استلمت رسالتين حول ما تم نشره في ماعون الخميس 3 أغسطس الجاري و الذي تطرقت فيه لموضوع زراعة الذرة في السودان و الاهمية الاقتصادية لذلك المحصول الاستراتيجي. الرسالة الأولي من الأخ الصديق عطا دفع الله العجب المقيم بالسعودية و الذي كان لسان حاله يقول " كأن السودان حسم جميع مشاكله و لم يتبقي له ألا ان يدافع عن شرفه امام سروال امرأة . الرسالة الثانية كانت من الاخ الكريم سيد الحسن المقيم في اندونيسيا و الذي يواظب علي الكتابة الينا و التعليق علي الكثير من موضوعات "الماعون" ، لهما مني اسما آيات الشكر و قد رأيت ضرورة إشراك القارئ الكريم في ان يقف علي جوانب من ما تكرما بكتابته لاهميتها الكبيرة من وجهة نظري. يقول عطا الحرب الحقيقيه يا دكتور: اشهر طبيب عيون في مصر ينظر الي اوراق مريضه السوداني . ثم يستدير و يمشي في فراغ مكتبه كأنه يبحث عن شيء يلطمه ، ثم يعود و يضع وجهه قرب و جه مريضه و يسأل بصوت مثل الفحيح : كيف تقطع كل المسافة من السودان و تبذر كل هذا المال و لديكم اشهر طبيب عيون في الخرطوم فلان .. كيف؟. يتكرر المشهد نفسه في الاردن عندما يصيح اشهر جراح قلب هناك في وجه مريضه السوداني ليسأله نفس السؤال: كيف تأتي الي من السودان و لديكم اشهر جراح قلب دكتور فلان؟ في العاشرة من صباح اليوم ( البريد كان بتاريخ 9 اغسطس 2009م) في جامعة النيلين تلتقي مجموعة من الاطباء لتلافي كارثة طبية جديدة ، هي واحدة من عبقرية تنطلق الان ، عبقرية انتاج الكوارث التي تدمر الحقل الطبي و الزراعة عن عمد او عن بله. عند مدخل جسر المنشية يقوم مستشفي حديث رائع و اطباء سودانيون بقامات رفيعة كانوا يحدثون د. عبد الرحمن الخضر .. الوالي الان .. ( كل الحديث مأخوذ بالنص من رسالة عطا ) و يعدون المستشفي ليصبح ( سودان كلينيك ). لكن حربا خفية غريبة تنطلق مثل ما تنطلق دائما من ابار المال. الصحف تحمل اعلانا الاسبوع الماضي عن تقديم عطاءات لادارة هذا المستشفي ( مستشفي حكومي ) و الكراسة ثمنها مائة الف يورو ( فالعملة السودانية مرفوضة من الحكومة السودانيه ) و بعض الشركات تعلن ان مباني المستشفي هذه لا تصلح .. لمستشفي ، و المجلس الاستشاري الطبي يجد ان الاموال تتحدث فوق راسه . المستشفي الحديث هذا ان هو مات .. مات الناس و ان ذهب لادارة اجنبية ... اصبح مخصصا لاصحاب اليورو ... و مات الناس. في الصباح ذاته صباح الخميس تدور معركة من نوع اخر في وزارة الزراعة بين الذين يبيعون السودان و من يشترونه . قبل عشرة ايام د. احمد تجاني يقدم محاضرة يشهدها قاده ، عن المحاصيل المعدلة وراثيا و انتاج اللحوم و الدكتور يقدم ارقامه المخيفة ، قال : امريكا تنتج من الفدان 48 جوالا من الذرة و نحن ننتج 6 جوالات ... و نحن نصدر البترول لنشتري ألذره لنطعم الدواجن . الحل هو انتاج الذره الشامية ، حيث لا احد في الكرة الارضية يطعم الدواجن الذرة البيضاء .. الا نحن . الدكتور و اخرون يقدمون دراسة للانتاج للعام 2010م ، و في الندوة بعض مناديب الشركات يمسكون بحلقوم الرجل فالشركات هذه تعيش علي الاستيراد و يتمسكون بضرورة ان يعيش السودان علي الاستيراد ، حتي و ان كان يستورد الهواء. و ندوة وزارة الزراعة