تحول الى ما يعرف بقضية (بنطلون لبنى) أو (سروال لبنى) حسب ما ذكرت وكالات الانباء!! أنا لا اعرف الصحافية السودانية لبنى احمد الحسين التي تم منعها من السفر الى بيروت عبر مطار الخرطوم لأنها مطلوبة للعدالة حسب وكالات الأنباء التي اوردت ان لبنى السودانية منعت من السفر لارتدائها البنطلون... قرأت أيضاً ان السودانية السمراء اعتقلت في شهر تموز الماضي في احد مطاعم الخرطوم فيما كانت ترتدي البنطلون, واحيلت الى المحكمة بموجب المادة 152 من قانون الجنايات السوداني الذي يعاقب كل من يرتكب فعلاً فاضحاً أو ينتهك الاخلاق العامة أو يرتدي ملابس تخرجه على حشمته بالجلد 40 جلدة!! وهذا يعني أننا لو عملنا بقانون الجنايات السوداني في عواصم عربية اخرى لحولنا ملاعب كرة القدم الى ساحات عقاب وجلد للابسات السراويل أو (البنطلونات)!! اعتقد ان هذا الحادث وهذه القضية ستسيء الى السودان وشعبه وستتحول قضية »بنطلون لبنى« الى قضية رأي عام وقضية حريات وربما قضية دولية ستضر بسمعة هذا البلد العربي الذي تكالبت عليه قوى الشر من كل الجهات. كنت واحداً من الكتاب العرب الذين وقفوا الى جانب السودان ووحدة اراضيه وشعبه, ونددوا بقوى الشر التي استهدفته, والآن من حقي ان استهجن واستغرب منع الصحافية السودانية من السفر أو تحويلها الى المحكمة بسبب ارتدائها »البنطلون« مع احترامي للزي الوطني السوداني وتقاليد وتراث الشعب الشقيق... الحقيقة أننا نتابع ما تكتبه الصحافية لبنى احمد الحسين الموظفة في الاممالمتحدة, ولا نعرف ما تمثله من المواقف السياسية, ولكننا نعرف ان القضية ستتحول الى قضية سياسية وتوظف ضد النظام في السودان, وسيتم تحميلها أكثر مما يمثله البنطلون لان هناك من يتصَّيد اخطاء الحكم في السودان للتشويش عليه وتشويه سمعته والاساءة للاسلام والقيم العربية...