في ظل خلو فضائنا السياسي من رؤية تخرج بلادنا من عنق الزجاجة الرهيب الذي وضعتها فيه بؤس النخب.. وسوء التخطيط.. وأزمة الحكم.. وإفتقار المذهبية الرشيدة.. فليس غريباً أن تسود اللغة العصبوية والجهوية.. وأن يعلو الخطاب التعبوي والحربي والإقصائي..وأن يعلن تنظيم القاعدة عن نفسه من قلب جامعة الخرطوم.. وأن يخرج الخوارج من ذات المنظومة التي تحكم.. وأن يتردى حالنا الإقتصادي وتنعدم المنافذ لرحاب الرخاء النماء.. وأن يتشاكس الفرقاء لدرجة ولوج المفردات المنفرة في القاموس السياسي.. ولحد أن نعجز عن الإتفاق على دستور.. ولمستوى أن نتربص ببعضنا الدوائر.. وبالنتيجة يأتي إنفعال شبابنا بإنتقال هيثم مصطفى أهم من إنهيار قمة الرئيسين بأديس أببا.. وخلافات نادي الهلال أعلى صوتاً من تجفيف مستشفى جعفر بن عوف للأطفال.. ووفاة الطفلة مناسك أوهاج جراء قرارات مستعجلة ومتعجرفة لا تشغل بال أحد ولا تحرك الضمائر التي فقدت الدهشة.. وفي هذا السكون القتّال.. هاهي مشرحة مستشفى الخرطوم يتم نقلها إلى مستشفى بشائر لتظل مستشفى الخرطوم وما جاورها بلا مشرحة تحدد أسباب الوفاة.. وتترى الأنباء عن نقل قسم النساء والتوليد من مستشفى الخرطوم إلى مستشفى سعد أبو العلا.. وما ظللنا نكتب عنه طيلة الأشهر الماضية ووصفونا فيه بصفات أدناها الكذب تمضي الآن بخطى حثيثة نحو السياسة المرسومة والموسومة بالتفكيك تحت محتوى ما أدلى به السيد/ وزير الصحة المحترم بروف مأمون حميدة (نحن بعنا الأرض أم المستشفى؟!) واليوم فقط يعرف أهل السودان ونحن نكتب إن كنا من الصادقين أم من الكاذبين.. ونحمد الله أن شعبنا يعرف الكاذب من الصادق.. وليس غريباً أن تمارس على الأقلام صنوف الترغيب والترهيب.. والترغيب له أدواته المتعددة.. ونحن دافعوا الضرائب نرى الإعلانات على صفحات بعض الصحف المرْضِيُ عنها تعلن أسماء من تم اختيارهم للعمل بالصحة ولاية الخرطوم وعليهم مقابلة الوزير لتهنئتهم.. ياللحظوة.. فلنسأل في أية مملكة نعيش؟! موظفون تم تعيينهم.. لماذا تدفع وزارة الصحة قيمة إعلان خصماً على الأدوية المنقذة للحياة.. وليس غريباً أن تدفع الصحة للإعلانات غير المنتجة وتعجز عن دفع مستحقات عمال مستشفى الخرطوم؟! وليس غريباً أن لا نعدم التهديد برفع شكوى لأننا قلنا أن الحقن تباع لدى بائعات الشاي.. وللأسف لازال الأمر كما قلنا فإن أقض هذا مضاجع أقوامٍ فإننا سعداء بهذه الشكاوي التي لا غاية منها إلا صرفنا عن ما نتصدى له.. وما عقدنا العزم على التصدي له لا تدفعنا إليه (غبينة) ضد البروف مأمون ولا على د. عبد الرحمن الخضر فهما على التحقيق موضع حبنا الكبير ولكن يبقى ما بيننا دائماً هو حرب لا نملك التراجع عنها وفق ما نرى أنه الحق وما فيه مصلحة بلادنا وأهلنا.. نعيد القول: إن أخطاؤا- وما أكثر خطاياهم- لن يسكتنا الترغيب ولا الترهيب.. وليس لدينا ما نخشاه.. وتعودنا أن لا نخشى إلا الله.. وليس غريباً أن تشيع مفردة أن بعض الأقلام قابلة للبيع.. ونؤكد أن الأقلام ليست للبيع.. وليس غريباً أن تكون الأقلام غير قابلة للبيع.. وسلام يا وطن.. haider khairalla [[email protected]]