تقابلها ندوة اخري عن ( الاغذية المعدلة وراثيا ) و المختصون يقدمون ارقاما و حقائق مفزعة. حقائق تقول ان العالم الغربي استهلك ارضه و نحن لم نمس ارضنا .. و الغرب افسد مياهه و نحن مياهنا تشهق بالعافيه. ان استيراد البذور المعدلة وراثيا جريمة تقتل كل شيء ، الانسان و الاقتصاد و الدولة و الاخلاق .. لكن اهل الاستيراد يمسكون بحلوقهم ( حلوق المختصين ) حتي يظل الاستيراد متدفقا. احصائيات تقول ان اطعام الدجاج من الزراعة السودانية تجعل العالم يرقص امام بابه. .. لكن الضجيج يعيد الي ذاكرتنا ما حدثنا به عن معامل تستورد بملايين الدولارات ثم تبقي في الصناديق حتي تفسد. و حديثا عن احتكار الكركدي الذي يفلت من ايدي السودان لسبب هو ان نشب صراع بين بعض الموظفين حول أيهم أحق بالسفر الي ( المؤتمر العالمي ) . و حديثا عن تصدير إناث الإبل و تهريب إناث قصم ظهر الزراعة السودانية . و تهريب الضأن الحمري الذي لا يوجد في الارض الا في السودان ، كان ذلك قبل تهريب اناثه مقابل دراهم .. و .. و ... و نحن نقتتل حول بنطال لبني . هكذا قال عطا و في كلماته معاني لا حصر لها حول كيفية ادارتنا لشئوننا الاقتصادية و الاجتماعية و نوعية سياساتنا التي تخرب اقتصادنا و تدمر مواردنا ، و عن كيف نسير بعيون مغمضة خلف الغرب الذي دمر مواره و اصبح يقدم لنا البذور المحسنة لنخرب بها خيرات ارضنا التي تشهق بالعافية او كما قال. الرسالة ىالثانية تسير في نفس الاتجاه: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أتمنى أن تكون أنت وكل العائلة بخير وعافية - أطلعت على مقالك بعنوان( الذرة)وتحدثت عن فوائد زراعة الذرة ومن ضمنها الذرة الشامية التي يستخرج منها زيت الذرة الخالى من الكولسترول مما جعل سعره العالمي أغلى من زيوت الفول وجوز النخيل ( الأولين ) وعباد الشمس - وأسعاره تكاد تكون قريبة من زيت السمسم - ومن الماركات الموجودة منه فى السودان والشرق الأوسط ماركة ( مازولا ) - لمعلومات أكثر عن الذرة الشامى أرجو الرجوع الى رسالتى لك بالأيميل بتاريخ 1 فبراير 2009 - والفقرة أدناه تخص الذرة الشامية :- تتركز زراعة الذرة الشامية فى شرق النيل الأزرق ( مثال مشروع زايد الخير بود راوة ) واستعمال نفس طرق الرى بالرشاشات بدلا عن الرى بالجداول والترع ( المعروف برى الغسيل ) - مع العلم بأن الذرة الشامى يصنع منها أغلى أنواع زيوت الطعام والنشويات المستعملة فى معظم المنتجات الغدائية كالبسكويت مثلا . فى أول موسم لزراعة الذرة الشامية فى مشروع زايد الخير كان حجم قندول الذرة الشامية أكبر من المعدل العالمى والذى صممت عليه الحاصدات الأمريكية - وفشلت فى حصد المحصول حتى تم تغيير بعض أجزاء الحاصدات - يمكن التأكد من أدارة المشروع - وما تم أرساله بالجوالات من عينات بالدى أتش أل لشركة الحاصدات الأمريكية - وحضور وفد فنى أمريكى لمعاينة الوضع على أرض الواقع وبعدها تم تصميم وتعديل بعض أجزاء الحاصدات لتناسب الحجم غير العادى المنتج فى شرق الجزيرة بطرق علمية حديثة . نسال الله التوفيق والسداد لما فيه الخير لوطننا ومواطنينا وكفانا الله شر عواقب الأزمة المالية - سيد الحسن جاكارتا - أندونيسيا [email protected]